أمد/ واشنطن: كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن ثلاثة خيارات مطروحة أمام الإدارة الأمريكية لمعاقبة إيران.
يأتي ذلك ردًّا على دعم طهران لميليشيات استهدفت قواعد أمريكية في المنطقة بضربات كان أهمها الهجوم القاتل ضد قوات أمريكية كانت متواجدة في قاعدة شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود السورية، المعروفة بـ”البرج 22″ يوم الأحد، بطائرة دون طيار تسببت بمقتل 3 جنود وإصابة العشرات.
ورغم إشارة تقرير الصحيفة إلى قول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أمس الاثنين: “نحن لا نسعى إلى حرب مع إيران”، فإن التقرير يرى أن مجموعة الخيارات الأمريكية للرد تشمل: توجيه ضربة مباشرة ضد إيران، وضرب الجماعات الوكيلة للنظام أو أفراده في الخارج، وزيادة الضغوط المالية على اقتصاد طهران المنهك.
ولفت التقرير إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين أمس الاثنين بقوله: “سنرد بشكل حاسم على أي عدوان، وسنحمّل الأشخاص الذين هاجموا قواتنا المسؤولية. يمكن أن تكون هذه الاستجابة متعددة المستويات، وتأتي على مراحل وتستمر بمرور الوقت”.
ورغم أن المسؤولين الأمريكيين لم يحسموا طريقة الرد بعد، إلا أن واحدًا أو أكثر من الخيارات الثلاثة يعتبر الأكثر احتمالًا للتنفيذ قريبًا، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقال التقرير إن توجيه ضربة أمريكية مباشرة إلى الأراضي الإيرانية، وهو ما يدعو إليه بعض الجمهوريين، سيكون أمرًا غير مسبوق.
وأضاف، رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان هاجمت السفن الإيرانية ومنصات النفط البحرية، في الثمانينيات من القرن الماضي، ردًّا على قيام طهران بتلغيم سفينة حربية أمريكية، فإن الجيش الأمريكي لم يهاجِم من قبلُ أهدافًا على الأراضي الإيرانية.
ويُضاف إلى ذلك، أن الضربات المباشرة على إيران تخاطر بإثارة حرب إقليمية شاملة، وهو ما يقول البيت الأبيض إنه حريص على تجنبه.
ورأى التقرير أنه يمكن للولايات المتحدة أن ترد بشكل متناسب من خلال استهداف ما يسمى “محور المقاومة” الإيراني، وشبكات وكلائها في جميع أنحاء المنطقة، بدلًا من طهران نفسها.
وفي ضوء تعدد مثل هذه الخيارات بحكم انتشار وكلاء إيران في دول متعددة، رأت الصحيفة أن ذلك سيوفر لصانع القرار الأمريكي قائمة أهداف متنوعة في سوريا (قادة فيلق القدس ومستشاريه) والعراق واليمن، علاوة على إمكانية الاستهداف المباشر للميليشيا المسؤولة عن الهجوم في العراق، كتائب حزب الله.
وقالت الصحيفة في ختام تقريرها، إنه يمكن للولايات المتحدة أن تكثف تطبيق العقوبات الحالية، الهادفة لحمل إيران على الامتثال لبرنامجها النووي والتي استطاعت تجاوز بعضها من خلال تطوير نظام تجاري وتمويلي دولي يساعد على عزل اقتصاد إيران عن بعض التدابير المالية، وخاصة تعطيل مبيعات الطاقة وفرض عقوبات على الشركات والبنوك الأجنبية التي تساعد إيران؛ ويشمل ذلك كيانات في الصين، أكبر مشتر للنفط في البلاد.