إبراهيم ابراش
أمد/ بعيدا عن لغة المناكفات المستمرة بين مكونات الطبقة السياسية وخصوصاً جماعة حماس ومحور المقاومة من جهة ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية من جهة أخرى وهي حالة لم تتوقف بالرغم من الحرب التي تستهدف الكل الفلسطيني، فإن مقاتلي حركة حماس وفصائل المقاومة عملوا ما يستطيعون وأبلوا في المواجهات المباشرة مع جيش العدو بلاءً حسناً، ويعطيهم العافية بالرغم مما لحق بغزة والوطن من ضحايا يزيدون عن مائة ألف ما بين شهيد ومفقود وجريح، والدمار الذي طال كل مناحي الحياة.
ومنظمة التحرير والسلطة بذلوا جهوداً دبلوماسية وسياسية في فضح العدوان وتحريض العالم على الكيان الصهيوني ومحاولة تجنيب الضفة ما تعرض له قطاع غزة، وفي تحركاهم كانوا يتجنبون المس بخطوط حُمر إن تجاوزتها ستفقدهم وجودهم، كما أنهم غير مقتنعين بجدوى الحرب في غزة ومتخوفين من نتائج الحرب أي كانت هذه النتائج بل ومتخوفين بأن تنتهي الحرب بتسوية ما بين حماس وإسرائيل.
وما يسمى محور المقاومة بقيادة طهران ناوش وهاوش انطلاقاً من جبهات بعيدة عن إيران التي كانت تحرك هذه الجبهات بالريموت كنترول، ولا يمكن انتظار مزيد من التصعيد من أطراف هذا المحور لأن حساباتهم الوطنية الداخلية أهم من غزة ومن كل القضية الفلسطينية.
ومصر وقطر عملوا ما يستطيعون في الهامش المسموح لهم بالتحرك فيه كوسطاء، ولم ينجحوا في وقف العدوان حتى على مستوى هدنة إنسانية، وشكرا على جهودهم.
والأمم المتحدة ومنظماتها بما فيها محكمة العدل الدولية لم يستطيعوا تغير الواقع القائم أو إجبار إسرائيل على تنفيذ أي قرار دولي حتى دورهم الإنساني مشكوك بنجاعته .
كما انكشف مستور جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومحدودية تأثير التحركات الشعبية العربية والدولية بالرغم من أهميتها.
كما سقطت مبكراً كل المراهنات على خلافات إسرائيلية داخلية يمكنها اسقاط نتنياهو ووقف الحرب، حيث تُجمِع كل القوى السياسية في دولة الكيان على استمرار الحرب حتى بدون نتنياهو.
كما لا تنتابنا أي أوهام بتحرك صيني أو روسي أو من أي صديق أو حليف أجنبي لوقف الحرب على غزة ومساندة الشعب الفلسطيني حتى على مستوى التحرك السياسي حيث كل التحركات في هذا المجال تأتي من واشنطن والغرب.
فعلى ماذا يعول الشعب الفلسطيني وماذا ينتظر؟ وهل مطلوب من الشعب أن يستمر في تلقى الضربات وتقديم الضحايا ويتعرض للدمار في غزة والضفة تحت وهم أنه يدافع عن القدس والمسجد الأقصى وأن الحرب التي يخوضها تأتي في سياق الدفاع عن الأمتين العربية والإسلامية !!ولماذا مطلوب من الفلسطينيين أن يدافعوا عن الأمتين وليس العكس؟
هل سيستمر الشعب الفلسطيني في انتظار مبادرات الآخرين وما يخطط له نتنياهو؟ ولماذا لا يستعيد الفلسطينيون زمام المبادرة ويطرحوا رؤية وطنية وموقف وطني يعبر عن الكل الفلسطيني في كل ما يجري بدلاً من أن تنتظر حماس انهيار السلطة في الضفة وتنتظر السلطة انهيار حماس في غزة؟
ولماذا لا توجد تحركات شعبية فاعلة تأخذ زمام المبادرة بدلاً من انتظار تحرك من طبقتين سياسيتين مأزومتين في الضفة وغزة؟ وأين هو المجتمع المدني الفلسطيني الذي طالما تشدق رواده بدورهم المجتمعي والسياسي والحقوقي في الدفاع عن الشعب؟