فراس ياغي
أمد/ هذه الفرقة هي فرقة مشاة ” قوات اليابسة” وتضم الوية غولاني والسادس والسابع و188 وسلاح هندسة وبما فيها “وحدة دوفدفان”
هذه الفرقة شاركت مع ثلاث فرق اخرى في العدوان المستمر على قطاع غزة، 99، 162، 98، اي تم سحب 25 الف جندي، من اصل مئة الف
لذلك يتسائل الكثيريين عن سبب الإنسحاب، خاصة أن الإعلان الصادر عن الجيش قال أن تقليص عدد وعداد الجيش يهدف لإنعاش الفرقة ويأتي في سياق إعادة التموضع
لكن المعطيات في الميدان وفي الجبهات الأخرى، من وجهة نظري تشير لمخططات عدة وبحيث تأتي في سياق التالي:
اولا- الجيش في الميدان في قطاع غزة ليس بحاجة الآن لهذه الفرقة خاصة مع قراره التعامل مع شمال وشرق قطاع غزة ضمن المرحلة الثالثة، اي إستهداف جسم المقاومة تحت مفاهيم العمليات الإستخبارية الدقيقة
ثانيا- هناك ثلاث فرق عاملة في المنطقة الوسطى ومنطقة خانيوس، وهي كافية لإستمرار المعركة وفقا لمفهوم المرحلة الثانية “المناورة البرية”
ثالثا- الفرقة تعمل في غزة منذ السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، وهي كما يبدو تعرضت لخسائر كبيرة وبالتالي هي بحاجة لإنعاش وإعادة تنظيم
رابعا- واضح ان بعض الوحدات من هذه الفرقة سيتم إعادة نشرها في الضفة الغربية التي اصبحت تتهيأ للإنفجار نتيجة للأوضاع الإقتصادية وممارسات المستوطنين وما يجري من إستمرار الإبادة في غزة، وقد أشار الإعلام الإسرائيلي لذلك “سحب وحدة الدوفدوفان من غزة ونقلها للضفة”
خامسا- ايضا حاجة الجبهة الشمالية لبعض الألوية من مشاة وسلاح الهندسة، وبالتالي نقلها لجبهة الشمال، ويبدو أننا مقبلين على تصعيد اكبر من السابق
إجمالا نخلص للتالي:
أولا-الجيش الإسرائيلي لديه خطة وهو يعمل عليها ووفق مراحل ويتعامل مع قطاع غزة وفقا لذلك، اي بعد تدميره لشمال وشرق قطاع غزة، بدأ عملية المناورة في الوسط وخانيونس، وهو سيستمر في المعركة ليصل إلى محافظة رفح ولكن بعد الإنتهاء من معركة الوسط ومعركة خانيونس، بحيث يتم إعادة عملية للنزوح من رفح لخانيونس او القيام بالخطوة الأخيرة من الحرب وهو التهجير القسري للسكان
ثانيا- الولايات المتحدة الأمريكية أعطت مهلة حتى نهاية هذا الشهر لإستمرار المعركة بالطريقة الاسرائيلية والتي كما يبدو سوف تمتد اكثر من ذلك بكثير، لان هناك قرار من قبل الجيش الإسرائيلي قبل المستوى السياسي بإنهاء أو إضعاف للحد الأقصى للقدرات العسكرية للقسام والمقاومة في كل قطاع غزة وبما يشمل رفح، فالخطة العسكرية وبغض النظر عن الخسائر هو “تقويض القدرة العسكرية للقسام”
ثالثا- في إسرائيل ومجلس حربه هناك خلاف على الاولويات، فالبعض يريد تبادل اسرى ومهما كان الثمن، ولاحقا يتم القضاء على حماس والسنوار وهذا يمثله بالاساس إيزنكوت وإلى حد ما غانتس، في حين نتنياهو وغالانت يقولان تحرير الاسرى ليس باي ثمن ويجب استمرار الضغط العسكري، وهذا يتوافق مع موقف قيادة الجيش
رابعا- خطة وضغط امريكا للوصول للمرحلة الثالثة هو بهدف تهدئة الجبهات الأخرى وعدم تصعيد المعركة في المنطقة، فهم يعتقدون ان إستهداف المقاومة بعيدا عن إستهداف حاضنتها والمدنيين سيؤدي لوقف الاشتباك في بقية الجبهات، وهذا كما يبدو حلم امريكي، لأن محور المقاومة يبدو انه إتفق على ان صاحب القرار في وقف اي إشتباك يأتي من المقاومة في قطاع غزة لا غير، أي أن الإشتباك على مختلف الجبهات سوف يستمر بمرحلة ثانية او ثالثة وحتى إذا ما توفف العدوان وإستمر الحصار كما كان سابقا، فالحصار يساوي العدوان
خامسا- لا اعتقد أن في وارد المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية التوقف عن المعركة للذهاب لصفقات وهي تلتقي مع نتنياهو وغالانت في هذا الموقف، بل أكثر من ذلك هي ذاهبة للقيام بمعركة محدودة في جبهة الشمال، وهذا واضح من تصريح رئيس هيئة الأركان هاليفي والذي قال” تقريبا انهينا القتال في غزة وجاهزين لمعركة الشمال”، لانه ليس في وارد إسرائيل بكل مستوياتها العودة لمقاربات امنية تشبه ما كانت عليه قبل السابع من اكتوبر، يبدو أننا إقتربنا مع فتح معركة الشمال، المعركة المصيرية التي ستحدد وجه المنطقة ككل
أخيرا، التهليل والتطبيل في الفضائيات وكأن إنسحاب الفرقة 36 يعني تغييرات جوهرية في المعركة القائمة والمستمرة لا تحاكي الواقع الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر والذي أسماه الإستاذ *”عزام ابو عسل: صفر تهديدات”
كما ان الخلافات السياسية الإسرائيلية الداخلية تتمحور حول الصراعات الحزبية أولا، والصراع ضد نتنياهو وحكومته المتطرفة التي وضعت اسرائيل في هذا التهديد الوجودي ثانيا، إضافة إلى ترتيب الاولويات بما يتوافق مع المخططات الأمريكية للمنطقة ثالثا، وأخير خلافات نتيجة لمقاربات إستراتيجية وتخوفات من هزيمة شاملة لإسرائيل في المنطقة، فهزيمة إسرائيل في غزة تعني إسرائيل المقهورة في كل الشرق الاوسط وفقا لاحد المحلليلين الإسرائيليين، او كما قال “وزير الجيش غالانت، إسرائيل لا تستطيع العيش في الشرق الاوسط دون ان تنتصر في المعركة”