أمد/
غزة: في اليوم السادس والأربعين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
ارتفع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى 48,446، والإصابات إلى 111,852، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، على قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية، إن ستة شهداء و7 إصابات وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
ولا يزال عدد من الضحايا والشهداء تحت أنقاض المباني المدمرة وفي الطرقات، وسط محاولات لإنقاذهم، غير أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.
وبدأت قوات الاحتلال، عدوانا على القطاع أسفر عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من المواطنين، بينهم نحو 17,581 طفلا، وحوالي 12,048 امرأة، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات، ما أدى إلى انخفاض عدد سكان القطاع بمقدار 6% مع نهاية عام 2024.
ويواجه نحو 96% من مواطني قطاع غزة (2.2 مليون نسمة) مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى أيلول/سبتمبر 2024، كما يواجه أكثر من 495 ألف مواطن (22% من السكان) مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة)، ومنهم معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
3 شهداء في قصف جيش الاحتلال مجموعة من المواطنين شرق الشجاعية بغزة
استشهد 3 مواطنين، وأصيب آخرون، مساء يوم الخميس، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي تجمعا للمواطنين شرق حي الشجاعية، شرق قطاع غزة.
كما أصيب مواطن برصاص أطلقه طيران الاحتلال المسير في الحي السعودي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأطلقت قنابل إنارة تزامنا مع إطلاق نار من الآليات العسكرية شرق مخيم البريج ومنطقة جحر الديك وسط القطاع.
وأطلقت آليات الاحتلال المتمركزة شمال مدينة بيت لاهيا نيرانها تجاه شمالي القطاع.
يأتي ذلك فيما يشهد قطاع غزة تصعيدًا مستمرا، حيث تهدد المخلفات الحربية الإسرائيلية حياة المدنيين، وسط مناشدات لإدخال معدات لحماية فرق إزالة المتفجرات، في ظل استمرار الحصار والدمار الناجم عن العدوان الإسرائيلي.
وحذرت وزارة الداخلية في غزة من كارثة إنسانية بسبب الذخائر غير المنفجرة، مشيرة إلى وقوع إصابات بين المدنيين وعناصر هندسة المتفجرات خلال عمليات التفكيك.
في غضون ذلك، أثار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عاصفة من الجدل بتهديده المباشر لسكان غزة بالموت إذا لم يتم الإفراج الفوري عن الأسرى الإسرائيليين، مؤكدًا دعمه غير المحدود لإسرائيل في مواصلة الحرب. وذلك عقب الكشف عن اتصالات أميركية سرية مع حماس، في تطور غير مسبوق.
من جانبها، حذرت حركة حماس من أن تصريحات الرئيس الأميركي تعرقل تنفيذ اتفاق الهدنة، متهمة واشنطن بتشجيع إسرائيل على التهرب من التزاماتها، في وقت تتعثر فيه مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق. ودعت حماس الإدارة الأميركية إلى ممارسة ضغوط فعلية على الاحتلال بدلاً من إطلاق تهديدات تشجع الاحتلال على الإمعان في جرائمه.
يأتي ذلك فيما تواصل سلطات الاحتلال منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق المعابر بشكل كامل، فيما تشهد المفاوضات حالة من الجمود في ظل تنكر إسرائيل لاستحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في حين طلب مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من إسرائيل إرجاء استئنافها للحرب على غزة، في محاولة لإحداث اختراق في المحادثات.
واشنطن تعرض على حماس تمديد وقف إطلاق النار مقابل 10 رهائن وإعادة فتح المعابر
قال مصدر فلسطيني، الخميس، إن واشنطن عرضت على حماس الإفراج عن 10 رهائن أحياء مقابل تمديد الهدنة بغزة لمدة 60 يوما وفتح المعابر واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف المصدر المطلع على المفاوضات بين حماس والولايات المتحدة أن "واشنطن طلبت من حماس اطلاق سراح عشرة رهائن من أصل 25 من الاحياء مقابل تمديد وقف اطلاق النار لمدة ستين يوم وبدء المفاوضات حول المرحلة الثانية ومصير القوات الإسرائيلية على طول محور فلادلفيا".
وتابعت أن "حركة حماس لا تزال تدرس ردها على المقترح الأميركي".
والأربعاء، أكد مسؤول في حماس لوكالة "فرانس برس" إجراء اتصالات مباشرة مع الولايات المتحدة، تناولت الإفراج عن رهائن أميركيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
وبدورها أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أن مسؤولين أميركيين أجروا "محادثات ومناقشات مستمرة" مع مسؤولين من حماس، متخلين بذلك عن سياسة أميركية طويلة الأمد بعدم التعامل بشكل مباشر مع الحركة.
وقال البيت الأبيض ردا على سؤال عن المحادثات، إن المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بوهلر لديه تفويض بالحديث مباشرة مع حماس.
ولطالما تجنبت الولايات المتحدة التواصل المباشر مع الحركة، التي وضتعها وزارة الخارجية الأميركية على قائمة المنظمات الإرهابية عام 1997.
وأتى الإعلان عن المحادثات قبيل تحذير شديد اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بفتح أبواب الجحيم إن لم تفرج حماس عن جميع الرهائن المحتجزين.
استشهاد المعتقل علي البطش من جباليا في سجن "النقب"
أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية، صباح اليوم الخميس، هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، باستشهاد المعتقل علي عاشور علي البطش (62 عاما) من جباليا شمال قطاع غزة في سجن "النقب".
وأوضحت الهيئة والنادي، في بيان مشترك، أن المعتقل البطش استشهد بتاريخ 21-2-2025 في مستشفى (سوروكا)، بعد أيام على نقله من سجن "النقب" إلى المستشفى، ليضاف إلى سجل الشهداء، الذين ارتقوا نتيجة للجرائم الممنهجة التي تُمارسها منظومة السجون بشكل غير مسبوق منذ تاريخ حرب الإبادة، لتشكل الحرب على المعتقلين وجها آخر من أوجه الإبادة.
وأشارا إلى أن الشهيد البطش اعتقل في تاريخ 25-12-2023، وهو متزوج، وله ستة أبناء.
وتابعا، انّ الاحتلال لا يكتفي بقتل المعتقلين، بل يتعمد حتى في الكشف عن مصيرهم التلاعب في الردود، وقد حصل ذلك مرات عديدة لذلك نؤكد أنّ كافة الردود التي تتعلق بالشهداء هي ردود من جيش الاحتلال ولا يوجد أي دليل آخر على استشهادهم كون الاحتلال يواصل احتجاز جثامينهم، وفي أغلب الردود يشير الاحتلال إلى أنه جاري التحقيق وذلك في محاولة منه التنصل من أي محاسبة دولية، كما أنه يتعمد التأخير في الكشف عن مصيرهم، فغالبية الشهداء الأسرى بعد الحرب عائلاتهم أبلغت باستشهادهم بعد مرور أيام أو شهور على استشهادهم.
وأوضحا، أنّ البطش هو المعتقل الرابع الذي يعلن عن استشهاده، في غضون فترة وجيزة ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة إلى (62) شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم من بينهم على الأقل (40) من غزة، وهذا العدد هو الأعلى تاريخياً، لتُشكّل هذه المرحلة هي المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة منذ عام 1967، وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة المعلومة هوياتهم منذ عام 1967 إلى (299) علماً أن هناك عشرات الشهداء من معتقلي غزة رهن الإخفاء القسري، كما ويرتفع عدد الشهداء الأسرى المحتجزة جثامينهم إلى (71) من بينهم (60) منذ بدء الحرب.
وأضافت الهيئة والنادي، إنّ قضية استشهاد المعتقل البطش تُشكّل جريمة جديدة في سجل منظومة التوحش الإسرائيليّ، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة.
وشددا على أنّ وتيرة تصاعد أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين، ستأخذ منحى أكثر خطورة مع مرور المزيد من الوقت على احتجاز الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة، أبرزها التّعذيب والتّجويع والاعتداءات بكافة أشكالها والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتّعمد بفرض ظروف تؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، عدا عن سياسات السلب والحرمان -غير المسبوقة- بمستواها.
وحمّلت الهيئة والنادي، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل البطش وجددتا، مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية، المضي قدما في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله، ووضع حد لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال، باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
زامير في غزة: "علينا البقاء بجاهزية طوال الوقت"
أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، جولة ميدانية في قطاع غزة برفقة قائد المنطقة الجنوبية وقائد الفرقة 252 وقادة آخرون؛ حسبما جاء في بيان مقتضب للجيش مساء الخميس.
وتحدث زامير مع الجنود قائلا "عليكم أن تكونوا مستعدين وجاهزين والتدرب طيلة الوقت. أنظروا إلى البيوت من خلفكم، أنظروا إلى المنازل في ’سديروت’ أنتم تدافعون عن المواطنين في ’سديروت’. أنتم خط دفاعنا الأول ولديكم مسؤولية كبيرة وأنا أثق بكم، ومتأكد أنكم ستنفذون خدمتكم على أفضل وجه".
ويتكوف: أي نقاشات مع حماس يجريها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن وهو مفوض للقيام بذلك
المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف:
– حماس لن تكون جزءا من الحكم في قطاع غزة.
– لا نعتقد أن حماس كانت صادقة معنا وحان الوقت لأن تكون كذلك.
– ليس واضحا ما الذي سيحدث وتوجد فرصة لحماس لاختيار الصواب.
– أي نقاشات مع حماس يجريها المبعوث الخاص لشؤون الرهائن وهو مفوض للقيام بذلك.
إغلاق معابر قطاع غزة ينذر بتداعيات وخيمة
منذ اليوم الأول من قرار إغلاق الاحتلال معابر قطاع غزة، ووقف تدفق المساعدات والبضائع، لاحت في الأفق مؤشرات على تجدد الأزمة الإنسانية، لا سيما في ضوء الارتفاع الحاد الذي طرأ على السلع والمواد التموينية، وبالأخص على غاز الطهي.
لليوم الخامس على التوالي، لم يتم تزويد الأسواق في القطاع بأي مواد تموينية جديدة، ما انعكس سلبا على جيب المواطن الغزي المنهك أساسا من ويلات الحرب، والذي لم يعد يقوى على مجابهة صدمات أخرى في حياته التي قُلبت رأسا على عقب.
تبعات هذا القرار انعكست على حالة الأسواق في القطاع، فاختفت منها الكثير من السلع والبضائع، وشهدت قفزة كبيرة في الأسعار.
النازحة من رفح أم محمد كلاب (65 عاما) أعربت عن استغرابها من اختفاء السكر من الأسواق بهذه السرعة، مؤكدة أن احتكار التجار هو السبب الرئيس في ذلك.
النازح كمال أبو عيادة من رفح هو الآخر يبدو منهكا من البحث عن غاز الطهي الذي ارتفع سعره بشكل جنوني، إذ تجاوز سعر الكيلو الواحد (70 شيقلا)، ما اضطره إلى العودة للحطب، ما سيفاقم معاناته.
من جانبه، أكد محمد النجار صاحب نقطة توزيع في مواصي رفح لـ"وفا"، أن إغلاق المعبر خلق أزمة بسبب تكدس أسطوانات الغاز عنده، ما سيفاقم معاناة المواطنين.
بدوره، أوضح مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القطاع رائد النمس لـ"وفا"، "أن مواصلة الاحتلال إغلاق المعابر ومنع إدخال الوقود والمحروقات ستؤدي إلى تراجع الخدمات الصحية والإنسانية، خاصة أن كل المنشآت الطبية تعتمد بالدرجة الأولى على تشغيلها، بعد تدمير الاحتلال لشبكات الكهرباء التي تغذي القطاع.
ولفت النمس إلى أن تعمد الاحتلال منع إدخال الوقود يهدد حياة آلاف المرضى والمصابين الذين تتوقف حياتهم على وجود أجهزة إنقاذ الحياة، التي يعتمد تشغيلها على المولدات، في ظل قطع الاحتلال الكهرباء منذ اليوم الأول من الحرب.
وتابع أن نقص الوقود سيؤدي إلى توقف سيارات الإسعاف عن عملها في نقل المرضى والمصابين.
خبراء يدينون القرار الإسرائيلي بفتح "أبواب الجحيم" واستخدام سلاح المجاعة في غزة
حذر خبراء أمميون مستقلون في مجال حقوق الإنسان، من أن إسرائيل استأنفت استخدام سلاح المجاعة في غزة، ضد الفلسطينيين، بقرارها خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقال الخبراء في بيان مشترك صدر، اليوم الخميس، "نشعر بالفزع إزاء قرار إسرائيل بتعليق جميع السلع والإمدادات مرة أخرى، بما في ذلك المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة التي تدخل قطاع غزة، في أعقاب قرار مجلس الوزراء الحربي، ودعوات الوزراء لإعادة فتح "أبواب الجحيم" على القطاع المحاصر.
وأضافوا أن هذه التحركات غير قانونية بشكل واضح بموجب القانون الدولي، وباعتبار إسرائيل القوة المحتلة، فإنها ملزمة دائما بضمان ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية وخدمات الإغاثة الأخرى، ومن خلال قطع الإمدادات الحيوية عمدا، بما في ذلك تلك المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والأجهزة المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، فإن إسرائيل تستخدم المساعدات كسلاح مرة أخرى، وهذه انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وتعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي.
وأشاروا إلى أنه كان ينبغي أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل إلى وقف دائم للأعمال العدائية، والإفراج عن جميع الفلسطينيين والإسرائيليين المحتجزين بشكل غير قانوني كشرط أساسي للسلام المستدام، لكن بدلا من ذلك، أسفرت عن المزيد من العنف والمزيد من تدمير الحياة الفلسطينية، وهذا أمر غير قانوني وغير إنساني تماما.
وأضافوا أن الظروف ظلت قاسية للغاية، حيث لم يسمح إلا لعدد قليل جدا من الخيام والبيوت المتنقلة من الدخول إلى غزة، واستمر الفلسطينيون، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، في الموت بسبب البرد والظروف المزرية، مؤكدين أن إعادة فرض سياسة الحصار الشامل على السكان الذين بالكاد نجوا من 16 شهرا من القصف المستمر والتهجير القسري المتكرر، وتدمير 80% من الأراضي الزراعية والبنية التحتية المدنية، سيؤدي إلى تفاقم الوضع المزري.
ورأى الخبراء أن خلق ظروف غير صالحة للعيش للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، هو تصميم إسرائيل على طول الأراضي الفلسطينية المحتلة، من قطاع غزة المدمر إلى الضفة الغربية، حيث أن ضم الأراضي بالقوة يتقدم بسرعة كاملة في الضفة الغربية، تم قصف مخيمات ومدن اللاجئين وإخلاء سكانها ونهبها، وتتعرض مناطق أخرى للهجوم من قبل المستوطنين المسلحين بالتواطؤ مع القوات الإسرائيلية.
ولفتوا إلى أنه منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 100 فلسطيني في غزة، ليصل إجمالي الشهداء إلى 48,400 على الأقل. وفي المشهد الحالي، تبدو إسرائيل عازمة على مواصلة تدمير حياة الفلسطينيين بما في ذلك من خلال التجويع.
وفي تقييمها لادعاء الإبادة الجماعية الموجه ضد إسرائيل، أمرت محكمة العدل الدولية، إسرائيل بتسهيل توصيل المساعدات إلى غزة، وفي عام 2024، عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين، وجدت المحكمة "أسبابا للاعتقاد بأن إسرائيل استخدمت التجويع كأسلوب من أساليب الحرب".
وقال الخبراء: "نحن منزعجون بشكل خاص من التأييد السريع من جانب بعض الدول والمنظمات الإقليمية لتبرير إسرائيل لقطع المساعدات عن غزة، كرد فعل على انتهاكات "حماس" المزعومة لوقف إطلاق النار، في حين لم يتم الإبلاغ عن العديد من انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى حد كبير".
وأضافوا: "إن إسرائيل، من خلال استئناف حصارها وقصفها لغزة، قد غيرت من جانب واحد شروط اتفاق وقف إطلاق النار والخطوات التالية، ونحن نحث وسطاء وقف إطلاق النار في غزة؛ مصر وقطر والولايات المتحدة، على التدخل للحفاظ على الاتفاق بما يتماشى مع الالتزامات الدولية".
وشددوا على أن إسرائيل ملزمة قانونا بسحب احتلالها ووجودها الشامل من الأراضي الفلسطينية كما أعلنت محكمة العدل الدولية العام الماضي، وهذا يشكل الأساس لالتزامات أي طرف بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار.
وحث الخبراء، الدول في جميع أنحاء العالم، على تذكر التزاماتها بموجب القانون الدولي والعمل على إنهاء هذا الهجوم الوحشي الذي لا نهاية له على الشعب الفلسطيني وحقوقه، خشية أن تجتاح هذه العاصفة من الفوضى والظلم العالم بأسره.