2023-12-20 11:43:56
أمد/
اتسمت الساعات الماضية بالكثير من التحركات السياسية والاستراتيجية على صعيد المفاوضات الغير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس ، وهي المفاوضات التي تديرها كلا من قطر ومصر من أجل وضع حد لهذه الحرب المشتعلة في غزة والتي تدخل يومها الخامس والسبعين اليوم الأربعاء الموافق العشرين من ديسمبر ٢٠٢٣ .
وخلال الأيام الماضية اجتمع عدد من قادة جهاز الموساد مع قيادات من حركة حماس ، وهي الاجتماعات التي شهدتها العاصمة البولندية وارسو ووافقت فيها حركة حماس على استئناف المفاوضات بشأن وقف الحرب مقابل وقف كافة العمليات العسكرية في القطاع ، غير أن إسرائيل ردت بعدد من المطالب وهي:
1- ضرورة تسليم مقاتلي حركة حماس لسلاحهم في الحال
2- تسليم مخططي عملية السابع من أكتوبر لإسرائيل
تطورات سياسية
ومع ذروة هذه المفاوضات اتسمت الساعات الماضية بالكثير من التطورات ومنها :
1- الإعلان في بعض من وسائل الإعلام عن وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء المفاوضات
2- تسريب وقائع محادثات تمت بين يحيى السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة وبعض من قيادات الحركة ، وهي المحادثات التي أعلن فيها السنوار غضبه من مسار المفاوضات والحديث عن مستقبل الحكم في قطاع غزة بدون حركة حماس
3- تعاظم التهديدات التي تسببها جماعة الحوثي ضد حركة الملاحة في منطقة البحر الأحمر ، وهو ما يكبد مصر خسائر جمة خاصة مع توقف الكثير من الشركات عن استخدام المسار البحري لقناه السويس في ظل هذه التهديدات
4- إدراك إسماعيل هنية وكبار قيادات حركة حماس أن بقاء السنوار في منصبه بات محل شك، خاصة في ظل تداعيات الموقف الدولي ورفضه استمرار السنوار في منصبه أو وجود أي شكل من أشكال التواجد السياسي لحركة حماس في غزة
5- هناك معلومات تشير إلى أن أحد الاجتماعات الأخيرة التي عقدتها حركة حماس في أحدى الدول الأوروبية الراعية لها شهدت نقاش بشان مستقبل يحيى السنوار ومصيره على الساحة السياسية، والأهم أن المجتمعين وفي هذه النقطة أشاروا إلى أن الموقف الدولي يفرض على عناصر حركة حماس الآن أما القبول بهم كعناصر تعيش بعيدا عن غزة ، أو التضحية بهم مع يحيى السنوار .
6- هناك حديث الآن بين عناصر حركة حماس بشأن هذه النقطة، وهو ما يفسر سر عصبية السنوار الذي يعلم تماما أن الموقف الحالي دوليا لا يخدمه، وأن وجوده واستمرار حكمه للحركة في غزة بات محل شك دوليا.
7- تزايد الخلافات بين عناصر الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي بسبب بعض من النقاط المتعلقة بالحرب، والسلوك الذي ينتهجه المقاتلون الإسرائيليون على أرض المعركة
تطورات استراتيجية
غير أن التطورات السياسية الحالية على الساحة تفرض الكثير من التحديات ، خاصة في ظل :
1- بلورة محادثات بين حركة حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية الأخرى خلال الفترة الأخيرة ، وهي المحادثات التي لم يرض عنها جناح حركة حماس في غزة، خاصة التقارب مع حركة فتح .
2- هناك عدم رضا او عدم تفعهم واختلاف بين كلا من محمد ضيف ويحيى السنوار وهما من قيادات حماس ، وجبريل الرجوب القيادي في حركة فتح ، وفور ظهور الرجوب في الصورة من جديد كمنسق للتواصل مع حركة حماس اشتاط السنوار غضبا بسبب هذه الخطوة التي تمت دون التنسيق معه
3- كانت هذه النقطة في السابق محل خلاف بين يحيى السنوار وصالح العاروري القيادي في حركة حماس والذي قاد مسيرة التفاوض مع الرجوب باسم حركة حماس في السابق.
4- قيادات حماس السياسية في الدوحة تجري محادثات مع الفصائل الفلسطينية الأخرى حول كيفية إدارة غزة والضفة الغربية بعد انتهاء الحرب ، وهي المحادثات أيضا التي لم ترض عنها الحركة .
التنسيق القطري المصري
ومع ما سبق فإن ما يجري حاليا على الساحة يدفعنا لطرح تساؤلات عن حدود التنسيق المصري القطري في ملف التفاوض السياسي ، خاصة وأن هناك بعض من الصحف الغربية التي زعمت بأن المصريين تحديدا لا يرتاحون كثيرا للسياسات التي تنتهجها قطر ، والعكس أيضا ، وهو ما يزداد دقة في ظل :
1- تغير خطاب قناة الجزيرة خلال الساعات الماضية للحديث عن أن قطر هي الطرف الفعال في إدارة المفاوضات أفضل من مصر (وهي مزاعم يرددها ضيوف فلسطينيين وليس مذيعي القناة)
2- الحديث في قناة الجزيرة أيضا عن أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طرد الإخوان وأنقلب عليهم وأن الحاضنة القطرية فقط هي من تحافظ على جماعة الإخوان ومشاريعهم السياسية
3- لا ثقة بمصر ولكن الثقة الوحيدة تتمثل في الدوحة التي ترسخ أموالها وإمكاناتها وقنواتها فقط لخدمة حماس وأفكارها السياسية ، باعتبارها جزء من جماعة الإخوان.
تقدير استراتيجي
هناك حالة من التناقض في الموقف الدولي الساعي للإطاحة بحركة حماس ، ثم وضعها في صورة التفاوض السياسي المشترك ، وهو ما سيؤدي إلى:
1- تمسك حماس بإطالة آمد هذه المفاوضات طالما أن العالم سيطيح بها عقب تحرير الرهائن الإسرائيليين
2- من الطبيعي أن تقاوم حركة حماس حيثيات وأسباب الإطاحة بها ، وتتصدى لها وتناور بقوة لعدم تحقيق هذا الهدف ، الأمر الذي يزيد من حساسية وتوتر هذه الأزمة.