حمادة فراعنة
أمد/ لخص موشيه فيغلين أحد حلفاء نتنياهو من حزب يهود التوراة، لخص المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي بثلاثة أهداف: 1 – احتلال، 2 – تهجير، 3 – استيطان، ولهذا حسم نتنياهو الموقف أن معركة رفح هي «الانتصار أو الهزيمة» لأنه أخفق إلى الآن في تحقيق ما سعى له من عملية اجتياح قطاع غزة وإعادة احتلالها:
1 – لم يتمكن من قتل واعتقال قيادات حركة حماس، 2 – لم يتمكن من إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، 3- لم يتمكن من طرد وتشريد وترحيل فلسطينيي قطاع غزة نحو سيناء، 4 – لم يتمكن من إعادة المستوطنين المستعمرين إلى مساكنهم في زيكيم، وباقي المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
لقد تمكن لقاء باريس الأمني يوم 27/1/2024، الذي جمع مدراء المخابرات الأميركية والمصرية والقطرية مع جهازي المخابرات الخارجية الموساد ديفيد بريناع، والداخلية الشاباك رونين بار، من التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع وقف إطلاق مؤقت، ومع ذلك رفض نتنياهو قبول الصفقة، مُصراً على برنامجه العدواني الفاشي الهمجهي النازي في اجتياح مدينة رفح، الملاذ الأخير للمهجرين الفلسطينيين من شمال ووسط قطاع غزة.
نتنياهو أعلن بكل صفاقة: «لن ننهي الحرب، لن نخرج الجيش من القطاع، ولن نطلق سراح آلاف الأسرى».
الولايات المتحدة التي وفرت الغطاء السياسي، وتزويد جيش الاحتلال بكل ما يطلبه، لمعركة القصف التدميري والقتل الهمجي والسلوك النازي والاجتياح الأعمى لقطاع غزة، وصف الرئيس بايدن الرد الإسرائيلي على مبادرة 7 أكتوبر الكفاحية على قطاع غزة أنه «مفرط»، فقط أنه كان مفرطاً، قتل عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، وقصف البيوت على ساكنيها: كان فقط مفرطاً.
ما زالت المستعمرة الإسرائيلية هي الوليد المدلل لدى الثقافة الاستعمارية العنصرية ولدى قياداتها، الذين ينظرون للعرب وللمسلمين وشعوب آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية أنهم الأدنى في السلم البشري، وأن حقوق الإنسان تقتصر مكاسبها ومواصفاتها على الأوروبيين والأميركيين، وهو استخلاص أدركته جنوب إفريقيا التي عانت من العنصرية والتمييز والسلوك النازي الاستعلائي من قبل المستعمرين الأوروبيين مع شعبها، ولهذا امتلكت الشجاعة والمبادرة في الإقدام على الخطوة الحكيمة في جلب المستعمرة لقفص الاتهام في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
هذا هو الفرق بين الوصف الأميركي لجرائم المستعمرة ضد الفلسطينيين على أنها «مفرطة»، وبين الوصف الإفريقي لحقائق ما تفعله المستعمرة وجيشها وأجهزتها ومستوطنيها ضد الشعب الفلسطيني:
جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهو ما حدده حليف نتنياهو العنصري المتطرف فيغلين: الاحتلال، التهجير، الاستيطان، و هذا ما فعلوه عام 1948 في المجدل، وأدى إلى قيام عسقلان، بعد احتلال المجدل، وتهجير سكانها، وتوطين المستوطنين مكانهم، وأدى إلى قيام مدينة عسقلان.
بهذا المعنى تم شطب فلسطين بعد احتلالها وتشريد نصف شعبها وقيام «إسرائيل» المستعمرة.
مقابل تلخيص قادة المستعمرة الإسرائيلية لخص القائد الفلسطيني فهد سليمان نائب أمين عام الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الموقف بقوله: «نخوض حرباً ضروساً، باتت مفتوحة على خيار الحسم بيننا وبين عدونا، وهي لن ترسو إلا على قاعدة راسخة: إما نحن وإما هم».
وهي خلاصة الموقف، خلاصة وتائر الصراع وأدواته وأشكاله ونهاياته: الصراع بين مشروعين نقيضين، المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.