أ.محمد حسن أحمد
أمد/ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك ولاياته وانفراط عقد الاتحاد منذ العام 1989م ليسدل الستار على النظام العالمي ثنائي القطبية الذي تزعمته كلٌ من الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الحلف الأطلسي (الناتو) والاتحاد السوفيتي والذي يتزعم حلف (وارسو) ، مما أدى إلى تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الوجود القانوني لاتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية وذلك في ديسمبر 1991م ، وأصبح العالم منذ ذلك التاريخ أحادي القطبية تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية حيث وصفه العديد من الباحثين والكتاب والمثقفين وحيد القرن، مما أحدث تفردًا وهيمنة أمريكية بظهور مصطلح العولمة في العالم الذي نحن بصدده حتى يومنا هذا، وفى استعراض سريع لحقبة التفرد الأمريكي نجد أن متغيرات كثيرة لحقت بمناطق ودول عديدة لإحكام الهيمنة والسيطرة الأمريكية على مقدرات العالم وخاصة دول العالم الثالث ، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيستمر التفرد الأمريكي حتى عشرينيات القرن الحادي والعشرين؟ .
في اعتقادي أن هناك استشراف لبروز أقطاب جديدة في العالم تنهي التفرد الأمريكي ليصبح النظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب،
وهذا كان واضحا في المقابلة التي أجراها الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتي أثارت ضجة واسعة في الغرب حتى قبل عرضها، ولكن كانت الرسائل موجهة للشعب الأمريكي من الرئيس الروسي حيث قال ردًا على سؤال كارلسون حول الجهة التي تقف وراء تفجير “السيل الشمالي”: “أنتم بالطبع!” ، وان العالم سيتغير بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا و روسيا أصبحت الاقتصاد الأول في أوروبا في 2023 رغم العقوبات والأدوات الأمريكية والتي لا تجدي نفعا وأكد انه حين تأسس الاتحاد السوفييتي بدأ التأسيس لأوكرانيا السوفييتية و الغرب يخشى من الصين قوية أكثر مما يخشى من روسيا قوية
وان الأمريكيون تعهدوا بعدم توسع الناتو شرقا لكن التوسع حدث 5 مرات وقال يجب التخلص من الأشخاص الذين يحملون الأفكار النازية وانهم هما والصين جيران ولديهم قرون من التعايش المشترك وسياسة بكين الخارجية ليست عدوانية و التعاون الصيني مع أوروبا ينمو بأكثر من تعاون الصين معنا وتقييد أوروبا للتعاون مع بكين أذية لهم ، وانهم تمكنوا من تجاوز 230 مليار دولار في حجم التبادل التجاري بين البلدين وكما ان الاقتصاد الصيني أصبح رقم 1 في العالم وتجاوز الولايات المتحدة منذ فترة طويلة فحديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأتي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وستنعكس على أداء الناخبين لدى الحزب الديمقراطي والجمهوري فالأيام القادمة ستشهد صعود الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بإدارة دونالد ترامب و استكمالاً لعملية التطبيع مع اسرائيل لدى السعودية والدول العربية وستشهد القضية الفلسطينية مفاوضات جديدة برعاية أمريكية وبريطانية واعترافاً بدولة فلسطين وهي تحت الاحتلال على حدود عام 1967 …
فهل تستطيع الإدارة الأمريكية أن تستمر في فرض هيمنتها على مقدرات العالم وصياغة العالم بدوله وخاصة دول العالم الثالث، بما فيها الدول العربية التي أصابها مرض ووباء ما يسمى بالربيع العربي بما أحدثه من تغيير في معالم الحياة السياسية والاقتصادية وتأجيج الصراعات في المنطقة … فهل ستنجح الإدارة الأمريكية لتبقى هي وحيدة القرن في العالم أم أن هناك ملامح جديدة تبشر بصعود قوى جديدة تحد من العبث الأمريكي والإسرائيلي في مقدرات العالم ، بما في ذلك قضيتنا الفلسطينية وعالمنا العربي؟.