2023-12-16 15:38:40
رام الله : طالب مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" المجتمع الدولي وخاصة هيئة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحافيين والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بتعزيز و حماية الحق في حرية الرأي والتعبير ، بالتدخل الفوري لوقف عمليات الإعدام المنظمة والاستهداف المباشر للصحفيين والصحفيات الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي والتي كان آخرها عملية اغتيال الصحفي (سامر أبو دقه) في قطاع غزة وإصابة زميله الصحفي وائل الدحدوح بجروح متوسطة، واستشهاد الإعلامي (رامي بدير) وعدد من زملائه في جهاز الدفاع المدني أثناء محاولتهم الوصول للصحفي سامر أبو دقة ، والاعتداء بالضرب المبرح ومحاولة الشروع بالقتل بحق الصحفي(مصطفى الخاروف) في مدينة القدس مصور الأناضول ، والذي نقل على أثرها إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج ، في سياسة ممنهجة وواضحة في استهداف الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين لإخفاء الحقيقة عن العالم ومنعهم من نقل الأحدث والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي كل يوم بشكل منظم ومخطط بشكل مسبق وبقرار من المستوى السياسي في الحكومة اليمينية المتطرفة، في معركة واضحة حول الرواية ونقل الصورة من الميدان عن جرائم الاحتلال التي يرتكبها في كل لحظة بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد مركز "شمس" على أن استمرار تلك الجرائم بحق الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين هو تأكيد واضح على سياسية الحكومة الإسرائيلية بقتل الحقيقة وإخفائها عن العالم، إذ بلغت الإستهدافات للطواقم الصحفية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي رقماً قياسياً منذ 7/10/2023م إذ تجاوز عدد الشهداء منذ ذلك التاريخ حتى اليوم (74) صحفياً، وهذا مؤشر واضح على حجم الجريمة المنظمة التي ترتكب بحق الصحفيين والصحفيات الفلسطينيين من قبل الاحتلال الإسرائيلي سواء كانوا على رأس عملهم في الميدان أو في داخل مؤسساتهم الإعلامية أو في أماكن سكنهم مع عائلاتهم في بيوتهم في إمعان في الجريمة بالقتل والتدمير والإفناء وإخفاء الحقيقة عن العالم وفق سياسة الانتقام التي تعتبر وتنم عن مدى الحقد والفاشية والإجرام الحكومة الإسرائيلية وجيشها الذي يستهدف الصحفيين والصحفيات ويعتبرهم أهدافاً عسكرية رغم أنهم مدنيون محميين بموجب للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشدد مركز "شمس" على أن استهداف الصحفيين والصحفيات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي يشكل انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان إذ توفر تلك القوانين حماية خاصة للصحفيين في حالات الحرب والنزاعات المسلحة وتدعو إلى تحييدهم عن أماكن الاشتباك والعمليات الحربية، لا سيما ما جاء في نص المادة رقم (79) من البروتوكول الاختياري الأول لسنة 1977م الملحق باتفاقيات جنيف والتي نصت على ( أن الصحفيين يتمتعون بجميع الحقوق وأشكال الحماية الممنوحة للمدنيين في النزاعات المسلحة الدولية.) والقاعدة رقم (34) من دراسة القانون الدولي الإنساني العرفي والتي نصت (يجب احترام وحماية الصحفيين المدنيين العاملين في مهام مهنية في مناطق نزاع مسلح ما داموا لا يقومون بدور مباشر في الأعمال العدائية). واعتداء واضح وجسيم على القانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة لقرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة الخاصة بحماية الصحفيين،لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي (1738) لسنة 2006 الذي يدين أي هجوم على الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة ويشدد على ضرورة حمايتهم، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2222) لسنة 2015م والذي يدعو لحماية الصحافيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم ويؤكد على ضرورة تجنب المعدات والمكاتب والاستوديوهات عمليات الاستهداف والتدمير،إضافة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ( 68/168) لسنة 2013 .الذي يدين أعمال العنف ضد الصحفيين خلال النزاعات المسلحة ويحث على ضمان سلامتهم.
وندد مركز "شمس" بالتقرير الصادر عن ( منظمة مراسلين بلا حدود) والذي اعتبر أن استشهاد الصحفيين الفلسطينيين كان بطريق الخطأ ولم يكن بشكل مقصود من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن هذا التقرير الذي يتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي هو انحياز واضح وغير موضوعي وبعيداً عن الحقيقة ويعبر عن أجندة تلك المؤسسة التي تتماهى سياسة الاحتلال في استهداف الصحفيين وإعدامهم، في الوقت الذي يجب عليها أن تقف إلى جانب الضحايا من الصحفيين لا إلى جانب المجرمين وأعمالهم العدوانية والفاشية في القتل والإجرام والإبادة والتطهير العرقي.
وأكد مركز "شمس" على أن الاعتداء الوحشي المتواصل على الشعب الفلسطيني واستمرار الجرائم اليومية بحق المدنيين الفلسطينيين بما فيهم الصحفيين والنساء والأطفال والشيوخ بشكل منظم يمثل انتهاك لكل القيم والأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية والذي يستوجب تحركا جاداً لوقفه، إذ بلغ حجم الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7/10/2023م حجما لا يوصف قياساً بقصر الفترة الزمنية وبعدد السكان في قطاع غزة، إذ بلغ عدد الشهداء ما يزيد عن (18) ألف شهيد وعدد الجرحى ما يزيد عن (50) ألف جريح، واستشهاد (300) من الكوادر الصحية، وتدمير (102) سيارة إسعاف، واستهداف (138) مؤسسة صحية وإخراج(22) مستشفى عن الخدمة و(52)مركز صحي، ورصدت الطواقم الطبية حوالي(327)ألف حالة مصابة بأمراض معدية، وبلغ عدد الأطفال في مراكز الإيواء حوالي (700) ألف طفل و (50) ألف سيدة حامل، و (350) مريض مصابين بأمراض مزمنة منهم (1100)مريض غسيل كلى حسب بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.
وأستنكر مركز "شمس" ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام لمدينة جنين ومخيمها واغتيال (12) شهيدا خلال اقل من (72) ساعة، وتدمير البنية التحية في المدينة والمخيم ، وشن حملة اعتقالات طالت أكثر من (900) مواطن، وممارسة شعائر دينية في مساجد المخيم، وكتابة شعارات عنصرية على جدران المباني والمدارس والمساجد في مخيم جنين ، في تعبير واضح عن سياسة الإجرام والحقد ونفي الآخر وتدنيس للمقدسات ودور العبادة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.