أمد/ واشنطن: حذَّر تقرير لموقع “بزنس إنسايدر” الأمريكي، من “ظروف مهيأة” لنشوب حرب عالمية ثالثة، على وقع إجراءات يتخذها الرئيس الصيني شي جين بينغ “لتطهير المؤسسة العسكرية من القادة غير الراغبين بغزو تايوان”.
ونقل الموقع عن المحلل العسكري غوردون تشانغ من معهد “غيتستون” الأمريكي، قوله إن ” الرئيس الصيني يحاول فرض سيطرته على الجيش، ويرى أنه بحاجة لضباط مستعدين فعلاً للقتال”.
تشانغ وهو مؤلف كتاب “الصين في طريقها إلى الحرب”، لفت إلى الانطباع السائد بأن العديد من جنرالات الجيش الصيني لا يريدون القتال، ما يعني وجود قوة عسكرية تقودها مجموعة من الضباط المترددين بشأن خوض الحرب.
ومنذ توليه السلطة، العام 2012، قام شي جين بينغ بإصلاح المؤسسة العسكرية الصينية من خلال تقليص عدد أفرادها، وإعادة هيكلتها، والسعي إلى تحسين التعاون العسكري المدني، إضافة إلى إصلاحات أخرى، بيد أن جهوده الإصلاحية بلغت ذروتها، في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2023، عندما أقال الرئيس الصيني 9 من كبار الضباط مرة واحدة.
ومنذ ذلك الوقت والتقارير الإعلامية والتقييمات الاستخبارية الأمريكية تشير إلى أن القرارات الأخيرة تتعلق بمحاربة الفساد، وهو السبب الذي غالبًا ما يُشار إليه عند إقالة مسؤولين صينيين فجأة، ولكن يرى شانغ أن “هذا ليس هو السبب الحقيقي وراء إقالة الجنرالات التسعة بالنسبة له، ما قام به الرئيس هو – على الأرجح – تطهير في صفوف الجيش يستهدف الضباط المترددين في خوض الحرب”.
واستشهد على أقواله “بما حدث لقائد القوات الجوية الصينية الجنرال ليو ياتشو، الذي حذَّر من غزو تايوان، وحكم عليه بعدها بالإعدام مع وقف التنفيذ، في فبراير 2022″، بحسب ما كشفته وكالة (AsiaNews).
إلى ذلك، يرى “جويل ووثنو”، الباحث في مركز دراسة الشؤون العسكرية الصينية بجامعة الدفاع الوطني في واشنطن، أن استئصال الفساد، وإعداد الصين للحرب، هما هدفان متسقان.
وأضاف أن “شي جين بينغ عليه أن يشعر بالقلق بشأن نوعية الأشخاص والمعدات العسكرية التي استثمر فيها طيلة العقد الماضي، لا سيما أن القادة الكبار الذين تمت إقالتهم، شاركوا بتطوير القوة الصاروخية الصينية التي ينتظرها دور حاسم في أي حملة عسكرية مستقبلية، فإذا ثبت أن تلك الأسلحة لا يمكن الاعتماد عليها، كيف سينتصر جيش التحرير الشعبي الصيني في أي حرب يخوضها؟”.
النزاعات الإقليمية
وبحسب التقرير، “ثمة مواجهات وصراعات محدودة وبسيطة بين الصين والدول المجاورة لها، مثل الهند والخلاف على منطقة الهيمالايا المتنازع عليها، والتوترات مع اليابان في بحر الصين الشرقي، والفلبين في بحر الصين الجنوبي”.
كما تطالب الصين بضم تايوان باعتبارها جزءًا من أراضيها الخاصة، كما أدَّى توغلها المتكرر في منطقة الدفاع الجوي في تايوان، خلال السنوات الخمس الماضية، إلى تفاقم المخاوف، في حين تشير توقعات المسؤولين والمراقبين العسكريين الأمريكيين الى غزو صيني محتمل لتايوان، في السنوات القليلة المقبلة، وفقًا للتقرير.
ولاحظ المراقبون اشتداد حدة الخطاب الحربي للرئيس الصيني لا سيما المتعلق بتايوان.
ففي كلمة ألقاها بمناسبة العام الجديد، أكد عزم بكين على ضم تايوان إلى الصين، غير أن بعض المحللين يقولون إن “شي” أصبح أكثر حذرًا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ويقول المحللون إن “شي شاهد كيف زعزع غزو أوكرانيا موقف الرئيس بوتين الداخلي، ويخشى أن يحدث له الشيء نفسه، فضلًا عن أن أي مغامرة عسكرية فاشلة مثل الغزو، من شأنها أن تضر الرئيس الصيني من الناحية السياسية”.
ويعتقد المحللون أن أي غزو صيني محتمل ربما يجر الولايات المتحدة الى حرب عالمية ثالثة.
ويقول التقرير إن “كل الظروف مهيأة، الآن، لاندلاع مثل هذه الحرب، من خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا، وحركات التمرد في أفريقيا، وحرب إسرائيل على حماس في غزة، إضافة للنشاط عسكري في البحر الأحمر”.
ويرى التقرير أن “هناك – إلى حد كبير- تشابهًا بين الوضع القائم الآن في العالم، وبين الأحداث التي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الثانية في الثلاثينيات من القرن من الماضي.. فالصراعات المنفصلة الجارية، الآن، يمكنها أن تندمج في صراع أكبر يتطور إلى حرب أوسع وأكثر ترابطًا”.