ألاء ماجد
أمد/ سؤال يراود الكثير من أهالي قطاع غزة المحاصر، والذي يعاني من ويلات حرب إسرائيلية مستمرة منذ أشهر، وهو “ماذا قدمت ايران لغزة؟”، وما الخدمات الميدانية الحقيقية والفعلية التي تقدمها الدولة الفارسية للقطاع الفقير، في ظل استمرار الثناء والمدح الكبير الذي تتغنى به حماس دائما عبر وسائل الاعلام، بالدعم الإيراني لغزة، رغم خذلانها منذ أول أيام الحرب الإسرائيلية الضروس.
وفي ظل عدم وجود مشاريع خدماتية إيرانية تخدم المواطنين، أو بنية تحتية، او مستشفيات أو حتى مدارس، نجد أن هناك الكثير من هذه المشاريع الخدماتية والتي تعود بالنفع على أهالي غزة، ذات دعم عربي واسلامي مختلف، فهناك المستشفى الأندونيسي، والكويتي والاماراتي والقطري والأوروبي واليمني والأردني الميداني، ومشاريع سكانية مثل الحي السعودي برفح، ومدينة الشيخ زايد الاماراتي في شمال القطاع، ومدينة حمد بخانيونس، والمدينة السكنية المصرية في مدينة غزة والشمال، بينما يربط شارع الرشيد البحري وشارع صلاح الدين شرقا، الممولين من قطر، قطاع غزة من شماله الى جنوبه، دون أن نسمع ثناء ومدحا حمساويا لهذه الدول، رغم أن مشاريعها تخدم مئات الآلاف من الغزيين.
ان التغني الحمساوي بالدعم الإيراني و”الشو الإعلامي” الكبير لهذه الدولة بذات عينها، مرده هو دعمها للحركة نفسها وذراعها العسكري كتائب القسام، من استشارات عسكرية، ودعم الانفاق والسلاح والمال، مما يعني التغني بمن يدعم الحركة وليس الشعب ومصالحه، الأمر الذي يعيدنا الى الواقع المرير وهو حرص حماس على مصالحها الشخصية، دون أي اكتراث لمصالح الشعب المطحون والفقير والمحاصر الذي يعاني الويلات منذ سنوات طويلة في ظل حكمها للقطاع، وهي ذات الاتهامات التي توجهها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للحركة على مدار السنوات الماضية.
التساؤل الفلسطيني حول هذه النقطة بحد ذاتها، لم يأت من باب التخوين لحماس ابدا، انما جاء من باب إعطاء كل ذي حق حقه، و”رد الجميل” للدول العربية والإسلامية التي تواصل دعم قطاع غزة وشعبه بالمال والمشاريع الخدماتية منذ النكبة الفلسطينية عام 48، والتوقف عن استمرار ماكنة الاعلام الحمساوية عن تضخيم الدعم الإيراني، رغم أن رصيده صفر في الواقع، ومحاولة الفصل بين دعم التنظيم نفسه والدعم العام للشعب.
وفي ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع، وتخاذل حماس نفسها من ايران وأعوانها في المنطقة مثل تنظيم حزب الله اللبناني، الذي من المؤكد أنه قد كان له يد في حرب السابع من أكتوبر، الا أنه لم يشارك بها بالطريقة التي كان الكل يتوقعها منه، للضغط على إسرائيل بوقف حربها، أو على الأقل تخفيف وتيرتها غير المسبوقة، ينبغي على حركة حماس وقادتها تقدير المواقف أكثر من ذي قبل، والتوقف عن التلاعب بمصير شعب كامل من أجل مصالح فئوية.
بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، يبدو ان الشعب الفلسطيني سيحاسب كل من “ضحك على لحيته”، وضخّم دعم دولة بحد ذاتها لفصيل فلسطيني واحد ومشاريعه الفئوية التي لا تخدم سوى أبنائه، مقابل تجاهل دعم الدول الأخرى للشعب الفلسطيني بشكل عام، رغم استمرار هذه المشاريع الخدماتية والإنسانية البحتة..فهل تتغظ حماس؟ خصوصا وأن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة…