أمد/
أمّي الجميلةُ والرائعةُ ..
كأنَّ الصبحَ استعارةٌ مِنْ وَجهِكِ ..
وكأنَّ الضوءَ يُصَلِّي على أَهدابِكِ ..
ويتهجَّدُ في ذِكراكِ كالماءِ الطَّهور …
***
رَحلتِ مُبَكِّراً ..
لكنَّكِ ما زلتِ تُزهِرِينَ فينا ..
نخلةً في ريحِ الذِّكرى ..
وضَوءًا يَسْكُنُ أَهدابَ اللَّيل …
***
في عينيكِ قرأتُ الحَنانَ نهرًا ..
وفي صوتِكِ سمعتُ الأغاني ..
تُولدُ مِنْ صَمتِ النُّجوم ..
كمْ كنتِ تُخبِّئِين الشمسَ في كفِّيكِ ..
وتُطْعِمِيننا ضَوءًا كأنهُ سُكَّرُ الأيَّام …
***
أمّي: حينَ نُنادِي اسمَكِ ..
تتهدَّجُ الأرضُ بالمطر ..
وتُفتَحُ أبوابُ السَّماءِ كالزَّنبقِ الطَّهور …
***
كُلُّ الأُمَّهاتِ جميلات ..
وكلُّ القلوبِ ..
تُشبهُ عُشبةً في يدِ أمٍّ ..
تُباركُها القُبُلاتُ ..
وتُسْقيها الدُّموعُ …
***
أمِّي، يا أُغنيَةَ الرّوحِ ..
كيفَ يَغِيبُ مَنْ كانَ للضَّوءِ نافذةً؟
كيفَ نَرحَلُ عن حُبٍّ ..
يُزهِرُ فينَا كلَّ يومٍ من جديد؟