حمادة فراعنة
أمد/ نجحت جنوب إفريقيا، وأخفقت المستعمرة في نهاية العرض المهني من كليهما للقضية السياسية التي بدت منظورة أمام محكمة العدل الدولية يومي الخميس 11/1/2024 والجمعة 12/1/2024، أقول إن كليهما عرض قضيته من زاوية مهنية، من قبل خبراء مهنيين لدى طرفي التقاضي.
خبراء المستعمرة، الأكاديمي البريطاني شو، والقاضي الإسرائيلي براك، لم يتمكنا من تفنيد الوقائع الملموسة التي قدمها وفد جنوب إفريقيا المهني بتفوق مسنوداً على رصد الدوافع السياسية العنصرية العدوانية الفاشية لدى السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، ومعتمداً على الإجراءات العملية التي مارستها قوات وأجهزة المستعمرة باتجاهين:
1 – قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين: نساء، أطفال، كهول، وصحفيين، والعاملين في القطاع الطبي من أطباء وممرضين وخدمات مرافقة، ورجال الدفاع المدني، وغيرهم ممن لا يرتبطون بالعمل العسكري وأجهزته.
مئة يوم من الغزو الإسرائيلي، من العدوان، من القصف الهمجي المركز، التدمير المقصود، القتل المتعمد للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، ومع ذلك لم يوفر قتل المدنيين بعشرات الآلاف، وتدمير البيوت والمساكن والمنشآت المدنية بالآلاف، لم يوفر للمستعمرة المباهاة بما أنجزت من قتل وتدمير، بل شكل هذا «الإنجاز» الإسرائيلي للمجتمع الدولي الصدمة، واليقظة، والاحتجاج، والمظاهرات، في كافة المدن والعواصم الأوروبية، بدءاً من بريطانيا التي صنعت المستعمرة على أرض بلادنا في فلسطين، مروراً بفرنسا التي أسهمت بتعزيز قوة المستعمرة بالأسلحة التقليدية والنووية وليس انتهاءً بألمانيا التي وفرت للمستعمرة التعويضات المالية ثمناً للمذابح التي قارفتها بحق اليهود ودفعتهم نحو الهروب والهجرة إلى فلسطين، قبل أن تتقدم الولايات المتحدة لتشكل الحاضنة والداعمة والحماية المالية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والتسليحية لكامل احتياجات المستعمرة والتغطية على جرائمها، وعدم النيل منها حتى لا تتعرض للمساءلة والتهرب من العقوبات ودفع الثمن.
بعد مئة يوم من القتل والتدمير والقصف الإسرائيلي، ما زالت المقاومة قادرة على توجيه صواريخها: باتجاه مناطق ومدن 48، وما زالت تملك المبادرة في توجيه ضرباتها لقوات المستعمرة داخل قطاع غزة.
2 – تدمير آلاف المنشآت المدنية من: مدارس، مستشفيات، مخابز، والأسوأ والأكثر إجراماً وإمعاناً في القتل المتعمد، والسقوط في جريمة ارتكاب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي: قصف بيوت المدنيين فوق ساكنيها من المدنيين سواء كانوا من النساء والأطفال وكبار السن والرجال.
وبذلك أضافت المستعمرة إخفاقاً جديداً لسلسلة إخفاقاتها التراكمية:
1 – الإخفاق في هجوم 7 تشرين أول اكتوبر الذي سبّب الصدمة لمكونات المجتمع الإسرائيلي ولأجهزة الاستخبارات والمخابرات وقدرات التنصت والمتابعة البشرية والالكترونية.
2 – الإخفاق بعد مئة يوم من تحقيق أهداف الرد الإسرائيلي على عملية 7 أكتوبر غير المسبوقة، وهي: أ. قتل واعتقال قيادات حماس واجتثاثها، ب. إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، المحتجزين لدى حركتي حماس والجهاد، بدون عملية تبادل، جـ. دفع الفلسطينيين للرحيل، للطرد، للهروب، للتشرد، من قطاع غزة إلى سيناء مصر، وتقليل عدد سكان غزة من مليونين و300 ألف إلى ما دون ذلك، د. تنصيب إدارة فلسطينية مرتبطة بالاحتلال على قطاع غزة بديلة لسلطتي غزة ورام الله: حمستان أو فتحستان كما أطلق عليهما نتنياهو.
المعركة ما زالت متواصلة بوسائل وأدوات مختلفة.