أمد/
فكرة السلطة عامة أرادها الخالد ياسرعرفات مؤقتة ل5 سنوات (حتى 1999) ولما نكص الاسرائيليون أعلن الانتفاضة.
وعام2000 مع الانتفاضة أسقط الاسرائيلي "أوسلو" كما أسقط "انتقالية" فكرة السلطة الى الدولة. ثم ما كان من الانسحاب الأحادي لشارون من غزة.
انجاز الرئيس أبومازن الأساس هو الاعتراف بدولة فلسطين مراقب بالامم المتحدة 2012 والتوافق على المقاومة الشعبية كسبيل للنضال. اضافة لنقل النضال للرواية والمجتمع الدولي والقانون.
كان الانتقال ضروريا للدولة، وهي عندما طالت "انتقاليتها" افتتنت بها "حماس" فدخلت اللعبة اي لعبة السلطة والنفوذ والحكم حتى اليوم.
المطلوب وهو ما نقوله من سنوات (خاصة بعد 2012) هو الدخول في "المرحلة النهائية" لاسيما بعد إسقاط الإسرائيلي للمفاوضات بتبنيه فكرة نتنياهو بكيانين (سلطتين) يحافظان معًا على أمن الكيان الصهيوني. وبالتالي يمنعان تحرير دولة فلسطين القائمة ولكنها تحت الاحتلال.
تحول "المؤقت" الى "دائم" فجّر الخلافات السلطوية الداخلية بين "حماس" المتمحورة حول الممانعة، وبعين تبرق نحو السلطة، وبين "سلطة رام الله" فضاعت الفكرة والقضية الأساسية أنها"مؤقتة" ومدخل الدولة.
سقطت فكرة المفاوضات وتواصل العدوان الصهيوني، وظهرت حماس وحركة فتح بمظهر الرافضين للشراكة مابين ايديولوجية إقصائية وبين مصالح "سلطوية" ذاتية واقتصادية، وما سمح بتشكيل قطيعة نفسية، فكل يتمسك بمفاهيمه، لاسيما وانتصار "حماس" لاستبداد القوة بعد الانقلاب الدموي عام2007 ومنع الانتخابات.
مقابل تشبث العديد من رجالات "السلطة" بموقعهم بالاتجاهين. سقط فكر المقاومة الشعبية السلمية (تم الاجماع عليه عام 2020بلقاء الفصائل الفضائي مع الرئيس رام الله-بيروت) تحت وقع سنابك خيل "محور الممانعة" الذي كان يقتنص كل فرصة لتسديد الضربات للمحيط العربي، وكانت فرصته الذهبية حين سقط الأخير بين براثن "التتبيع".
اختفت "حماس" النضالية تحت كومة الحقائب المالية من قطر العمادي-نتنياهو فانكشفت واختفت فتح النضالية بالمقاومة الشعبية (الواسعة) في أحضان الجمود والترهل والانتظارية لما سيأتي.
الجيل الجديد من أبطال فلسطين لم يكن معجبًا البتة بنموذج "فتح" الخاوية او المرتخية او المنساقة باتجاه "السلطة المؤقتة" كما لم يكن معجبًا بحقائب العمادي ومنع الانتخابات بدولة غزة التي تم التنظير لها كثيرًا.
وفي ظل فهم الشباب الثائر للمعادلات بين التساوق مع المصلحية أو المحور الخارجي حاول أن يصنع ثورته من تراث الأسبقين ولربما لم ينتبه لاختلاف المعادلات والقوى والواقع عن بدايات الثورة عام ١٩٦٥، ولكنها مع الزمن كان من المؤمل فيه صنع ثورة جديدة.
انقسمت "حماس" في غزة -كما حصل في الضفة- بين محور الكرسي المريح وبين فكر المقاومة العنفية، ومع طول زمن انتصار الأول كان الثاني قد تشابك مع "المحور الخارجي" فكانت ضربته.
لاينفع الآن التلاوم أو الدخول في لعبة من المخطئ فالكل مخطئ، وللبعض خطايا كبرى دمرت الارض والشعب والقضية وفترة المراجعة ونقد الذات والتراجع والحساب لابد آتية.
وليس للجميع الآن الا وقف العدوان بكل الطرق وهو ما لايمكن أن يتم الا ببسط اليد وليس بضمها كل في وجه الآخر.
فالخطر داهم ومن لايراه اما جاهل أو غبي، وإما متآمر مع جهة خارجية ضد شعبه أو صاحب مصلحة نزق.