بكر أبو بكر
أمد/ بعد الاطلاع على نشرة المشهد الإسرائيلي الهامة الصادرة عن مركز مدار المختص بالشؤون الإسرائيلية ومن خلال ثلاثة مقالات هامة نتأمل ونستفيد ولعلنا نفيد. في أولها يتحدث الكاتب والمحلل المعروف أنطوان شلحت عن أبرز التشخيصات والاستنتاجات للحرب على القطاع، ومشيرًا بالأساس الى أن اللهجة الإسرائيلية بعد 100 يوم من الحرب فيها قدر أكبر من خيبة الأمل وربما المرارة من جراء الفجوة الكبيرة بين ما جرى تحقيقه فعلاً، والأهداف التي وضعتها الحكومة للحرب، ويضع 3 استنتاجات أو تشخيصات كالتالي
أولاً، استمرار الحرب يبقى المسار الأضمن لسلامة ائتلاف حكومة نتنياهو السادسة
ثانياً، المواجهة مع حزب الله مستمرة حتى إشعار آخر
ثالثاً، “إسرائيل” لا تمتلك قوة ردع فعلية منذ ما قبل حرب 1967
أما الكاتب والمحلل وليد حباس وتحت عنوان: “إسرائيل” تخسر الحرب على “جبهة” الـ TikTok: ما هو السبب الحقيقي؟ يشير بالبداية كصدمة أو بشرى للقاريء المناصر لفلسطين وخاصة جيل الشباب، الى أنه “في خلال أول أسبوعين من الحرب على قطاع غزة (وبالتحديد بين 7-23 تشرين الأول)، تحول تطبيق التِكتُك (TikTok) إلى ساحة حرب يحقق فيها الفلسطينيون والمناصرون لهم انتصارا يوصف بأنه كاسح. في هذه الفترة، تم نشر حوالى 8 ملايين مرئي “فيديو” مناصر ل”إسرائيل” فقط مقابل حوالي 114 مليار مرئي مناصر للفلسطينيين.”
ومع شرح يوضح طبيعة الخوارزميات وتمرد التطبيق على الصناعة الغربية باعتباره منتجًا صينيًا يشير الى أن “إسرائيل” تستند في هيمنتها على الإعلام العالمي على تقنيات تقليدية مثل العلاقات مع أباطرة الإعلام ووكالات الأنباء (تحديدا، سكاي نيوز، سي إن إن، وول ستريت جورنال). دون أن يعوا أو يطوروا أدواتهم أو خطابهم (إي الإسرائيليين). وليستنتج أن “الحرب الحالية المفروضة على قطاع غزة، كشفت أن هذه العلاقات باتت بالية وغير ناجعة، إذ باستطاعة فتى يبلغ من العمر 15 عاما أن يساهم أيضاً في صناعة الرأي العالمي، أحيانا بشكل يفوق قدرة محتكري المال والإعلام المناصرين لإسرائيل.”
وهو بهذا يقرع الجرس أمام الإعلام الفلسطيني وذاك العربي التقليدي، كما هو الحال في أذن الاحزاب والتنظيمات الفلسطينية التي مازالت تسير في مركب التراجع الإعلامي.
وفي قراءة أ.عبد القادر بدوي عن وجهة “إسرائيل” في “المرحلة الثالثة” من الحرب وتساؤله أهو تخفيض القتال أم إعادة احتلال قطاع غزة؟ يذكر “أن “إسرائيل” لن تعود إلى استراتيجية “الهدوء مقابل الهدوء”، ما يعني أن الانسحاب العسكري من القطاع غزة لم يعُد قائماً بتاتاً، أو على الأقل ليس قائماً حتى تحقيق هدف الحرب المُعلن إسرائيلياً (القضاء على “حماس”).”
وليشير أن إعادة احتلال القطاع عسكرياً تحت شعار “تخفيض القتال” ضمن المرحلة الثالثة (وإن تركّز هذا الأمر حالياً في مناطق شمال القطاع) يُمكن تأطيره في ضوء العوامل والاعتبارات الامنية والعسكرية والايديولوجية لليمين والشخصية والسياسية لاستمرار حكم “نتنياهو”.
ثم يتم التلخيص بالخاتمة الى أن الإسرائيلي سيبقى في قطاع غزة لسنوات، وليس لسنة! مؤكدًا “إن إعادة الاحتلال، هي إحالة إلى أن وجهة “إسرائيل” هي العودة إلى الاحتلال المباشر مرة أخرى (العودة إلى ما قبل العام 2005) عبر إعادة السيطرة العسكرية على الأرض في القطاع، وقد يكون الحديث إسرائيلياً عن حرب طويلة ومستمرة هو تكتيك من أجل خلق “مسمار جحا” يضمن لها البقاء العسكري في القطاع على مدار فترة طويلة تتمكن خلاله من الوصول إلى تسوية أو صيغة سياسية تشبه ما هو قائم في الضفة. ”
ودعنا نقول أن هذا على المدى القصير ما قد يتفق مع تحليل د.أسعد غانم الأستاذ بجامعة حيفا لإذاعة مكان الإسرائيلية الذي كان متشائمًا بأي إمكانية “لحل الدولتين” الآن، تاركًا الأمر للاجيال القادمة التي ستجد الحل المشترك، وهو ذاته ما يراه الكاتب”يوني بن مناحيم” على ذات الإذاعة من “أن علينا أن نعيش معًا، فالحرب لن تستمر للأبد، ولا أي من الشعبين يريد إبادة الآخر” ومفترضًا تحقيق ذلك بمراحل ثلاثة من التهدئة طويلة الأمد ثم بناء الثقة والرغبة بالعيش المشترك، وبرزو قيادات فلسطينية وإسرائيلية معتدلة!.