أمد/
تل أبيب: قدم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ملخصا للتحقيق الذي أجراه بشأن فشل الجهاز في التعامل مع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
بينما أشار تحقيق الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي بشكل غير مباشر إلى " أن سياسة الفصل بين السلطة الفلسطينية وحماس، التي انتهجتها الحكومة، ساهمت في تعزيز قوة حماس " .
هذه التصريحات تصدر لأول مرة عن جهة أمنية رسمية، وتستند إلى تحقيق مطوّل أجراه خلال العام الماضي فريق تحقيق خارجي ومستقل. وجاء في التقرير: "الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تعزيز قوة حماس ومكّنتها من شن الهجوم: سياسة التهدئة التي سمحت لحماس بالتسلح بشكل مكثف ، تدفق الأموال القطرية وتحويلها إلى الجناح العسكري لتعزيز قدراته ، التآكل المستمر في قوة الردع الإسرائيلية ، محاولة التعامل مع تنظيم معاد من خلال الاستخبارات والدفاع فقط، مع تجنب المبادرات الهجومية ، التراكم التدريجي للأحداث في المسجد الأقصى، التعامل مع الأسرى، والتصور بأن المجتمع الإسرائيلي بات ضعيفا بسبب التآكل في تماسكه الاجتماعي. كل هذه العوامل كانت محفزا لاتخاذ قرار شن الهجوم ".
إلى جانب ذلك، أكد الشاباك بشكل واضح: "لم يُثبت أن الشاباك استهان بالعدو، بل على العكس ، كان هناك فهم عميق للتهديد، ومبادرات ورغبة في إحباطه، وخاصة في استهداف قادة حماس". كما أشار الشاباك في بيانه إلى أنه " كان على علم بخطة "حُطام أريحا" التي وضعتها حماس لغزو إسرائيل، والتي أبلغ بها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجيش الإسرائيلي مرتين، في عامي 2018 و2022" . يُذكر أن الاسم العربي للخطة هو "وعد الآخرة"، أي "وعد يوم القيامة" .
" الجهاز فشل في فهم خطة الاجتياح "
وقد اعترف " الشاباك " بفشل الجهاز في فهم خطة الاجتياح، حيث قال: "لم تُعالج هذه الخطط لتصبح تهديدا مرجعيا ، ولذلك لم تُعرض كسيناريو محتمل لحرب مستقبلية مع قطاع غزة، كما أن سلسلة من المؤشرات الضعيفة التي بدأت في صيف 2023 لم تُربط بهذا التهديد".
وجاء في بيان الشاباك أيضا: "نحن نرى في ذلك أحد الأسباب الرئيسية للفشل. غياب هذا التهديد المرجعي أثر سلبا على توجيه عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية في الشاباك، وعلى فهم السياق العام للمعلومات التي تراكمت خلال الفترة التي سبقت 7 أكتوبر خاصة في الساعات والأيام التي سبقت اندلاع الحرب، مما أدى أيضا إلى ضعف القدرة على اتخاذ القرارات في الليلة السابقة للهجوم".
" الطريق للوصول إلى الحقيقة يمر عبر لجنة تحقيق رسمية"
وأشار "الشاباك"، كما فعل الجيش الإسرائيلي، إلى " أن الطريق للوصول إلى الحقيقة يمر عبر لجنة تحقيق رسمية وليس فقط من خلال تحقيقات داخلية لكل جهاز" . وجاء في البيان: "الطريق إلى الإصلاح يتطلب خطوة واسعة من أجل التحقيق في الحقيقة، وكذلك الاستعداد لإجراء تغييرات في العلاقة بين الأمن والسياسة، وإلا فإن الفشل قد يتكرر في المستقبل. الجهاز اليوم أقوى، وأكثر استقرارا، ذو قيم، متواضع وأكثر احترافية مما كان عليه في عشية المجزرة".
رد مكتب نتنياهو
وردت مصادر في حكومة نتنياهو، "بدلاً من التعاون مع مراقب الدولة يقدم رئيس الشاباك رونين بار "تحقيقاً" لا يجيب على أي أسئلة"، و إن استنتاجات تحقيقات الشاباك لا تتناسب مع حجم الفشل والتقصير الهائل الذي ارتكبته المنظمة
وقال، لقد فشل رئيس الشاباك بشكل كامل في كل ما يتعلق بمحاربة جهازه لحماس بشكل عام، وفي حادثة السابع من أكتوبر بشكل خاص.