رامز مصطفى
أمد/ لا شك في أنّ محور المقاومة ومنذ اليوم التالي لملحمة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي وبدء العدوان على قطاع غزة، قد انخرط إسناداً عسكرياً وسياسياً إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني الذي تعرض ولازال إلى حرب إبادة ممنهجة على يد الثنائي المجرم بايدن ونتنياهو منذ 130 يوماً، ذهب ضحيتها حتى الآن حوالي 100 ألف من الشهداء والجرحى والمفقودين.
محور المقاومة حقق في وقوفه الحازم إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، أنً وحدة الساحات باتت وحدة واحدة، ليس من المسموح الاستفراد بأي ساحة من ساحاتها من دون تدخل بقية الساحات. وهذا ما أثبتته المقاومة في لبنان التي تخوض حرباً بكل ما تعني الكلمة من معنى، والجيش اليمني وأنصار الله في اليمن، وفصائل المقاومة في العراق. وسورية التي تقف بحزم وقوة إلى جانب الحق الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وجيشه الذي يُدمر ويقتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وسورية التي تتعرض لعدوان صهيوني قد تصاعد وتمادى من العدوان على قطاع غزة. وإيران التي تُساند بكل قوة قوى المقاومة الفلسطيني، وتنشط على أكثر من صعيد، والتي تُكال لها الاتهامات في وقوفها مباشرة خلف فصائل المقاومة في لبنان واليمن والعراق وحتى في فلسطين المحتلة، وتحديداً في قطاع غزة. وكذلك هي حال الحركة السياسية الإيرانية النشطة لوزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان الذي تتالت زياراته المكوكية في المنطقة لمواجهة ما تحاول الإدارة الأمريكية عبر وزير خارجيتها بالينكن تسويقه من رؤى تصب جميعها في مصلحة الكيان الصهيوني وآلة قتله في قطاع غزة والضفة الغربية.
محور المقاومة ليس بحاجة ليقدم كشف حساب لأحد، لكي يبرهن أنه على مواقفه المبدئية في دعمه ووقوفه الحازم إلى جانب المقاومة الفلسطينية البطلة، والشعب الفلسطيني وصموده الإعجازي. فجميع ساحاته تؤكد ألا توقف للمواجهة العسكرية، ما لم يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وهذا ما يؤكد على ترابط الساحات، وهوما يزعج أطراف العدوان الأمريكي الصهيوني، الساعي إلى فصل ساحات محور المقاومة بعضها عن البعض، من خلال مبادرات المشاركين مؤخراً في لقاءات باريس وورقتها حول هدنة محددة ب 145 يوماً على ثلاثة مراحل أصبحت متداولة ونشرتها وسائل الإعلام. وردت عليها المقاومة بأن موافقتها مرهونة بوقف العدوان وانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من قطاع غزة وإعادة الإعمار ودخول المساعدات بشكل متدفق. واليوم يأتي اجتماع القاهرة بذات أطراف باريس، في محاولة استرضاء نتنياهو وأركان القتلة في حكومته. بما يؤكد أنّ محاولات الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية لا زالت قائمة ومتواصلة.
هذه المحاولات المحمومة من قبل الإدارة الأمريكية في سعيها تدفيع المقاومة أثماناً سياسية وعسكرية وأمنية، يُحتم على محورِ المقاومة أن يرفع من سقف شروط توقف مواجهاته العسكرية على امتداد جبهاته المفتوحة، بما يضمن إبقاء مظلة حماية المقاومة والشعب الفلسطيني حاضرة وقوية. لأنه في نهاية المطاف ستضع الحرب أوزارها، واليوم التالي لتوقف العدوان بتقديري ستكون هناك حرب بأبعاد سياسية وإنسانية إغاثية، وبالتالي معركة إعادة الإعمار، وهي أقسى وأصعب إذا ما ذهبت بنتائجها في غير صالح المقاومة والشعب الفلسطيني لأن الأمريكي وحلفائه يقفون كما يُقال خلف الباب. وهنا تكمن مسؤولية أطراف محور المقاومة في ربطهم الملفات في المنطقة بعضها في بعض، لكي تبقى المظلة التي تجلت في وحدة ساحات محور المقاومة قادرة على حماية ما حققته المقاومة على أرض الميدان في قطاع غزة، منذ ملحمة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول أكتوبر 2023.