أمد/
غزة: في اليوم الخمسين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة جيش الاحتلال وتصر إسرائيل على رفضها إدخال المنازل المتنقلة والكرافانات والمعدات الثقيلة، وتعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتواصل الحكومة الإسرائيلية خرق اتفاق وقف إطلاق النار على مختلف الأصعدة والمجالات وتمتنع عن تنفيذ كل ما ورد في نص البرتوكول الإنساني، وكذلك المماطلة في بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التبادل، مع إعلان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، التزامه بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنشاء "غزة مختلفة".
وقرّر وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، إنشاء إدارة خاصة في وزارته، لتهجير أهالي قطاع غزة "طوعا"، حيث من المقرر أن تضم الإدارة ممثلين عن الوزارات الحكومية الأخرى، ومختلف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب العدوانية
ذكرت الصحة يوم الإثنين، إن ضحايا الحرب العدوانية على قطاع غزة ارتفع إلى 48,467 شهيداً، و111,913 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وقالت في تقريرها اليومي، وصل مستشفيات قطاع غزة 9 شهداء (5 شهداء انتشال و4 آخرين جديد)، و16 إصابة خلال 24 ساعة.
وأشارت إلى أنه، لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
شهداء وإصابات
استشهد مواطن، مساء يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بوصول الشهيد عبد الله علي الشاعر أشلاء إلى المستشفى الأوروبي، إثر استهدافه من طائرة مُسيرة شرق رفح جنوب القطاع.
استشهد ثلاثة أشقاء، وأصيب عدد من المواطنين، مساء يوم الإثنين، إثر قصف للاحتلال شمال مخيم البريج.
وأفادت مصادر محلية، بأن ثلاثة أشقاء استشهدوا وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، بقصف مسيرة إسرائيلية قرب وادي أبو قطرون شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.
والشهداء هم: محمود ومحمد وأحمد عبد الله احمد
حماس: تعاملنا بمرونة مع مبعوث ترامب وناقشنا وقف الحرب
أوضحت حركة "حماس" في بيان لها يوم الإثنين، أن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث الرئيس الأميركي تناولت موضوعات رئيسية، تشمل وقف الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، كما أشارت الحركة إلى تعاملها بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب.
وأضافت حماس، أنها تنتظر نتائج المفاوضات المرتقبة مع إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما قالت، في بيان جديدي:
•نؤكد التزامنا الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ومستعدون للشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية.
•الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نواياه في التهرب والمماطلة. •نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية وحزبية محضة، وآخر ما يهمه الإفراج عن الأسرى، ومشاعر عائلاتهم.
•الاتفاق تم برعاية الوسطاء وشهد عليه العالم، مما يستوجب إلزام الاحتلال بتنفيذه باعتباره المسار الوحيد لاستعادة الأسرى.
•نرفض محاولات الضغط على حماس، في حين يُترك الاحتلال دون مساءلة رغم تنصله من التزاماته. •لغة الابتزاز والتهديد بالحرب لن تُجدي نفعًا، ولا طريق سوى المفاوضات والالتزام بالاتفاق، وغير ذلك هو تلاعب بمصير الأسرى.
•استمرار الاحتلال في المماطلة والخداع لن يمنحه غطاءً للتهرب، بل سيزيد من عزلته ويفضح زيف روايته أمام العالم.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الأسرى آدم بوهلر كشف، في سلسلة من المقابلات أجراها الاحد عن فحوى اجتماعه مع حركة حماس في قطر .
وأفصح عن الاقتراح الذي تقدمت به حركة حماس إلى الأميركيين في المحادثات المباشرة التي أجراها مع كبار مسؤوليها.
وفي مقابلة مع قناة "كان" العبرية، قال المبعوث بوهلر إن حماس "عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع الاسرى من الجانبين، بما في ذلك وقف إطلاق النار لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات، حيث تنزع حماس سلاحها، وتساعد الولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى، في ضمان عدم وجود المزيد من الأنفاق، وعدم وجود المزيد من النشاط العسكري، وأن حماس لن تشارك في السياسة من الآن فصاعدا".
ويتكوف لن يلتقي مسؤولي حماس إلا إذا قدمت الحركة تنازلات ملموسة
نقلت يديعوت أحرونوت العبرية عن مصدر سياسي مساء الإثنين أن ستيف ويتكوف هو من يقود جهود المحادثات حاليا وإسرائيل تنسق معه بشكل وثيق.
وقالت يديعوت أحرونوتنقلا عن مصدر سياسي "نأمل أن تؤدي الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على حماس إلى اختراق".
وفي في الأسبوع الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنذارا نهائيا لحماس – بموجبه يجب عليها إطلاق سراح جميع الرهائن "الآن – وإلا فسيكون هناك جحيم ".
وبعد خمسة أيام من هذا التهديد، كرر الرئيس تهديدا مماثلا يوم الاثنين عندما أعاد نشر مقال على موقع إخباري أميركي، يتضمن تعليقات للمعلق بلين هولت – الضابط السابق في القوات الجوية الأميركية. و
قال هولت "إنه (ترامب) جاد للغاية – وإذا لم يحدث ذلك، فإنهم (حماس) قد يلتقون بـ "أشخاص معينين في قواتنا الخاصة للغاية"".
من جهة أخرى قال موقع أكسيوس نقلا عن مصدر إسرائيلي أن ويتكوف أبدى استعداده للبقاء 3 أيام أو 4 للتوصل لاتفاق إذا وصلت المفاوضات مرحلة جدية.
وأكد ويتكوف أنه لن يلتقي مسؤولي حماس إلا إذا قدمت الحركة تنازلات ملموسة.
وتابع الموقع أن المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون يحاولون تخفيف حدة توتر دام أياما بسبب محادثات واشنطن مع حماس.
المعارضة الإسرائيلية تحذر: استئناف الحرب على غزة
عقد قادة الأحزاب الإسرائيلية، يوم الإثنين، اجتماعات لكتلهم البرلمانية في الكنيست، وناقشوا خلالها المرحلة الراهنة التي تمر بها إسرائيل، حيث لا تخوض حربًا شاملة على قطاع غزة، كما أنها فشلت في التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
واتهم قادة كتل المعارضة في الكنيست رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتقديم مصالح ائتلافه الحكومي على ما وصفوه بـ"المصالح القومية"، كما عبروا عن معارضتهم لقناة المفاوضات المباشرة بين الإدارة الأميركية وحركة حماس، معتبرن أن نتيجة مباشرة لإدارة نتنياهو للمفاوضات.
وخلال اجتماع كتلة "المعسكر الوطني"، تطرق رئيس الحزب، بيني غانتس، إلى المفاوضات الجارية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وشدد على أن "مصلحة دولة إسرائيل هي استعادة أكبر عدد ممكن من الرهائن، بأسرع وقت ممكن، وضمن صفقة واحدة إن أمكن".
واعتبر أن "تقسيم الصفقة إلى مراحل وتأجيل المفاوضات لا يخدم إلا حماس، فهي تحتاج إلى الوقت لإعادة بناء قدراتها وتعبئة مخزونها وتجنيد المزيد من الأفراد. مصلحتنا تكمن في دفع الثمن مرة واحدة، وليس بالتقسيط التي تشمل ‘الفائدة‘ لصالح حماس".
وحول ضلوع الإدارة الأميركية في المفاوضات، قال غانتس: "نحن جميعًا ممتنون للإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب على العمل الاستثنائي الذي يقومون به، لكن إسرائيل هي الجهة المسؤولة عن مواطنيها، وحكومة إسرائيل هي المسؤولة عن إعادة الرهائن".
وأضاف "من غير المقبول أن يصرّح المبعوث الأميركي (لشؤون الأسرى، آدم) بوهلر أنه تلقى تفويضًا من الإدارة الأميركية ’لقلب كل حجر‘ لدرجة أنه التقى مباشرة مع قيادات حماس، بينما المسؤولون في إسرائيل لا يزالون مترددين في إرسال وفد تفاوضي أو في تحديد صلاحياته".
وتابع "نتحدث عن ’ريفييرا في غزة‘ و’حرب الانبعاث‘، لكن في الوقت ذاته يتم إهمال كريات شمونة والمطلة. شعبنا يريد الوحدة والمصالحة (القومية)، لكن الحكومة تعود إلى الانقلاب القضائي وتمضي قدمًا في إقالة المستشارة القضائية للحكومة".
واعتبر أنه "مع اقتراب ‘عيد المساخر‘ (اليهودي – "بوريم")، يبدو أن الحكومة متمسكة بمبدأ واحد – كل شيء معكوس رأسًا على عقب"، مشددا على أن "السياسة يجب أن تكون في خدمة المصالح القومية، لكن نتنياهو يعطي الأولوية للائتلاف الحكومي".
لبيد: "الحكومة تكذب على الجمهور"
بدوره، قال رئيس المعارضة، يائير لبيد، في مستهل اجتماع كتلة "ييش عتيد" إن "الحكومة، لم تقل للإسرائيليين ما الذي سيحدث في اليوم التالي. لم تقل لهم لماذا تعود إلى الحرب، في حين أن الثمن الفوري لهذه العودة هو موت الرهائن. نحن نستحق إجابة على هذا السؤال".
وأضاف "إذا عادت إسرائيل للحرب في غزة، سيموت الرهائن. الحكومة لا ينبغي لها، ولا يمكنها، أن تكذب على الجمهور. العودة إلى الحرب تعني القضاء على أي فرصة لإنقاذ الرهائن. القضاء على حماس هدف قومي، لكنه لن يتحقق طالما أن الحكومة لا تقدم بديلاً لحماس".
غولان: "نتنياهو منح حماس شرعية دولية"
من جانبه، تطرق رئيس حزب "الديمقراطيين" (تحالف العمل وميسرت)، يائير غولان، إلى المفاوضات بين الإدارة الأميركية وحماس، قائلًا: "بسبب نتنياهو وحكومته المتخاذلة والمُهملة، نشأ محور يتجاوز إسرائيل – صفقة بين الولايات المتحدة، حماس، وقطر".
وأضاف "أصبحت الشراكة بين قطر وحماس مشروعة ومقبولة لدى الإدارة الأميركية، وذلك بفضل إخفاقات نتنياهو السياسية"، وتابع "نتنياهو قدّم لحماس أعظم هدية يمكن لأي تنظيم إرهابي أن يحلم بها – الشرعية الدولية"، على حد تعبيره.
واعتبر غولان أن حركة حماس "لم تعد منبوذة" على الصعيد الدولي، "بل أصبحت طرفًا في مفاوضات سياسية مع أقوى دولة في العالم"، وأضاف "منذ عام ونصف، يماطل نتنياهو، يُفشل إطلاق سراح الرهائن، ويمنع بناء بديل لحكم حماس".
وقال إن النتيجة الواضحة لسياسات نتنياهو وإدارته للحرب هي "جعل من حماس طرفًا لا مفر منه، والآن العالم يستنتج أنه لا خيار سوى التحدث معها. حماس لم تعد معزولة، ونتنياهو جعلها شريكًا مباشرًا في المحادثات".
بدوره، تناول وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، في اجتماع كتلة "اليمين الرسمي" التطورات في سورية، وقال "لا نتحدث عن نظام ديمقراطي منتخب، بل عن مجموعة كانت تسيطر على جيب في إدلب واستولت على مناطق إضافية في سورية، بما في ذلك دمشق".
وأضاف "لقد حذرت نظرائي حول العالم من خداع الجولاني (رئيس المرحلة الانتقالية في سورية، أحمد الشرع) وأعوانه، ونبّهت إلى أعمال انتقامية محتملة ضد الأقلية العلوية، وكذلك إلى نيتهم القضاء على الحكم الذاتي الكردي".
ودعا ساعر المجتمع الدولي إلى "اتخاذ موقف واضح وعدم منح الشرعية مجانًا لهذا النظام. يجب استخلاص العبر والبحث عن سبل لحماية الأقليات في سورية"، وزعم أن "العمليات الأمنية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سورية، أثبتت أنها صحيحة، مهمة، واستشرافية".
سيناتور أميركي: قطع المساعدات الإنسانية عن غزة جريمة حرب
قال السيناتور الأميركي بيرني ساندرز، إن قطع المساعدات الإنسانية عن ملايين المدنيين جريمة حرب.
وأضاف ساندرز، في تصريح صحفي، اليوم الاثنين، "أن هذا ما تفعله حكومة نتنياهو المتطرفة بغزة"، مشددا على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من أجل الحفاظ على أرواح المدنيين.