أ.د.جمال ابو نحل
أمد/ منُذُ ما يقارب من أربعة أشهر عِجاف ثِقال كأنهُن أربعين سنة مضت على الشعب الفلسطيني في غزة، والناس في القطاع يُقتَلون، ويجوعون، ويُعصَرون، ويتألمون، وفي العراء ينامون؛ في أوضاع معيشية مأساوية كارثية هي أسوأ من تاريخ نكبة وضياع فلسطين التاريخية!؛ حيث حُشَر الغاصبين المحتلين الصهاينة الزنادقة أبناء السفاح ما يقارب مليوني فلسطيني بغزة في مدارس، ومراكز وخيام إيواء النازحين جنوب قطاع غزة، “في عنق زُجاجة”، بعدما دمرت ألة الحرب الوحشية التابعة لِتلك العصابة المارقة المتوحشة من عصابة جيش الخنازير الصهاينة الأوغاد الأنجاس بيوت الفلسطينيين في غزة عبر قصفها جوًا، وبرًا، وبحرًا، ودمروا البنية التحتية، والفوقية لقطاع غزة، ودمروا كل شبكات الكهرباء والماء والانترنت، والصرف الصحي، ولم يسلم منهم شيء حتى قصفوا ودمروا المدارس، والجامعات، والمستشفيات، وقتلوا النساء والأطفال، الخُدج والرضع، والشيوخ الرُكَعْ، ونبشوا القبور وسرقوا الجثامين، وسرقوا أعضاء بشرية من جثامين الشهداء، ولم تسلم منهم المقابر، ولم يسلم من شرهم الأحياء، ولا الأموات لدرجة من المستحيل أن يتصور عقل بشري أن هؤلاء السفلة الُزناة البُغاة الصهاينة القتلة المفسدين الفاسدين من بني البشَرْ!؛ بل هم أسوأ بكثير من الحيوانات، والتي هي أكثر رحمة ولُطفًا منهم!. فلا تزال عصابات كيان ومرتزقة العدو الصهيوني ترتكب مئات المجازر والمذابح التي يندى لها جبين الإنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في شمال ووسط، وشرق، وغرب، وجنوب قطاع غزة، أمام مرأى، ومسمع ونظر العالم، وكل المُنظمات الأممية الدولية، والتي وقفت عاجزة عن لجم العدوان الهمجي الغاشم!؛ حالها صمٌ بكم عميٌ فهم لا يعقلون!؛ على الرغم من بشاعة وفظاعة حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بغزة، والذين يعجز الصبر عن صبرِهم، وذاقوا الحنظل والمُرْ وعاشوا ليالي الشتاء الشديدة البرودة السوداء الظلماء، وهم تحت القصف الإجرامي الصهيوني، تلفهم الأحزان ويرفرف الموت حولهم من كل جانب، وحدبٍ وصوب؛ وقد أحاطت بهمُ المنايا، والرزايا، من كُلِ الاتجاهاتِ، والأمكنة والزوايا، ويعانون مُعاناة شديدة، ويتعرضون لِمحِنة عظيمة لم يرى مثلها أحد قط في العالم أجمع؛ وضاقت عليهمُ الأرضُ بما رحُبت بسبب العدوان من عصابة الاحتلال الصهيوني المجرم الذي يسعى إما لإبادتهم بشكلٍ جماعي، أو تهجيرهم لصحراء سيناء من خلال تواصل تلك المجازر الوحشِّيِة العنصرية السادية من قبل كيان الاحتلال الصهيوني الفاشي!؛ والعالم يقف كالأبكم والأصم، مُتفرجًا؛ وخاصة وأنه قد انتقلت عملية الإبادة الجماعية لشعب غزة حاليًا من شمال القطاع إلى جنوب القطاع؛ حيث يتم محاصرة أماكن اللجوء، والإيواء، والنزوح في مدارس ومراكز وكالة الغوث الدولية في خانيونس منذ عدة أيام ويتم محاصرة المُستشفيات، وقصفها، سعيًا من العدو الإجرامي الصهيوني لتهجيرهم أو إبادتهم عن بكرةِ أبيِهمْ!؛ حيث يتعرضون حاليًا لقصفٍ وحشي همجي دون رحمة من هذا العدو الخنزيري المجرم الجبان المتوحش المتعطش لسفك الدماء، غير أبه بالشرعية الدولية، ولا بمنظمات حقوق الإنسان، والطفل، والمرأة، ولا بكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، وغير مُهتم في محكمة الجنايات الدولية!؛ ضاربًا بعرض الحائط ومتجاوزًا كل الحدود والخطوط الحمراء، لأنهُ مدعوم بشكل مباشر من رأس الشر، والاستكبار العالمي الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بريطانيا وألمانيا وفرنسا ومن أغلب الدول الغربية، والأوربية الفاجرة من أدعياء الديمقراطية وحقوق الإنسان!؛ بينما تتواصل مُعاناة أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان من فلسطين المحتلة، والعالم يقف مُتفرجًا على شلالات الدم النازفة وعلى ألاف مؤلفة من الشهداء، والأرامل والثكالى، والمعذبين، ومن يتضورون جوعًا تكاد المجاعة، والأمراض تفتك بمن لا يرتقى شهيدًا بقصف عصابة المحتلين السفلة أبناء السفاح!؛ ولم يتدخل العالم حتى اللحظة لإدخال الماء، والدواء، والوقود والكهرباء لهم في غزة حتى أكل البعض منهم في شمال قطاع غزة الجيفة، ولحم الحمير!. فسحقًا، وبُعدًا لكل تلك المنظمات الدولية العالمية الكاذبة بدءًا من مجلس الأمن إلى الأمم المتحدة، وأخواتها، وصولاً لمنظمات حقوق الطفولة والمرأة، وحقوق الإنسان، ولكل الدول التي تدعي الديمقراطية كذبًا، وزورًا!؛ فلقد سقط القناع عن وجوه اللئام وواضح بأن ملة الكفر واحدة، تتفرج بدمٍ بارد على شعب مُحاصر يتعرض لحرب إبادة جماعية وتجويع، منذ أربعة شهور. لقد تم قتل وإبادة ما يقارب مائة ألف شهيد منهم أكثر من ثلاثين ألف شهيد لا يزالوا تحت أنقاض العمارات والبيوت المدمرة منذ بداية العدوان الصهيوني الوحشي الغاشم الجبان؛ وأما الحُكام العرب، والمسلمين، وكأنهم يعيشون في كوكبٍ أخر؛ وأما الجيوش العربية، والإسلامية والقيادات في العالم العربي والإسلامي فلقد وقفت مكتوفة الأيدي، تتفرج وتتكلم دون أن تتألم لتلك المجازر الوحشية الصهيونية على إخوانهم في فلسطين، وبقيت مهمتها الاستعراض العسكري، “وأكلت يوم أُكل الثور الأبيض”؛ وإن لن تنصروا غزة، والقدس، وفلسطين، وتوقفوا شلالات الدم النازفة وحرب الإبادة الجماعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، فالدائرة سوف تدور عليكم، فَعارٌ على أُمة عددها فوق المليار بكثير أن تبقى تتفرج على شعب عربي مُسلم ينوح، ويذبح، وتزهق الروح، تتلوها ألف الأرواح في فلسطين دون وجه حق!؛ فويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب إن لم تَنصروا فلسطين وغزة؛ وويلٌ للغرب الكافر المجرم الداعم عسكريًا، وماديًا لمجازر المحتلين؛ وعلى الظالمين سوف تدور الدوائر، وفلسطين، وشعبها لن ينكسر، ولسوف ينتصر طال الزمان أم قَصُرْ، وقريبًا سندوس بِغَالْ الاحتلال تحت النِعال.