أمد/
صرح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأن حركة أنصار الله اليمنية "الحوثيين"، تتلقى تمويلا من إيران لذلك يجب "محو الجمهورية الإسلامية من خارطة العالم".
مشاكسة.. أليس المشرع ليدسي هو ابن لثقافة المحو الأمريكية الممتدة منذ محو أهل البلاد الأصليين من قبل أولئك الأوروبيين الذين أبادوا سكان أمريكا الأصليين ليحلو محلهم؟ وهل تمويل الحوثيين من إيران يستوجب محو دولة إيران من خريطة العالم؟ وهل "قانون المحو اللندسي" يمكن أن ينطبق على الولايات المتحدة التي لا تكتفي بالدعم المالي، وإنما تمارس البلطجة والتآمر والعدوان المباشر على دول العالم في عشرات النماذج، وربما أكثرها وقاحة هو تماهيها في كيان الاحتلال في فلسطين على حساب الفلسطينيين، ومحرقة غزة نموذج صارخ على ذلك؟ لكن هل مفهوم المحو غريب على هذا الذهن المريض، الذي كان أول من استخدم السلاح النووي لمحو مدينتين يابانيتين ؟ ثم من الذي مارس محو ملايين السكان في فيتنام والعراق وأفغانستان؟ أليست دولة المستوطنين من المغامرين الأوروبيين، التي محت ملايين الهنود من أصحاب الأرض من سكان أمريكا، ليحلو محلهم؟ ثم ألا يستحق أصحاب مثل هذا الفكر؛ ليس الإدانة ولكن الملاحقة القضائية؟ ثم أليست مثل هذه الدعوة تعدي مباشر على القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني تستحق التجريم والملاحقة، كونها تأتي من مشرع أمريكي؟ لكن أذا ما قارنا سلوك الولايات المتحدة وسلوك إيران .. ألا يكشف ذلك أن من يستحق المحو هي الولايات المتحدة؛ أذا ما أخذنا مقاربة لندسي معيارا لفلسفة المحو؟
وحدة..
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف،"تدعو روسيا باستمرار إلى إطلاق المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية. ويظل الافتقار إلى الوحدة الفلسطينية أحد العقبات التي تعترض الطريق إلى ذلك" .
وأضاف لافروف: نحن نشجع الجميع للتوحد حول البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية".
مشاكسة.. أليست من مفارقات هذا الزمن أن يدعو طرف خارجي وغير عربي القوى الفلسطينية بمختلف مسميتها إلى الوحدة؟ لكن وبصرف النظر عن الهدف من دعوة لافروف أليس من المعيب أن تأتي الدعوة للوحدة من الخارج، وكأن هناك طرف أجنبي أكثر حرصا على القضية الفلسطينية من هذه الفصائل المتخاصمة نفسها"؟ لكن لم الاستغراب فيما لا يعترف البعض الفلسطيني من حيث المبدأ، بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، فيما تعترف 138 دولة بأن منظمة التحرير هي الكيان السياسي القانوني الذي يمثل الشعب الفلسطيني؟ لكن السؤال الأهم هو الوحدة على أي برنامج ؟ برنامج أوسلو؟ أم برنامج حماس؟ أم برنامج الإجماع الوطني الذي أعلن قيام دولة فلسطين في دورة المجلس الوطني في الجزائر عام 1988؟ لكن أليس من المهم أولا تصويب خطيئة الانقسام التي أنتجت كل الاحتراب السياسي وإلإعلامي والاستقواء والنفي المتبادل ؟ ثم كيف ستكون الوحدة، فيما ترى كل من حماس وفتح أنها الأحق بالقيادة ؟ ـلكن ياسيد لافروف كيف ستكون الوحدة فيما تتضخم "أنا" كلا منهما بشكل مرضي، كون أحدهما يحوز الشرعية الدولية، والآخر فرط القوة العسكرية بعد طوفان الأقصى، حتى بات كل منهما لا يرى الآخر إلا كما يريد؟!