أمد/
الضعيف يتعلم من القوي، والفقير يتعلم من الغني، والخائف يتعلم من الجريء. إسرائيل قوية وتملك الحماية من الولايات المتحدة الامريكية، وقد تجرأت طوال عشر سنوات منذ أيام الرئيس أوباما على هيبة أمريكا.
كان الرئيس الأمريكي يحرّك العالم بعينيه حتى ذهب نتنياهو الى البيت الأبيض في العام 2012 وسخر من اوباما في عقر داره وفي مكتبه. وفي هذا اللقاء طلب الرئيس أوباما من نتنياهو أن يرسم له خارطة إسرائيل فرفض وبدأ يعبث بهاتفه النقال وحين سأله أوباما ماذا تفعل أجاب: ارد على مسجات زوجتي سارة. فغضب بروتوكول البيت الأبيض وأنهى الاجتماع.
حين فاز ترامب بالرئاسة استهان بوسائل الاعلام وبقوة تأثير الصحافة العالمية، وانتهج مبدأ الفهلوة والسخرية وشتم الرؤساء الاخرين قبله فأنهى آخر محطة هيبة امريكية.
بعدها توالت الأمور لدرجة ان يفاخر نتانياهو امام حكوماته انه لا يكترث لما تريد الإدارة الامريكية وانه هو الذي يقرر ماذا يحدث في واشنطن. اما وزراء إسرائيل فلم يترددوا في توجيه الاهانات المباشرة للرؤساء الامريكية، وكان اخرهم بن غفير الذي قال ان إسرائيل ليست نجمة أخرى في العلم الأمريكي.
لن اتحدث عن روسيا وتحديها لأمريكا، ولا اتحدث عن الصين ومنافستها لقوة أمريكا. ولا عن أوروبا وإيران وفنزويلا وكولومبيا وجنوب افريقيا. بل اتحدث عن اضعف حكام الأرض وهم الحكام العرب.
في رام الله وباقي العواصم العربية يتهامسون ان زيارة بلينكن الأخيرة كانت فاشلة تماما ، وانه حمل معه مطلبا واحدا على شكل توسل ورجاء يتعلق بأموال الضرائب الفلسطينية ولكن نتانياهو رفض هذا الرجاء الأخير ما جعل العواصم العربية كلها تقرأ المشهد الأمريكي من جديد .
القواعد الامريكية باتت تضرب في كل يوم ، وهيبة أمريكا صارت تحت حذاء أي مقاتل يقف بباب المندب ويتحدى اساطيلها . كما يجري قصف جميع القواعد الامريكية في العراق وسوريا وقبلها ليبيا .
بعض الأنظمة المتهالكة في بعض العواصم العربية لا تزال مرعوبة من قوة نفوذ أمريكا ، ويركض الحاكم نفسه بشكل ذليل لاستقبال أي موظف في البيت الأبيض في المطار . ولكنها حالة عابرة ويتم تجاوزها في اسرع وقت .
حتى لا نحلم كثيرا . فان قوة أمريكا لا تزال موجودة وتتعاظم . ولكنها هيبتها تضمحل وتذوي . وحين يضرب المتظاهرون الغاضبون صورة الرئيس الأمريكي بالحذاء في العواصم العربية وامام قصر الحكام العرب المرتجفين خوفا .
نكون قد دخلنا مرحلة جديد .