د.عقل صلاح
أمد/ في البداية دور قطر أساسي وجوهري في موضوع الهدن والرهائن؛ كون العلاقات الحمساوية القطرية تاريخية ووجود أركان قيادة حماس في قطر، والدعم القطري المالي والسياسي لحركة حماس، ولعلاقة قطر في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. أما فيما يتعلق بالهجوم من قبل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية وبعض أعضاء حكومته المتطرفة على قطر، فلن يؤثر بشكل كبير على الواسطة القطرية المدعومة بضوء أخضر من قبل الإدارة الأمريكية وبالتحديد من الرئيس جو بايدن الذي هو بنفسه يتصل باستمرار مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ويشرف على هذه المفاوضات من خلال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليامز بيرنز المكلف رسميًا من بايدن، ويشكره على الدور القطري في موضوع الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية. وعليه فإن هجوم نتنياهو على قطر هدفه أن يحصل على تنازل من قطر للضغط على حماس من جانب، ومن جانب آخر تأجيل التوصل لاتفاق وهذا ما يسعى له نتنياهو لشراء الوقت واستمرار الحرب لعله يحصل في الميدان على إنجاز ما يسجل له؛ وكل ذلك مرهون في الوضع القانوني والسياسي لنتنياهو ما بعد الحرب وفي حال انتهاء الحرب سيذهب للسجن وتنتهي حياته السياسية.
لا أعتقد أن الهجوم على قطر سيستمر وسوف تتحمل قطر هذا الهجوم لاعتبارين الأول، علاقتها مع حماس وحاجة حماس لها وثقة حماس في الدور القطري، ورغبة قطر الدولة الصغيرة والمؤثرة سياسيًا بلعب دور سياسي في الشرق الأوسط، وهو دور قديم جديد ومتواصل. والعامل الثاني مرتبط في الإدارة الأمريكية التي تدعم الوساطة القطرية بقوة وهذا سيؤدي إلى الضغط على إسرائيل لوقف هذا الهجوم.
وسرعان ما تعود الأمور إلى مجراها القديم لإدراك إسرائيل أهمية الدور القطري المحوري في المنطقة، وأعتقد أن هذا الهجوم هو تكتيك وليس استراتيجي، وهو توزيع أدوار ما بين رئيس جهاز المخابرات (الموساد) دافيد برنياع الذي يفاوض قطر بشكل مباشر ونتنياهو، فلا يمكن لرجل الموساد أن يهجم على قطر لكي تضغط على حماس، وعلى هذا الأساس قام نتنياهو في الهجوم، ويذكر أن علاقة رجل الموساد مع نتنياهو مميزة.