معاذ خلف
أمد/ يعيش ناتنياهو أزمة سياسية ، بل مأزق حقيقي يهدد بإنهاء حياته السياسية مما يترتب عليه ملاحقات قضائية داخلية وخارجية ، فالديمقراطية الصهيونية مثيرة للسخرية فهي تجعل من وزراء قادرين على افشال الإئتلاف الحكومي و اسقاط الحكومة رغما عن رئيس وزرائهم !
مضى ثمانِ أشهر على الحرب الظالمة على قطاع غزة ، و لعل أهم ما يميز هذه الحرب التي يشنها العدو الصهيوني ، انها حرب بلا ملامح ، بلا أخلاق ، بلا معايير انسانية ، حرب هوجاء ، فكل ما هو بغزة هدف البشر و الحجر والشجر ، و لعل مصاصوا الدماء في حكومة الإحتلال بن غفير وسموتيرتش و على رأسهم ناتنياهو لم يرتووا بعد من الدم الفلسطيني ، فهم منذ أول يوم يقاتلون بلا هدف ، وهذا ليس لأن لا اهداف لديهم ، بل لأن اهدافهم خيالية و غير واقعية ، فإستعادة الأسرى بالقوة بدون مفاوضات وتبادل هدف خيالي بحت و قد حاول و قتل ما يزيد عن 80 أسير صهيوني منذ بداية الحرب، و اما تدمير المقاومة فحدث ولا حرج ، لا يعلم ناتنياهو ان الشعب الفلسطيني كله عن بكرة أبيه في خندق المقاومة وجبل عليها ، حتى و ان تماهى للبعض غير ذلك الا ان كل الشعب الفلسطيني يراكم محتلين غاصبين وعندما تحين الفرصة لن يتوانى طفل صغير فلسطيني في الانقضاض عليكم !
أهداف حكومة ناتنياهو الوهمية جعلت من آلة الحرب الصهيونية عمياء تدمر و تقتل بشكل عشوائي ، و لا ذنب للشهداء الا موقع تواجدهم أو كنيتهم ، او مصادفة جعلت منهم رمزا لإرسال رسالة الى حماس .
في ذات الوقت الذي أصبحت فيه اسرائيل و من خلفها امريكا منبوذون لدى العالم الإنساني اجمع ، و الخطوات التصعيدية تجاه الكيان من قبل دول العالم في تصاعد مستمر .
و كل ذلك من أجل ان لا تحل الحكومة و ينتهي ناتنياهو سياسيا ، لا أعلم جدوى الديمقراطية التي يهدد فيها وزير رئيس وزرائه ويجعله تحت رحمته بإنتظار ان يطلق عليه رصاصة الرحمة ، فلو كان هذا يحدث في دولة قانون حقا ولو كان رئيس الوزراء يتمتع ببعض الدماء التي تسري في جسده لسجن الوزيران و حلت الحكومة ، ولكن حكومة الكيان الصهيوني مصممة أن تكون أضحوكة للعالم .
في مجزرة أمس التي وقعت في بلدة النصيرات وسط مدينة غزة و ادعى ناتنياهو فيها النصر بتحرير 4 رهائن اسرائيليين من قبضة المقاومة لم يكن ناتنياهو يفكر سوى بنصر يحفظ به ماء وجهه أمام شعبه و حكومته ، بالرغم ان لا نصر في عملية تحرير الرهائن ، لأسباب عدة أولها الجانب الإستخباري فلم تعرف امريكا و اسرائيل مكان الرهائن الاربعة بمفردها بل هناك واشي اخبرهم بتفاصيل كاملة عن تواجد الأسرى وحتى عندما حرروهم حرروهم بغباء منقطع النظير ، اما السبب الثاني هو ان العملية تمت بلا تكتيك بدليل ارتكاب مجزرة راح ضحيتها اكثر من 275 مدني ، و هذا يعني ان القوة الصهيونية المنفذه كانت تقتل كل من تراه في طريقها من مدنيين ، و السبب الثالث ان الأسرى لم يكونوا لدى المقاومة بل في منازل مدنيين و دون حراسة ، بالتالي من السخف ان ترسل كل القوة النيرانية تلك لأجل تحرير رهائن يقبعون في منازل مدنيين و دون حراسة !
ناتنياهو بإرتكابه مجزرة المدنيين في النصيرات فهو كالذي احرق كومة القش من أجل ان يجد الإبرة بالتالي لا نصر في ذلك بل غباء يتبعه غباء .
بعد مرور ثماني أشهر اختار ناتنياهو الطريق الأصعب و الأكثر قسوة لتحرير الرهائن و استطاع تحرير 4 أسرى من مجمل 120 ، اذا باقي الأسرى سوف تكون مهمة تحريرهم على عاتق الأجيال القادمة من القادة الصهاينة هذا ان كانت ستكون اسرائيل موجودة من عدمه !
“ناتنياهو يهرب من مأزق الى مأزق و من أزمة الى أزمة و لم يستطع وضع حل نهائي لأزمة واحدة تواجهه أشعر بمأساوية نهاية هذا الرجل!”