أمد/
في مختلف الحروب وعند احتلال منطقة ما ، فإن البحث عن الوثائق الأمنية والاستخباراتية دوما يكون هدفا تسعى إليه بعض من الجيوش في بعض المناطق ، وهو ما بات واضحا في غزة الآن.
ومع تواصل تداعيات الحرب الحالية في القطاع، بات واضحا أن هذه الحرب تأخذ منحى استخباراتي واضح مع العروض الإسرائيلية لتفاصيل ما يتم تداوله من معلومات تتعلق بوثائق تزعم إسرائيل العثور عليها في بعض من المرافق الأمنية والعسكرية التابعة لحركة حماس في القطاع.
ومن هذه الوثائق مثلا:
1- صور خاصة لقائد كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف.
2- مخططات سياسية وعسكرية لحركة حماس تزعم بعض من التقارير الغربية ، ومنها تقرير صحيفة صنداي تايمز البريطانية انها يمكن أن تضر بمكانة السلطة الوطنية الفلسطينية أمنيا واستراتيجيا
3- وثائق تتحدث عن معلومات دقيقة تتعلق بالموقف والوضع في الأردن وتركيا وسعي حركة حماس إلى القيام بعمليات تهريب للسلاح والمال في كلتا الدولتين
4- تقديرات موقف أمنية تشير إلى غضب عناصر في حركة حماس من السياسات التي تنتهجها تركيا تجاه التقارب مع إسرائيل
5- تقديرات موقف أمنية تشير إلى غضب عناصر في حركة حماس من السياسات التي تنتهجها السعودية وتحديدا الأمير محمد بن سلمان تجاه التقارب مع إسرائيل
الوثائق العامة والمختلفة والتي عرضتها الصحيفة البريطانية في عددها الأسبوعي الأخير بعضها يشير إلى دقة الموقف استراتيجيا وأمنيا بل ويفرض بعض من الأطروحات ومنها أن حركة حماس مثلا قامت بهذه الخطوة (عملية طوفان الأقصى) من أجل تحقيق بعض من الأهداف السياسية على رأسها
أ- التصدي للتطبيع الإسرائيلي مع بعض من دول العالم ومنها السعودية مثلا
ب- محاولة تحقيق مكاسب استراتيجية ومالية للحركة ومنشآتها في غزة تحديدا مقابل التوقف عن الهجوم على بعض من القيادات الإقليمية والدولية التي أبدت تعاطفا ودعما للتقارب مع إسرائيل.
وبالطبع ومع الكشف عن هذه التسريبات كانت هناك بعض من الرسائل المهمة التي خرجت تعليقها عليها من بعض المعاهد البحثية الغربية وهي:
1- الزعم بآن حماس تعمل ضد السلطة الوطنية بل وقالت تقديرات أن ما تقوم به حماس يمكن أن يؤدي إلى انهيار السلطة .
2- جرأة حماس في محاولة التدخل في الشؤون التركية مثلا بصورة تؤثر سلبا على الاستقرار في تركيا
3- محاولة حركة حماس التخلص من العلاقة مع الأردن وتنفذ عمليات ضد السلطة الوطنية في الأردن.
4- الوصول إلى نتيجة عامة مفادها أن حماس تعمل على تقويض استقرار الشرق الأوسط.
رسائل استراتيجية
من الواضح أن ما يمكن وصفه بحرب الوثائق التي تطرحها اسرائيل حاليا يتم استغلاله بأي شكل لتحقيق أي انتصار داخلي لحكومة نتنياهو تجاه شعبه الغاضب من سياساتها ، غير ان هناك مثلا بعض من الحقائق الأساسية التي لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن هذه النقطة ومنها:
1- ان صور القائد محمد الضيف أثبتت خطأ المعلومات التي طالما ساقتها إسرائيل والمتعلقة بوضع الضيف الصحي، حيث بات واضحا أن الضيف يسير على قدمية وبصحة جيدة
2- أن حجم التعاطي الاقتصادي لقيادات حركة حماس مع العالم الخارجي سواء على الصعيد الشخصي أو الاستراتيجي العام للحركة يعني بصورة أو بأخرى أن إسرائيل كانت تعلم الكثير من المعلومات التي لم يتم الكشف عنها .
3- يفسر هذا مثلا الهجوم الشرس الذي يشنه مثلا الدكتور يغال كرمون المدير العام لمركز ميمري ، والذي يرصد التعليقات والأخبار العربية المتعلقة بالشرق الأوسط والذي قال إن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متورط في العلاقة مع حركة حماس وتوفير الكثير من الخدمات الاستراتيجية لها لأسباب ربما لا يعرفها أحد.
4- هناك حقيقة وهي أن غالبية الأفكار التي كشفت عنها هذه الوثائق المزعومة والمنسوبة لحركة حماس تحمل أفكارا ومقترحات وتفاصيل كشفت عنها قيادات حركة حماس في العلن أمام العالم ومثلا:
أ- أعلنت قيادات من حركة حماس وفي مؤتمرات جماهيرية عامة عن عدم رضاها من التقارب السعودي الإسرائيلي مثلا
ب- أعلنت قيادات من حركة حماس وفي مؤتمرات جماهيرية عامة عن أي تقارب تركي أو عربي مع إسرائيل
ت- أعلنت قيادات من حركة حماس وفي مؤتمرات جماهيرية عامة عن سعيها لاستغلال أي نصر أو مكسب سياسي لتوفير أي محاولة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة
تقدير استراتيجي
ومن هنا فإن الموقف العام من الكشف عن هذه الوثائق وبالنسبة لحركة حماس تحديدا لا يحمل أي جديد ، بالطبع فإن الإعلان عن تفاصيل بعض من الوثائق يمكن أن يمثل حقيقة أمنية مثلا ، ولكنها حقيقة معلومة ومعروفة ولا يوجد بها جديد و على العكس ، فإن ما كان جديدا في هذه الوثائق هو صور محمد الضيف التي عكست قصورا أمنيا إسرائيليا في نقل حقيقة وضع محمد الضيف صحيا للجماهير.