أمد/
بروكسل: كشفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس يوم الجمعة، أنها شعرت "بعدم الارتياح" لسماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين كبار "يكررون الروايات الروسية" عن الحرب في أوكرانيا، خلال الأسابيع الأخيرة.
وأقرت، أنها تشعر بالقلق من أن الإدارة الأميركية الجديدة تنأى بنفسها عن أوروبا وتنحاز إلى من وصفتهم بـ"الأصدقاء الجدد"، مردفة أن "التصريحات الصادرة ضد أوروبا قوية للغاية، بينما التصريحات المتعلقة بروسيا ودية للغاية"، في إشارة إلى التغيير الحاضر بموقف واشنطن.
صوتت ضد حلفائها
وأشارت كالاس، إلى أن الولايات المتحدة صوتت ضد حلفائها الأوروبيين في الأمم المتحدة هذا الأسبوع، ومع دول مثل "كوريا الشمالية وروسيا وبيلاروسيا ومالي ونيكاراغوا وهايتي" في معارضة قرار إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".
فيما رأت أن "روسيا تسعى للعودة إلى الطاولة الدولية كأن شيئاً لم يحدث". وقالت: "إذا سمحنا بحدوث ذلك، فسنرى المزيد من الحروب حول العالم، وليس فقط في أوروبا".
وتحاشت الرد على سؤال حول ما إذا كانت تعتقد أن ترامب يحاول تقسيم الاتحاد الأوروبي، مكتفية بالقول إن تصريحاته بشأن أوروبا قوية جداً. وأردفت: "من أين تأتي كل هذه التصريحات؟".
يأتي ذلك فيما تضطلع رئيسة الوزراء الإستونية السابقة بمهمة تبدو مستحيلة تتمثل في إدارة علاقة الاتحاد الأوروبي مع واشنطن في عهد ترامب.
وقد تلقت إشارة مشؤومة بعد وقت قصير من وصولها إلى العاصمة الأميركية، الثلاثاء الماضي، عندما ألغى وزير الخارجية ماركو روبيو اجتماعهما الذي كان مقرراً في صباح اليوم التالي.
في حين بررت الخارجية الأميركية التأجيل بـ"أسباب تتعلق بالجدول الزمني"، لكن دبلوماسيين أوروبيين رأوا أن الإلغاء كان قراراً سياسياً من قبل إدارة ترامب.
فيما قالت كالاس إنها لا تعرف السبب، مضيفة أنها عقدت اجتماعاً جيداً مع روبيو في مؤتمر ميونيخ للأمن قبل أسبوعين، وتوقعت أن تلتقي به في مجموعة السبع الشهر المقبل.
الفخ الروسي
وكانت المسؤولة الأوروبية الرفيعة اعتبرت، أمس الخميس، أن الضمانة الأمنية الأفضل لأوكرانيا تتمثل بانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، متهمة ترامب بالوقوع في الفخ الروسي بموقفه الداعي لإغلاق باب الناتو أمام كييف.
كما حذرت من أن الأوروبيين لن يتمكنوا من المساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا ما لم يشاركوا مع الولايات المتحدة في المفاوضات التي أقصاهم عنها حتى الآن الرئيس الأميركي عبر تفاوضه مباشرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت أن دول الناتو لم تهاجم أبداً روسيا، مردفة: "لماذا نحن في حلف شمال الأطلسي؟ لأننا خائفون من روسيا. الأمر الوحيد الفعال حقاً، والضمانة الأمنية الوحيدة الفعالة هي مظلة الناتو".
كذلك ردت على اتهامات ترامب بأن حلف شمال الأطلسي "ربما كان السبب" في العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا قبل 3 سنوات، قائلة إنها "باطلة تماماً"، وإن "الخطاب الروسي هو الذي لا ينبغي لنا أن نصدقه".
يذكر أن الرئيس الأميركي كان أغلق الباب أمام إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، العضوية التي تعتبرها موسكو خطاً أحمر لأمنها القومي.
كما ظل غامضاً بشأن الضمانات الأمنية التي يمكن لبلاده أن تقدمها لأوكرانيا إذا ما أبرمت اتفاق سلام مع روسيا.