أمد/
غزة: استشهد وأُصيب أكثر من ألف شخص منذ الثلاثاء، في قطاع غزة، فيما واصل الطيران الحربيّ للاحتلال، الأربعاء، بشنّ غارات مكثّفة على مناطق مختلفة من القطاع، في اليوم الثاني من استئناف الجيش الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة، فيما شرع الاحتلال بـ"عملية برية محدودة" لخلق منطقة عازلة بين شمالي القطاع وجنوبه وسيطر على "نيتساريم".
وفي المقابل، حمّلت حماس، الاحتلال وقيادته، "المسؤولية الكاملة عن تداعيات التوغّل البري وسط قطاع غزة، عند محور ’نتساريم’ في خرق خطير لاتفاق وقف النار ".
اغلاق شارع صلاح الدين
وأغلق جيش الاحتلال شارع "صلاح الدين" في منطقة محور "نيتساريم"، جنوب مدينة غزة، ومنع تحرك الغزيين باتجاه الشمال، فيما بقيت الحركة جنوبًا مفتوحة، معلنا تعزيز انتشاره قواته في غزة وسيطر على محور "نيستاريم" لفصل شمالي القطاع عن جنوبه.
وقال الجيش الإسرائيليّ في بيان، إنه "خلال الساعات الأخيرة، بدأت قوات الجيش تنفيذ عمليات برية مركزة في وسط وجنوب قطاع غزة، بهدف توسيع نطاق الأمن وإنشاء فصل جزئي بين شمال القطاع وجنوبه"، مضيفا أنه "في إطار هذه العمليات، سيطرت القوات وأعادت توسيع سيطرتها حتى وسط محور نيتساريم"، وتابع أنه بالتزامن مع ذلك "تقرر تمركز قوات لواء غولاني في المنطقة الجنوبية، لتكون في حالة جاهزية للعمل داخل القطاع".
وأسفرت غارات الاحتلال عن استشهاد 460 مدنيًّا، وجرح المئات، فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية في آخر حصيلة أعلنت عنها، إن 439 شهداء و678 إصابة وصلوا لمستشفيات قطاع غزة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال، منذ الثلاثاء.
الدفاع المدني في غزة: 70 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة الأربعاء
* 70 شهيدا في غارات الاحتلال على قطاع غزة الأربعاء.
* لا يزال تحت أنقاض المنازل عالقون يصعب علينا انتشالهم لعدم توفر المعدات.
* إغلاق منافذ القطاع وعدم إدخال الوقود يهددان عمل طواقمنا.
* القطاع على أعتاب مجاعة وندعو أحرار العالم للعمل على إنهاء معاناته.
شهداء وإصابات
24 شهيدا في قصف لجيش الاحتلال على بيت لاهيا شمال غزة
استشهد 24 مواطنا، مساء يوم الأربعاء، إثر قصف نفذه طيران الاحتلال الإسرائيلي على بيت لاهيا شمال غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن طيران الاحتلال استهدف بيت عزاء لعائلة مبارك، في منطقة السلاطين ببيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد 24 مواطنا، وجرح آخرين غالبيتهم وصفت بالخطيرة، نقلوا جميعا إلى المستشفى الإندونيسي.
وكان 4 مواطنين بينهم طفل، استشهدوا بقصف الاحتلال خيمة بمدينة أصداء، شمال غرب خان يونس جنوب القطاع.
استشهاد 4 مواطنين بينهم طفل في قصف لجيش الاحتلال غرب خان يونس
استُشهد 4 مواطنين بينهم طفل، مساء يوم الأربعاء، إثر قصف إسرائيلي من طائرة مسيّرة على مدينة أصداء غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن 4 مواطنين استشهدوا، بينهم الطفل عمر قاسم طلب أبو شرقية (عامان ونصف عام)، الذي وصل إلى مستشفى الكويت التخصصي مصابا بجروح حرجة في رأسه، جراء القصف، قبل أن يعلن عن استشهاده.
5 شهداء إثر استهداف جيش الاحتلال مركبة شمال مدينة رفح
استُشهد 5 مواطنين، إثر استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركبة في شارع الشهداء بمنطقة مصبح شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
كما أصيب عدد من المواطنين بجروح خطيرة، جرّاء قصف مدفعية الاحتلال شقة داخل برج "همام 5" بمخيم البريج وسط القطاع.
وفي السياق، أفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال استهدفت بصاروخين من الطائرات الحربية، بوابة نادي التفاح المكتظ بخيام النازحين شرق مدينة غزة.
عشرات الشهداء والجرحى في قصف الاحتلال منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة
استُشهد وأصيب عشرات المواطنين في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلاً بمدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن الاحتلال استهدف منزلا في حي الصبرة بالمدينة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات بينهم عدد من الأطفال.
شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء بقصف جيش الاحتلال مدينة غزة
استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، يوم الأربعاء، إثر قصف الاحتلال مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد عدد من المواطنين أغلبهم أطفال ونساء في قصف صاروخي من طيران الاحتلال استهدف منزلا لعائلة ابو دف في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة نقلوا إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
استشهد، الليلة الماضية وفجر يوم الأربعاء، 14 مواطنا، جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وقال مسعفون من الهلال الأحمر، إن مواطنين استشهدا وأصيب خمسة آخرين جراء استهداف طائرة مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين في محيط منطقة المواصي جنوب غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد إمرأة وطفل وإصابة ثلاثة مواطنين آخرين جرّاء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين، شمال مدينة خان يونس.
وأضاف أن أربعة مواطنين استشهدوا جراء استهداف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين مقابل نادي الوكالة غرب مدينة خان يونس.
وقال مسعفون من الهلال الأحمر، إنهم نقلوا 4 شهداء وعدد من الجرحى إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة، بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الحطاب في حي الصبرة جنوب المدينة.
وكانت قوات الاحتلال، قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة، فجر أمس الثلاثاء، بعد توقف لأكثر من شهرين، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد على 400 مواطن غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة المئات بجروح مختلفة.
ويأتي استئناف العدوان على قطاع غزة، وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد ما يزيد على 48,572 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 112,032 آخرين، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام.
"أوتشا": 170 طفلا استشهدوا خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة فجر الثلاثاء
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أن أكثر من 170 طفلا استشهدوا خلال عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فجر أمس الثلاثاء.
وذكر المكتب في بيان عبر موقعه الرسمي، اليوم الأربعاء، أن إجمالي عدد الشهداء جراء هذه الغارات بلغ أكثر من 400 مواطن بينهم أكثر من 170 طفلا و80 امرأة، مشيرا إلى أن فرق الإنقاذ والمسعفين لم يتمكنوا من الوصول إلى العديد من الضحايا بسبب نقص المعدات والوقود والآلات الثقيلة.
وأوضح المكتب أن 4 مستشفيات ميدانية فقط تعمل بكامل طاقتها في المنطقة، بينما تعمل 22 مستشفى و6 مستشفيات ميدانية بشكل جزئي، في حين توقفت 13 مستشفى و4 مستشفيات ميدانية عن العمل تماما بسبب الدمار ونقص الكوادر الطبية والأدوية.
ونقل المكتب عن مدير مستشفى "الشفاء"، محمد أبو سلمية، قوله: إن "الوضع كارثي ولدينا الكثير من الضحايا".
وحذر "أوتشا" من أن أكثر من مليون شخص في قطاع غزة قد يواجهون نقصا حادا في الغذاء إذا لم تستأنف عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وهم معرضون لخطر عدم الحصول على حصص غذائية في شهر آذار إذا لم تستأنف عمليات التسليم إلى غزة.
وشدد على أن المخزونات المتوفرة في القطاع تنفد بسرعة، وللتعامل مع النقص قام شركاء الأمم المتحدة بتقليص المساعدات الغذائية بشكل حاد وتعليق توزيع الدقيق والمواد الغذائية الطازجة وتقليل كميات الوجبات الساخنة في المطابخ العامة.
كما حذر المكتب أيضا من أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فإن ما لا يقل عن 80 من أصل 170 مطبخا عاما في القطاع ستضطر إلى الإغلاق خلال أسبوع أو أسبوعين.
جيش الاحتلال يقصف مقرا تابعا للأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة
استُشهد موظف أممي وأصيب 5 آخرون، يوم الأربعاء، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مقرا تابعا للأمم المتحدة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأن موظفا أمميا استُشهد، وأصيب 5 آخرون بجروح حرجة، جراء قصف الاحتلال مقرهم الأممي، وقد نُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
الأمم المتحدة تدعو للتحقيق في قتل أحد موظفيها بغزة
دعت الأمم المتحدة اليوم الأربعاء، إلى إجراء تحقيق في قصف استهدف داري ضيافة تابعتين لها في قطاع غزة، وأسفر عن قتل أحد موظفيها وإصابة خمسة آخرين.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق في مؤتمر صحفي، إن "الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يندد بشدة بجميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة، ويدعو إلى إجراء تحقيق شامل”.
الأونروا تدين مقتل موظف أممي بغزة وتعتبره يوما أسودا
أدان مفوض وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، اليوم الأربعاء، مقتل موظف تابع للوكالة بغارة في قطاع غزة الذي تكثف إسرائيل غاراتها الجوية عليه، واصفا الواقعة بأنها "يوما أسود آخر" للأمم المتحدة.
وقال في منشور على منصة "إكس" إن الوكالة الأممية تتقدم بأحر التعازي لزملائها في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS) على خسارتهم الفادحة، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
واعتبر مقتل وإصابة موظفين تابعين للأمم المتحدة في غزة بمثابة "يوما أسود آخر" تعيشه المنظمة، مشددا على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني في جميع الأوقات.
وأضاف لازاريني: "لا تزال الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، تدفع ثمنا باهظا أثناء قيامها بواجباتها الإنسانية".
غزة: قصف وقتل وجوع
استيقظ سكان قطاع غزة على أصوات القصف والانفجارات، بعدما استأنفت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عدوانها وقصفها بشكل مكثف، لتضيف فصلاً جديدًا من الألم والمعاناة المستمرين منذ أكثر من عام ونصف عام.
ويأتي ذلك في ظل حصار مشدد فرضته قوات الاحتلال منذ دخول شهر رمضان المبارك، ما أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والتموينية، وانعدام شبه كامل للمحروقات.
حصار اشتد في رمضان
لطالما عُرف شهر رمضان في غزة بتنوع موائده، حيث تجتمع العائلات حول أطباق تقليدية، لكن الصورة كانت مختلفة تمامًا هذا العام، فالحصار الخانق أدى إلى توقف مصادر الدخل لآلاف الأسر، وباتت المساعدات الإنسانية شحيحة للغاية بسبب القيود التي فرضتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على دخول الإمدادات الغذائية والطبية.
تقول المواطنة سائدة أبو الخير : "منذ اندلاع الحرب لم نستطع شراء أي شيء للبيت، ونعتمد بالكامل على المساعدات والتكايا. اليوم، بسبب عودة العدوان، لم تعمل التكايا ولم توزع أي طعام، ونحن صيام ولا نملك ثمن أي شيء. اضطررت إلى استلاف معلبات بازلاء من جيراني، ولا ندري ماذا سنفعل غدًا إذا استمر القصف".
أسواق خاوية وارتفاع جنوني في الأسعار
في محاولة يائسة لتأمين الطعام، تدفق المواطنون على الأسواق فور استئناف العدوان، لكنهم فوجئوا بأن الرفوف تكاد تكون فارغة، والأسعار وصلت إلى مستويات خيالية لا يستطيع معظمهم تحملها.
يقول كمال مطر، وهو رب أسرة مكونة من ستة أفراد، "ذهبت للتسوق لكنني لم أجد شيئًا في الأسواق، الأسعار مرتفعة جدًا، وهي أضعاف الأسعار الطبيعية، ولم أستطع شراء أي شيء، فعدت إلى البيت فارغ اليدين. بتنا نخشى أن نموت جوعًا قبل أن تقتلنا القذائف".
أما عاشور العبادلة، وهو صاحب محل خضراوات، فروى لمراسل "وفا" المشهد الدرامي الذي شهده صباح اليوم: “تفاجأنا بعودة القصف مع ساعات الفجر، فلم نستطع إحضار الخضراوات من الحسبة، لكن بمجرد أن فتحتُ المحل، تهافت الناس على بعض الخضراوات القديمة بشكل جنوني رغم ارتفاع أسعارها، فهم يحاولون شراء أي شيء متاح قبل أن تنعدم الخيارات تمامًا".
مأساة تتفاقم مع استمرار القصف
لم تقتصر معاناة المواطنين على نقص الطعام والاحتياجات الأساسية، بل إن القصف العنيف والمستمر منذ ساعات الفجر حصد أرواح مئات الأبرياء، وزاد معاناة القطاع الصحي المنهك أصلًا.
فقد أفادت مصادر طبية بأن المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى، في ظل افتقارها إلى الأدوية والمعدات الطبية اللازمة لعلاج المصابين، ونقص وحدات الدم، كما تتعرض سيارات الإسعاف لصعوبات كبيرة في التحرك بسبب الدمار الكبير الذي خلّفته الغارات الإسرائيلية المستمرة.
حصيلة دموية منذ ساعات الصباح الأولى
وثّقت الجهات الطبية استشهاد أكثر من 400 مواطن، وإصابة المئات بجروح متفاوتة، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الشهداء والمصابين مع استمرار القصف على مختلف مناطق القطاع.
وقال مصدر طبي في مجمع الشفاء الطبي: "نواجه كارثة حقيقية، فالأدوية والمستلزمات الطبية على وشك النفاد، وأعداد المصابين تفوق قدرتنا على التعامل معها. المستشفى ممتلئ، والجرحى يرقدون على الأرض في الممرات. نحن عاجزون عن تقديم العلاج المناسب لهم”.
يقول أحد المواطنين، وهو ينظر إلى الدخان المتصاعد من القصف القريب من منزله: "نحن لا نريد سوى أن نعيش بسلام، أن نتمكن من إطعام أطفالنا، أن نصوم رمضان كبقية المسلمين دون خوف من الجوع والموت. لكن يبدو أن العالم قد نسي غزة وتركها لمصيرها".