منجد صالح
أمد/ هل التاريخ فعلا يُعيد نفسه، يُكرّر ذاته ويتكرّر ومعنا نحن بالتحديد؟؟!!
ربما وربما التأكيد هو الجواب المدعوم والمُدعّم بالحقائق والوقائع والاحداث، بمعزل عن المكان ودورة الايام والزمان،
في اجتياح وحصار بيروت عام 1982 قال ابو عمار جملته الشهيرة حينذاك:
“ان وزير الخارجيّة العربي الوحيد الذي زارنا في بيروت المحاصرة هو وزير خارجية كوبا!!”،
نعم صحيح وكان هو كلودوميرو مالميركا، وزير خارجية كوبا حينها، وزير خارجية الثورة الكوبية، وزير خارجية حكومة فيدل كاسترو الثورية،
وفي اجتياح وحصار غزة عام 2023 و 2024 فان الدولة العربية الشقيقة الوحيدة التي تنتصر قولا وفعلا لفلسطين وتجلب اسرائيل للامثال للعدالة الدولية في لاهاي، هي دولة جنوب افريقيا وشعب جنوب افريقيا وحكومة جنوب افريقيا، ابناء واحفاد الزعيم الثوري المُبجّل نيلسون مانديلا،
ذكر ابو اياد، الشهيد صلاح خلف في احدى احاديثه عن حصار بيروت ان العقيد معمر القذافي كان قد وعد الثورة الفلسطينية بتزويدها ب “لنشات” سريعة متفجّرة لمكافحة سيطرة البحرية الاسرائيلية على شواطئ بيروت ولبنان وخاصة قطعها البحرية من طراز دبّور الهجومية،
لكن القذافي نكث وعده وعهده واطلق تصريحه المدوّي حينذاك:
لتنتحر الثورة الفلسطينية في بيروت،
لكن الثورة الفلسطينية لم تنتحر في بيروت حسب نصيحة ورغة القذافي وانما صمدت وقاومت 88 يوما في بيروت المحاصرة المقصوفة برا وبحرا وجوّا من قبل جيش شارون الاحتلالي،
امّا القذافي فقد كانت نهايته ان نحره ابناء شعبه ورفعوه على الخازوق على طريق اعدامات ملك ترانسلفانيا فلاد تسيبش الملقب ب دراكولا، الذي كان يُعدم المجرمين برفعهم على الخازوق في الشوارع والطرقات،
الشعب الفلسطيني صمد بالرغم من مجازر صبرا وشاتيلا وانتقلت ساحة النضال إلى داخل فلسطين المحتلّة ولو باشكال وطرق متعددة متباينة منسجمة او متنافرة، متحدة او متناحرة،
لكن شعلة النضال لم تنطفء بل كانت تخبو وتتقد وتشتعل وتتراجع وتتقدّم وتتلوّن وتنفجر بركانا وطوفانا،
الطريق من هافانا إلى جنوب افريقيا يوصل إلى القدس،
أمّا عديد الطرق من عواصم عربية، قريبة او بعيدة، فتقفز مباشرة وتوصل إلى تل ابيب عبر واشنطن،
طريق الاحرار والثوّار إلى القدس هي الاسلم والابقى، “والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون”، صدق الله العظيم.