د. محمد الموسوي
أمد/ محو غزة بعد طوفان الملالي الأقصى والمجهول هو مصير الأبرياء في غزة؛ رأس الأفعى في إيران؟
بات من المستبعد أن نعتقد بأن عملية طوفان الأقصى التي خطط لها ملالي السوء في إيران ليست مجرد عملية رد اعتبار لهم بعدما نكل بهم الصهاينة في سوريا وإيران والعراق؛ وإنما عملية سرية وأوسع مما يقوله الملالي والصهاينة والغرب، ودفاع الامريكان والغرب عن ملالي إيران بشأن عملية طوفان الأقصى خير دليل وجود ما يخفيه الأطراف الثلاثة (الأمريكان والغرب والملالي)، وعلى الرغم من اعتراف قيادات في نظام الملالي بضلوعهم في عملية طوفان الأقصى بشكلٍ أو بآخر إلا أن موقف الغرب والأمريكان يتجاهل جرائم ملالي إيران ولا يزال يصر على معاقبة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وأخر العقوبات قطع التمويل والمساعدات عن منظمة الأونروا (منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين ولبنان والأردن) بمعنى أن الضرر الذي سيقع جراء عدم تمويل الأونروا لن يصيب الفلسطينيين في غزة وفلسطين فحسب بل في الأردن ولبنان أيضاً، وهذا ما يمكن تفسيره بعملية إبادة جماعية لا تقل كثيرا عن تلك التي مولها الغرب بالسلاح ودعمها ويدعمها سياسياً حتى الآن، ولم تُعلن سلطات الاحتلال الصهيوني بعد وقف عملياتها العسكرية المتوحشة في غزة ولا زال أمامها خان يونس ورفح الفلسطينية الحدودية مع مصر بمعنى أن رقعة الإبادة التي خطط لها الصهاينة في غزة ومهد لها ملالي السوء في إيران ستتوسع وستأخذ منحى مأساوي أكثر من ذي قبل خاصة بعد احتواء أزمة الرهائن، وحتى لو أعلن الصهاينة وقف عملياتهم العسكرية ففي كل الأحوال لم تعد هناك غزة على الأرض وقيامها من جديد قد يستغرق عقدين من الزمن والمعاناة لبناء غزة جديدة يكون إعمارها بيد الصهاينة بشكل ووجود غير مباشر يُتيح لهم تفكيك بنية الأنفاق في غزة على المدى الطويل، ولن يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل قد يعمل الصهاينة بمساعدة الغرب على استحداث منظمات دولية جديدة تعمل في فلسطين وأماكن شتات الفلسطينيين بعدما رفض نتن ياهو الأونروا والأمم المتحدة واستحداث منظمات جديدة يتيح لهم مراقبة كل شيء على الأرض ورسم سياساتهم على النحو الذي يخدمهم أمنياً، وبالتالي ستصبح غزة مستعمرة من جديد، وسنعود إلى أسوأ مما كان عليه الحال من قبل، كما لن ستصبح الأوضاع في مناطق السلطة الفلسطينية منزوعة الإرادة كلياً وتتحول بذلك الإدارة الفلسطينية في أي مكان في فلسطين إلى مجرد دروع لحماية الاحتلال الإسرائيلي وذلك لإثبات وجودهم على أمل الحصول على استحقاق الدولة الفلسطينية.
أراد ملالي طهران تصفية منظمة التحرير وضرب أبوعمار ياسر عرفات رحمة الله في مقتل والقضاء على شرعيته وشرعية منظمة التحرير وقد تمكنوا من ذلك من خلال شق الصف الفلسطيني، ودعم الصهاينة هذا الشقاق الفلسطيني أو رحبوا به على أقل تقدير فليس من صالحهم أن يكون هناك وفاق بين منظمة التحرير وباقي التيارات الفلسطينية الأخرى وهذا أمرٌ يتفق عليه الملالي والصهاينة، ونذكر عندما حوصِر الزعيم ياسر عرفات في مقر المقاطعة وبالتالي اقتحام المقر لم يصدر عن ملالي طهران أي موقف حقيقي يتخطى الشعارات والضغائن بل كان غياب أبو عمار نصراً كبيراً للملالي وحلفائهم الصهاينة الذين سيتقاسمون النفوذ فيما بينهما بالشرق الأوسط الذي يريدون إعادة ترسيمه من جديد.
ماذا جنى الفلسطينيين من طوفان الملالي الأقصى الصورة أمامكم لا تحتاج إلى شرح.. مليونين ونصف المليون فلسطيني غزاوي مشردين في ظل هذا البرد المميت والجوع وتفشي الأمراض وانعدام والموارد، وفي الضفة ضباع الصهاينة تسعى إلى الانتقام حتى من الجماد الفلسطيني؛ ولم ينجم عن طوفان الملالي هذا تحريرٌ للقدس ولا وجود لغزة على الخريطة.
على الجانب الآخر ماذا جنى الاحتلال الصهيوني بعد طوفان الأقصى.. جنى الكثير ولم يخسر شيء والمليارات التي خسرها في هذه الحرب سيتم تعويضها وسيدفعها الغرب وسيغطي كافة الخسائر.. حتى خسائرهم بالأرواح محدودة ولا تذكر قياساً بضحايا الفلسطينيين الأبرياء.
نعم كل يوم يمر في هذه الحرب البربرية الهمجية على غزة هو نصر للصمود التاريخي الفلسطيني.. لكن الواقع على الأرض يقول أن غزة أصبحت ركام من جماد وبشر وسنشعر بحجم الكارثة بعد وقوف الحرب وإعادة هيكلة غزة من جديد.
يتحمل ملالي الظلام في إيران مسؤولية ما جرى في عموم فلسطين وغزة طيلة العقود الماضية ويتحملون نتاج عمليتهم عملية طوفان الأقصى وهناك من سيقاضيهم ليس لصالح أبناء غزة المنكوبين وإنما لصالح أمريكيين إسرائيليين وسيحملهم المزيد من التعويضات من أموال الشعب الإيراني المنكوب.
لن تتحرر القدس ولن تقوم دولة فلسطين لطالما رأس الأفعى كبير الملالي لا يزال يرفض وقف الحرب وهو نفس الموقف الأوروبي والصهيوني والأمريكي؛ فبقاء الحرب يعني كبوة جديدة طويلة الأمد للقضية الفلسطينية وكسراً للإرادة يصعب جبره في ظل هذه الأوضاع المأساوية.. والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني فيما يتعاظم دور القوى الاستعمارية بالمنطقة ويحتفظ الملالي والصهاينة كصانعي ألعاب ووسائل للهيمنة على دول وشعوب المنطقة.
للحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.