أمد/
تل أبيب: وجّهت هيئة التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل "الهايتك"، التي تضم عشرات الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار يوم الجمعة، تهديداً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتعطيل عمل كبرى الشركات في البلاد.
وهددت الهيئة بوقف أعمالها في حال عدم التزام رئيس الحكومة نتنياهو بقرار المحكمة العليا القاضي بتجميد إقالة رئيس الشاباك، رونين بار، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وفي وقت سابق يوم الجمعة، شدد نتنياهو على أن "حكومة إسرائيل ستقرر" من يتولى رئاسة الشاباك، بعدما علّقت المحكمة العليا قرار إقالة رئيسه الحالي رونين بار.
وبرر نتنياهو إقالة بار والتي يفترض أن تدخل حيز التنفيذ في موعد لا يتجاوز 10 أبريل/ نيسان، بـ "استمرار انعدام الثقة المهنية والشخصية".
وتأتي الخطوة في ظل إجراءات يقوم بها نتنياهو وتثير حفيظة المعارضة.
وأعلن حزب "يش عتيد" الذي يتزعمه زعيم المعارضة يائير لابيد أنه قدم استئنافا نيابة عن مجموعات معارضة عدة، وأعرب عن إدانته "القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء بسبب تضارب صارخ في المصالح، بناء على اعتبارات خارجية".
وترى تقارير أن هذا التهديد قد يعزز الاحتجاجات المستمرة ضد سياسات الحكومة، خاصة في ظل تصاعد التوتر بين السلطة التنفيذية وال
ماذا يعني التهديد؟
ويعدّ قطاع التكنولوجيا الفائقة "الهايتك" الإسرائيلي محركًا رئيسًا للاقتصاد والسياسة في إسرائيل، إذ يُسهم بنحو نصف صادراتها ويستقطب استثمارات ضخمة، ما جعله يُلقب بـ"النفط الرقمي".
ويُشكل القطاع أيضاً أداة لتعزيز العلاقات الخارجية، عبر الترويج لإسرائيل كمركز عالمي للابتكار، بحسب دراسة لمركز "رؤية للتنمية السياسية".
ويمثل موظفو هذا القطاع طبقة متميزة ذات رواتب مرتفعة، وتتركز في تل أبيب، حيث يشغل اليهود الغربيون النسبة الأكبر من وظائفه.
أما اقتصاديًا، فقد شهد القطاع انتعاشًا كبيرًا في العقد الأخير، إلا أن الاحتجاجات ضد التعديلات القضائية عام 2023 أثرت سلبًا على الاستثمارات.
وتفاقم الوضع بعد حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مما أدى إلى تراجع في التمويل والاستثمارات الأجنبية وتسريح آلاف الموظفين.
رغم ذلك، بدأ القطاع في التعافي خلال أواخر 2024 وبداية 2025، مدعومًا بالمرونة البنيوية، وتزايد الطلب على التكنولوجيا الدفاعية، واستمرار الاستثمارات الغربية، خاصة في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
وساهمت الحرب في ظهور شركات ناشئة جديدة، مما عزز مكانة إسرائيل كمركز تكنولوجي عالمي رغم التحديات الاقتصادية والأمنية.