عبد العزيز آل زايد
أمد/ في الأعم الأغلب نرى أنّ قلوب الناس طيبة ونواياها حسنة، وهذا ما يرتبط بحكمنا الظاهري على قلوب الناس؛ولكن ماذا عن أفعالهم وتصرفاتهم؟!
الحكم على القلوب وحده لا يكفي، فماذا سنفعل بنبضات المشاعر ومجسات العواطف فقط؟!، أليس هناك من يبكي وهو يقتل الحسين؟!، “القلوب معَ والسيوفُ ضد”، كما يشير الفرزدق، لهذا نرى الذكر الحكيم يربط بين الإيمان ومزاولة الصالح من الأعمال. فرُبَّ رجل قليل الإيمان ظاهرًا؛ كثير الخير حقيقة؛ لو أقسم على الله لأبره، فهل طبائع الناس في عمومها حسنة؟!، نعم من حيث القلوب وكذلك الأفعال، ولكن عند المحك تتجلى النوازع الحالكة والبيضاء، ذات مرة شاهدت حادثًا مرورًا يسيرًا بين سيارتين تحول فيه أحد الأطراف لوحش كاسر، ونال من الرجل الوافد باللكمات والتوبيخ، هكذا يتحول الإنسان لحيوان فاتك في لحظة غضب، فأين الحكم عليه بالطيبة قبل ساعة؟!
نَفْسُ الإنسان تحتاج لمزيد من الترويض، فالحالة السبعية متشبعة في النفوس، وعند سَوْرَة الغضب تحدث الفاجعة، وكم من ساعة ندم لا تنفع؟!، سببها لحظة طيش!!، الحلم فضيلة يغبط الإنسان عليها، ومن ينميها في حياته يدرك مقدار تلك النعمة التي هو عليها، أعجب من أحد الأصدقاء كلما قبل بالشتائم قابلها بالدعاء للخصمه، ولسان حاله: إذا قابلنا الإساءة بالمثل متى تنتهي؟!
إذًا فحكمنا على القلوب لا يكفي، فالأفعال هي التي تلامس الآخرين وهي محط التقييم، لهذا من الضروري أن تحجب النوايا السيئة، وتحول الحسنة لأفعال متحركة على الواقع .