أمد/
رفعت وكالة أسوشيتد برس يوم الجمعة دعوى قضائية ضد ثلاثة مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مطالبة قاضٍ فيدرالي بوقف ما وصفته بمحاولات تقييد وصول صحفييها إلى الفعاليات الرئاسية. في رد فعل على ذلك، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض: "سنراهم في المحكمة".
وقد تم رفع الدعوى في المحكمة الجزئية الأميركية في واشنطن، بعد عشرة أيام من شروع البيت الأبيض في تقييد وصول وكالة الأنباء إلى فعاليات رئاسية. وقد أسندت القضية إلى القاضي تريفور ماكفادن، الذي كان قد رشحه ترامب في وقت سابق.
وتدعي وكالة أسوشيتد برس في دعواها أن البيت الأبيض يسعى بشكل غير دستوري للسيطرة على حرية التعبير، مشيرة إلى أمر تنفيذي أصدره ترامب الشهر الماضي بتغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا". كما أكدت الوكالة في دعواها أن هذا التوجه يشكل هجومًا على استقلالية الصحافة وحق الصحفيين في اختيار كلماتهم دون تدخل حكومي، وهو ما يعارض التعديل الأول في الدستور الأمريكي الذي يضمن حرية الصحافة والتعبير.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، أنها علمت بالدعوى أثناء توجهها لحضور مؤتمر العمل السياسي المحافظ، وأوضحت أنها كانت ترغب في التحدث مع مستشار البيت الأبيض قبل الصعود إلى المنصة لمعرفة ما يمكن قوله. وأضافت: "نحن واثقون من موقفنا في هذا الصدد وسنضمن أن تكون الحقيقة والدقة حاضرتين في البيت الأبيض كل يوم".
استشهاد ترامب بقرارها
استشهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل مباشر بقرار التحرير الصادر عن وكالة أسوشيتد برس، في رد فعل على منع الصحفيين من الوكالة من حضور الفعاليات الصحفية في البيت الأبيض ومنتجع مار إيه لاغو، وكذلك منعهم من السفر على متن الطائرة الرئاسية، وهو ما اعتبره فريقه ردة فعل على قرار الوكالة بعدم التوافق مع تغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أمريكا" في تقاريرها. وقال ترامب يوم الثلاثاء: "سنبقيهم بالخارج حتى يتفقوا على أن الأمر يتعلق بخليج أمريكا".
في هذا السياق، وقع نحو 40 من المؤسسات الإخبارية، بما في ذلك قنوات مثل فوكس نيوز ونيوزماكس، على رسالة نظمتها جمعية مراسلي البيت الأبيض، تدعو فيها البيت الأبيض إلى التراجع عن سياسته تجاه وكالة أسوشيتد برس. على الرغم من أن بعض هذه القنوات تضم مؤيدين لترامب، إلا أنها أكدت دعمها لحق وكالة أسوشيتد برس في استخدام اللغة التي تراها مناسبة في تقاريرها، محذرة من أن ما يحدث الآن قد يشكل سابقة يمكن أن تؤثر سلبًا على الإعلام مستقبلاً.
ورغم السماح لصحفيي وكالة أسوشيتد برس بدخول البيت الأبيض، فقد تم إبعادهم عن "المجموعة" الرئيسية التي تغطي الفعاليات الصحفية، حيث كان يتم تخصيص مساحات أصغر لهم، مما يحد من تفاعلهم مع الصحفيين الآخرين والجمهور. وتعتبر وكالة أسوشيتد برس جزءًا من مجموعة الصحفيين في البيت الأبيض لأكثر من مئة عام.
وفي الدعوى القضائية التي رفعتها الوكالة، ذكرت أنها حاولت عدة مرات إقناع الإدارة بأن سلوكها غير قانوني. هذا الأسبوع، سافرت جولي بيس، نائبة الرئيس التنفيذي ورئيسة تحرير وكالة أسوشيتد برس، إلى فلوريدا للقاء سوزان وايلز، إحدى كبار المسؤولين في إدارة ترامب، في محاولة لحل القضية بشكل ودي.