أمد/
تل أبيب: أعلنت إسرائيل يوم الأحد، أنها مستعدة لاستئناف القتال “بأي لحظة” في قطاع غزة، فيما اتهمتها حماس بتعريض الهدنة للخطر من خلال إرجاء إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. حسب تقرير لـ "فرانس برس"،
من المقرر أن تنتهي في الأول من آذار/مارس المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير في غزة بعد 15 شهرا على بدء الحرب، في حين لم تبدأ بعد المفاوضات بشأن مرحلته الثانية.
لكن إعلان إسرائيل يوم السبت إرجاء إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطيني كما ينص الاتفاق، بعد تسلمها ستة رهائن إسرائيليين، طالما استمرت “المراسم المهينة” المحيطة بإطلاق سراح الرهائن في غزة، يجعل مستقبل الهدنة أكثر غموضا.
وقال مبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمحطة “سي إن إن”، “علينا تمديد المرحلة الأولى، ولذا سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع، على الأرجح الأربعاء، للتفاوض على ذلك”.
من جهته، قال نتانياهو في مراسم تخريج ضباط في منطقة حولون في وسط البلاد نقلت مباشرة، “نحن مستعدون لاستئناف القتال المكثف في أي لحظة، خططنا العملانية جاهزة”.
وتابع “في غزة، قضينا على معظم قوات حماس المنظمة، لكن لا شك في أننا سننجز أهداف الحرب بالكامل، سواء عبر المفاوضات أو بوسائل أخرى”.
بعيد التصريح، قال الجيش الإسرائيلي في بيان “بعد تقييم للوضع، تقرر رفع الاستعداد العملياتي في المنطقة المحيطة بقطاع غزة”.
بموازاة ذلك، أعلنت إسرائيل الأحد توسيع عملياتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
وأعلن وزير الجيش يسرائيل كاتس “إخلاء” ثلاثة مخيمات للاجئين في شمال الضفة من سكانها البالغ عددهم 40 ألف نسمة، فيما ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في المنطقة منذ شهر.
وأضاف كاتس أنه أمر القوات “بالاستعداد للبقاء في المخيمات التي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أيضا عن نشر وحدة دبابات في جنين، هي الأولى منذ 20 عاما في المنطقة.
“مراسم مهينة”
أفرجت حماس منذ بدء التهدئة عن 29 رهينة إسرائيليا، بينهم أربعة قتلى، في مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.
وأطلقت الحركة السبت سراح ستة رهائن إسرائيليين في ما كان من المفترض أن يكون عملية التبادل السابعة في مقابل معتقلين فلسطينيين.
وتمت عملية التسليم مثل سابقاتها عبر مراسم استعراضية نظمتها حماس في غزة. وقد لاقت المراسم استنكارا من إسرائيل والأمم المتحدة والصليب الأحمر في مناسبات عدة.
وأرجأت إسرائيل عملية الإفراج المقررة عن 620 معتقلا فلسطينيا، وقال نتانياهو ليل السبت إن قراره سيبقى ساريا حتى “ضمان إطلاق سراح الرهائن التالين دون مراسم مهينة”.
ردا على ذلك، اتهمت حماس الدولة العبرية بأنها “تعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد”، ودعت “الوسطاء الذين ضمنوا الاتفاق، وخصوصا الأميركيين، بالضغط على العدو لانفاذ الاتفاق كما هو والإفراج الفوري عن هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين”.
وقال مايكل هورويتز، الخبير في شركة استشارات إدارة المخاطر لو بيك إنترناشونال، “نحن في لحظة حساسة للغاية في ما يتعلق بوقف إطلاق النار”.
وأضاف “قد تنهار الحكومة الإسرائيلية إذا دخلنا المرحلة الثانية، لأنها تتضمن النهاية الرسمية للحرب، وقد قال حليف نتانياهو اليميني المتطرف (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش إنه سيغادر الحكومة إذا انتهت الحرب”.
ورأى الخبير أن “هناك فرصة ضئيلة لإنقاذ الاتفاق” أو “على الأقل ضمان عدم انهياره على الفور” من خلال تمديد المرحلة الأولى.
“وحشية”
انتظرت عائلات في الضفة الغربيّة المحتلّة وقطاع غزّة لساعات طويلة إطلاق سراح أحبائها من سجون إسرائيل.
وقالت أم علاء التي انتظرت الإفراج عن ابنها من السجن في رام الله، “ربنا يصبرنا (…) حتى يفرج عن أبنائنا”.
في حضور مقاتلين مسلحين ومن على منصة، أفرجت حماس يوم السبت في رفح (جنوب) عن أول رهينتين: تال شوهام (40 عاما) الذي خطف خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأفيرا منغستو (38 عاما) اليهودي الإثيوبي المحتجز رهينة منذ أكثر من عشر سنوات.
وتكرر المشهد نفسه في منطقة النصيرات وسط قطاع غزة، مع إطلاق سراح إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت الذين تراوح أعمارهم بين 22 و27 عاما وخطفوا في مهرجان نوفا الموسيقي خلال هجوم حماس.
ومساء يوم السبت، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، شريط فيديو صُوّر على ما يبدو في اليوم نفسه بمخيّم النصيرات وسط قطاع غزة، ويظهر رهينتَين إسرائيليّين يشاهدان عمليّة تسليم ثلاثة رهائن آخرين، ويطالبان نتانياهو بإطلاق سراحهما.
ووصف منتدى عائلات الرهائن الفيديو بأنه “مقلق” و”تعبير مقزز عن الوحشية”.
وما زال 62 من بين 251 رهينة خطفوا في 7 تشرين الأول/اكتوبر، محتجزين في قطاع غزة بينهم 35 قتلوا بحسب الجيش الاسرائيلي.
وأكدت حماس أنه لم يبقَ سوى تسليم جثث أربعة رهائن إلى إسرائيل بحلول الأول من آذار/مارس.