أمد/
يحيي اليهود يومي الخامس والسادس من شهر مايو كل عام ما أسموه " الكارثة والبطولة " ، وهم بذلك يتحدثون عما يسمونها بــ " الهلوكوست " أو المحرقة التي تعرضوا لها في أوروبا على يد النازي الألماني ، بينما يفتخرون بما يقولون إنها البطولة من خلال صمود اليهود آنذاك..
لكن في غزة اليوم فقط تقع " الكارثة والبطولة " الحقيقية فعلى مدار أكثر من شهرين يتعرض أهل غزة لكارثة حقيقية على يد النازي الجديد في تل أبيب ، ونحن نشهد إبادة جماعية للبشر والشجر والحجر : مجازر جماعية .. إعدامات ميدانية .. غارات بالمئات .. تدمير الأبراج والبنايات .. سحق الأطفال والنساء تحت جنازير الدبابات والجرافات .. جثث متحلله في الشوارع والطرقات .. مقابر دون أسماء .. محو أحياء سكنية في كل مكان ،، محو عائلات بأكملها من السجل المدني ،، أكثر من عشرين ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ، بينما الآلاف ما زالوا تحت الأنقاض ، وجرحي قاربوا الستين ألف مصاب ، لا يجدون تضميد الجراح ، بعد أن دمر العدو المجرم المستشفيات .. هذا هو مشهد الكارثة التي يمكن أن يسجلها التاريخ عما يجري لشعب فلسطين في القرن الحادي والعشرين .
أما البطولة الحقيقية ، فهي بطولة رجال المقامة ، حفاة الأقدام ، الشجعان من مسافة صفر بكل إقدام ، يدمرون دبابات العدو بقذائف الياسين وعبوات " الشواظ " ومدافع الهاون ، والصواريخ التي ما زالت تضرب تل أبيب وعسقلان ، بينما الجيش الذي قالوا إنه " الذي لا يقهر " ، نراه في غزة كل يوم كيف يتقهقر ، ورجال المقاومة يوقعون ضباط وجنود العدو في الكمائن ، فيقتلون ويجرحون منهم المئات ،إن لم يكن الآلاف ، هذا وسط الصمود لشعب الجبارين ، رغم الحصار والدمار ، ومنع كل وسائل الحياة ،من كهرباء وماء وغذاء ودواء ، وقطع للاتصالت ، والتهجير والنزوح ، والعيش في الخيام وافتراش الطرقات..، هذه هي " الكارثة والبطولة " الحقيقية التي يجب أن يحتفي بها ويحييها شرفاء العالم في كل مكانط