د. ناصر اللحام
أمد/ اكثر كلام لا قيمة له على وجه الأرض هو كلام الحكومات الخاضعة للاحتلال المباشر او غير المباشر، يليه مباشرة كلام الإدارة الامريكية. كلاهما يطلق كلاما من البطن كما يطلق المرء الريح، من دون تخطيط ومن دون ارادة سياسية ومن دون حكمة. الطرف الأول هو كلام الضحية التي تكذب على نفسها وعلى العالم، وكلام الطرف الثاني هو كلام الظالم الذي ينثر الوعود بلا اية قيمة ولا رغبة في التنفيذ .
شاهدنا ذلك في أوروبا خلال جائحة كورونا وخلال حرب أوكرانيا وكيف سقطت دول الاتحاد الأوروبي امام مخططات وهمية طرحتها أمريكا واسفرت عن افلاس أوروبا، وتحويل اوكرانيا الى مقبرة للشباب. والآن نرى ذلك في العالم العربي .
الجميع يتحدث عن مستقبل غزة ولا احد يتحدث عن حياة المواطنين الغزيين. فما قيمة غزة من دون الغزازوة. وقبل الحديث عن المستقبل يجب ان يبقى البشر ليعيشوا هذا المستقبل .
مواصلة قصف البشر في غزة والحديث عن مستقبل غزة في نفس الوقت يبدو مشهدا سرياليا !!
سياسيون كثر من جميع الأطراف يكثرون الحديث عن خطة مستقبل غزة، معظمهم يرغب في الهروب من الواقع الحالي وعدم مواجهة نتانياهو وحكومة اليمين المتطرف، بل الهروب من أسئلة كبيرة يطرحها المواطن الفلسطيني والمواطن العربي في اطار تحديات الوضع الراهن، يهربون من كل هذا ليتحدثوا عن شيء في المستقبل لا يكلفهم اتخاذ مواقف ثمينة .
والآن لم يعد مهما من يحكم غزة. بل كيف يحكم غزة المدمرة المعطلة المليئة بالأيتام والمعدمة، الخالية من الخدمات والبنى التحتية ومن المنازل ومن المؤسسات؟ كيف يحكمها هذا القادم من الغيب او من تحت الإنقاذ .
أكبر هم عند اسرائيل وعند الإسرائيليين ان لا يضطروا هم ليحكموا غزة بعد الحرب، ويضطرون للبقاء وإيجاد مأوى وخدمات ومساعدات لملايين البشر الذين دمرتهم صواريخهم. وفي استوديوهات التحليل السياسي يأتي قادة إسرائيل الذين يمنعون الاونروا من تقديم الخدمات لغزة ويتحدثوا علنا ان إسرائيل تريد التهرب من مسؤوليات إعادة الاعمار تحت أي شعار سياسي يبتلعه العالم .