أمد/
رام الله : أكد مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن مشاهد الجثث المتحللة في شوارع قطاع غزة للشهداء والملقاة في الساحات والشوارع وبين الأبنية المهدمة والمدمرة والتي تم بثها عبر الفضائيات تذكرنا بفظائع الإبادة النازية في القرن الماضي والتي أصبحت نموذجاً للانتهاكات الجسيمة لكل القيم الأخلاقية والإنسانية والحقوقية والشرائع السماوية التي تحمي وتضمن كرامة الإنسان المتوفي وتعبر عن جسامة وفظاعة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي لا يحرك ساكناً لوقف تلك الجرائم والانتهاكات اللاإنسانية.
كما وحذر مركز "شمس" من أن تحلل تلك الجثث ينذر بكارثة بيئية وإنسانية كبرى ، لما تشكله من خطورة محدقة وسبباً رئيسياً لانتشار الأمراض والأوبئة في قطاع غزة ، في ظل الحصار المحكم المفروض عليه ، ومع ما يعانيه من قطع للكهرباء وتلوث المياه ونقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية وتدمير للمستشفيات والمراكز الصحة الأولية ومنع سيارات الإسعاف من التنقل في كافة أنحاء قطاع غزة.
وأدان مركز "شمس" الصمت الدولي والإقليمي على هذه الجرائم التي تمثل تماهي واضح وصريح مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تمعن بالقتل والإعدام عن سبق الإصرار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ، إذ أن جرائم الاحتلال تلك تمثل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني وللقانون الدولي لحقوق الإنسان لاسيما لاتفاقية جنيف الأولى المادة رقم (16 ) والتي تنص ( على أطراف النزاع أن تسجل بأسرع ما يمكن جميع البيانات التي تساعد على التحقق من هوية الجرحى والمرضى والموتى الذين يقعون في قبضتها وينتمون إلى الطرف الخصم.) و رقم (17 ) والتي تنص على (يتحقق أطراف النزاع من أن دفن الجثث أو حرقها بجري لكل حالة على حدة بقدر ما تسمح به الظروف ويسبقه فحص الجثة بدقة وفحص طبي إن أمكن بقصد التأكد من حالة الوفاة والتحقق من هوية المتوفى والتمكن من وضع تقرير ويجب أن يبقى مع الجثة أحد نصفي لوحة تحقيق الهوية إذا كانت مزدوجة أو اللوحة نفسها إذا كانت مفردة.) وللمادة رقم (8) من البرتوكول الاختياري الثاني الملحق باتفاقيات جنيف والتي تنص على أن (تخذ كافة الإجراءات الممكنة دون إبطاء خاصة بعد أي اشتباك للبحث عن الجرحى والمرضى والمنكوبين في البحار وتجميعهم كلما سمحت الظروف بذلك مع حمايتهم من السلب والنهب وسوء المعاملة وتأمين الرعاية الكافية لهم والبحث عن الموتى والحيلولة دون انتهاك حرماتهم وأداء المراسم الأخيرة لهم بطريقة كريمة) وانتهاك للقواعد رقم (112 إلى 116) من قواعد دراسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقانون الدولي الإنساني العرفي تنص على التدابير الخاصة بالبحث عن الموتى وجمعهم والتعامل معهم وإخلائهم وإعادة رفاتهم.
وفي نهاية بيانه الصحفي طالب مركز "شمس" هيئة الأمم المتحدة وأجهزتها العاملة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية الحقوقية الحكومية والغير حكومية، بضرورة القيام بواجباتها الإنسانية والأخلاقية والتعاقدية والقانونية والتحرك العاجل لإجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي بالسماح للطواقم الطبية والهلال الأحمر والدفاع المدني لإخلاء الجثث ، وبضرورة تمكينها للتعامل مع جثث الضحايا سواء كانت تحت أنقاض المباني المدمرة أو ملقاة في الشوارع لدفنها بما يضمن كرامة الإنسان الميت وفق الأسس المتعارف عليها دولياً.