أمد/
كتب حسن عصفور/ وأخيرا، أعلنت الإدارة الأمريكية، عبر مندوبها الدائم في المنطقة وما حولها، رجل المتاجرة السياسية اليهودي ستيف ويتكوف، بأنها تريد بناء “نظام جديد في قطاع غزة” عبر إجراء انتخابات، والاتيان بقوى حاكمة لا تشكل تهديدا لإسرائيل في المستقبل.
ويتكوف، وخلال لقاء مع الصحفي الأمريكي “المشاغب” وصديق بوتين الحميم، تايكر كارلسون، كشف بوضوح يحسد عليه، ما هي خطة الولايات المتحدة الحقيقية للقضية الفلسطينية، منطلقا من بوابتها الجنوبية قطاع غزة، بعدما تقدم ترامب بمشروعه التطهيري تحت غلاف “ريفيرا غزة”.
ويتكوف، تحدث عن “نظرية سياسية جديدة” حول القضية الفلسطينية، والتي يمكن اعتبارها تطويرا لمفهوم إدارة ترامب، بشطب “حل الدولتين”، واستبداله بمسار نحو “خلق أفق سياسي”، يبدا بإقامة نظام خاص في قطاع غزة، بشكل ديمقراطي، عبر انتخابات تأتي بعد تعديل البنية الديمغرافية للقطاع، بما يشمل السكان وطبيعة القوى أو الكيانات الحزبية، التي سيسمح لها المشاركة وفق “محددات خاصة” ترتبط بمصالح دولة الكيان.
نظرية ويتكوف السياسية، تقود الى بناء كيان غزي خاص، لا يمثل أي تهديد لإسرائيل، ولم يحدد مفهوم “التهديد”، هل هو سياسي فكري أم أمني عسكري، أم كلاهما، ويبدو أن الأخير هو المعنى الحقيقي، ترجمة لشروط أمريكية حول الوجود السياسي في قطاع غزة، ليس مرتبطا بسلاح، بل بمفاهيم الصراع، وإلغاء كل ما يمكنه ألا يتفق وجوهر المشروع الأمني الإسرائيلي.
موضوعيا، ويتكوف، دون أي مقابل من قبل دولة الاحتلال، يطالب رسميا بشطب كل قرارات الأمم المتحدة والشرعية العربية حول دولة فلسطين، وكذا أنهاء مرحلة الكيان الفلسطيني الموحد، والاستعداد لبناء نظام خاص في قطاع غزة ليس مرتبطا بالضفة الغربية، والتي لم يحدد ما هو الحكم الذي سيكون بها.
نظرية ويتكوف، تقوم على قاعدة شطب كلي للمنجز الفلسطيني الخاص بدولة فلسطين، والانتظار لسنوات طويلة، فيما يتم بناء نظام حكم خاص في الضفة والقدس، انطلاقا من القاعدة التوراتية، خاصة بعدما نشرت صحيفة عبرية مخطط حكومة الفاشية اليهودية حول نظام “الجزر المحلية” في الضفة الغربية.
نظرية ويتكوف السياسية الجديدة، حول دولة غزة أولا، دون ارتباط بالضفة الغربية، هي تكثيف كامل للرؤية الأمريكية الجديدة، والتي كشفها وزير الخارجية روبيو خلال لقاء مجموعة السبع بكندا، عندما رفض كليا أي إشارة في البيان المشترك يوم 14 مارس 2025 حول “حل الدولتين” واستبداله بتعبير يستخدم للمرة الأولى، وجود “أفق سياسي للشعب الفلسطيني”، دون تعريف أو تحديد، كلام عام لا يحدد مضمونا سياسيا ولا جغرافيا مكانية.
هل يمكن لأمريكا فرض “نظرية ويتكوف السياسية الجديدة”، أم هي مجرد “أفكار” لا قيمة عملية لها…وجواب ذلك مرتبط بالمسار العام بعد القمة العربية الطارئة، وما هي قوة الفعل العربية، بل وهل حقا هناك قرار عربي بدولة فلسطين، ومعها تنفيذ خطة إعمار قطاع غزة..؟!
مراقبة لتطور المشهد منذ قرارات قمة 4 مارس في القاهرة، لم تتقدم أي دولة عربية بخطوة عملية واحدة، يمكن القول إنها تشكل فعلا تنفيذيا، لم تعلن “لجنة غزة الإدارية”، رغم الحديث عن الاتفاق، لم تترجم القرارات الكبيرة إلى آلية واضحة، سواء ما يتعلق بمجلس الإعمار أو مالية المجلس، وكيفية العمل.
بالمقابل، عملت أمريكا وإسرائيل سويا، على الغاء صفقة الدوحة حول التهدئة في غزة، فيما تم إعلان خطة ضم تهويدية شاملة في الضفة والقدس، وبدأ العمل على خطة تدمير المخيمات ضمن الحرب على قضية اللاجئين وشطبها من جدول الأعمال، بعدما أغلقت مكاتب الأونروا، وذهبت لبناء نظام سياسي في الضفة عبر “جزر محلية” فلسطينية.
نظرية ويتكوف السياسية الجديدة، تجد لها صدى داخل بعض أطراف الرسمية العربية، بل هناك من فتح الباب لاستقبال قيادة الحركة الاستيطانية في الضفة والقدس، كجزء من “تعديل المفهوم التطبيعي”، وشطب اعتبار المستوطنين فرق إرهابية، وفق تعريف أممي.
نظرية ويتكوف السياسية الجديدة، برسم الرسمية الفلسطينية وحدها دون غيرها، هي من عليها الرد بخطوات عملية متوفرة في درج الرئيس عباس..دون ذلك سلاما لوطن وقضية..وأهلا بـ”غزة كو” الجديدة.
ملاحظة: قيادة الحركة الإسلاموية في قطاع غزة، بتطلق كم صاروخ كل كم يوم.. ومش فاهمة أنها بتكشف فلسها العسكري مش بس السياسي..الأهم هي عارفة أنها قيمتها تجر دمار أكثر..معقول انها زهقت وصارت مستعجلة أي شي بس تخلص بريشها…مع حماس ما بتقدرش تغمض مخك أبدا..
تنويه خاص: شكلها تحركات العرب صارت بدل ما تبحث عن كيف تبدأ تنفيذ خطة إعمار غزة..تحولت إلى نشاط كبير لكيف يعملوا “آلية تنفيس” قرارات “الماسة الجديدة”..الصراحة هيك ناس ممسوسين مسا ولا أخت أخته…وعيش يا كديش..
لقراءة مقالات الكاتب تابعوا الموقع الخاص