أمد/ في شهرها الخامس لازالت الحرب الوحشية مستمرة على قطاع غزة ، لازال الشهداء يسقطون يوميا ، ولازال الفلسطينيون وأطفالهم يعانون كل انواع العذاب من خوف وجوع وعطش ومرض وبرد ولا من مغيث ،هم متمسكون بارضهم ، يرفضون أن يهجروها حتى لو فتحت لهم الطرق ومهدت السبل ، الفلسطيني الذي عانى من الهجرة والتهجير وذاق مرارة اللجوء وعذابات الغربة ليس في حساباته ترك وطنه وأرضه لهجرة جديدة ، هو متمسك بأرضه ، متشبث بها رغم هذا الموت اليومي ، ورغم النقص في كل مقومات الحياة نتيجة الحصار وإغلاق الحدود من كل الاتجاهات وعدم ادخال المساعدات الإنسانية والاغاثية من طعام ودواء ووقود ، نطمئن الجميع الشقيق قبل العدو أن مبدأ الهجرة غير وارد في القاموس الفلسطيني ، وأن ما نطلبه هو تعزيز هذا المبدأ بإدخال المساعدات إلى القطاع بدل تعزيز متانة وقدرة الحدود وتقويتها كي تمنع أي إمكانية لاقتحامها من قبل المواطنين في حال قام الجيش الصهيوني يشن عملية عسكرية برية على رفح التي يكتظ فيها حوالي مليون ونصف مواطن غزي نزح جزء كبير منهم من شمال ووسط قطاع غزة ، نتيجة الحرب الوحشية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة.
انتظر الفلسطينيون خمسة شهور في ظل حرب وحشية سقط خلالها حوالي مائة ألف ضحية بين شهيد وجريح ومفقود ، دمر أكثر من نصف قطاع غزة ، ازدحمت المقابر بالموتى ، وثلاجات المستشفيات لم يعد بها مكان ، بل لم تعد تعمل أصلا نتيجة انقطاع الكهرباء ثم تدمير المستشفيات ، تناثرت الجثث في الطرقات لم يستطع أحد دفنهم نتيجة القصف الوحشي لجيش الاحتلال فنهشتها القطط والكلاب ، دمرت كل مرافق الحياة من مدارس وجامعات ومعاهد ومستشفيات ومضخات للمياه وغير ذلك ، اقتلعت أسنان الجرافات الصهيونية البنى التحتية للقطاع ، جرفت أسنانها الشوارع والمرافق واقتلعت الأشجار و هدمت المباني ، يريد العدو النازي إلغاء أي إمكانية للحياة في القطاع ، رغم ذلك لازال الفلسطيني صامداً وسيبقى ، متمسكاً بأرضه ووطنه ، كان ينتظر وقفة عربيه لكنها لم تأت ، عجز العرب رسمياً وشعبيا عن إدخال شربة ماء اوكسرة خبز أو حبة دواء ، لم ينظر الفلسطيني إلى ما بعد الحدود إلا لوقفة عربيه تسندة وتقوي صمودة ، لم ينظر إلى هجرة جديده وهو يرفض مبدا الهجرة واللجوء أصلا ، فلا حاجة لكم بتقوية وتدعيم حدودكم ، أو بناء مخيمات للاجئين ، أو انبراء بعض الإعلاميين وشيوخ العشائر بالتهديد والوعيد بقطع رقبة كل فلسطيني يجتاز الحدود ، كان الأولى بكم دعم صمود هذا الفلسطيني لتثبيته في أرضه بدلاً من التهديد والوعيد ، كان الأولى أن تستخدم ادواتك وعوامل قوتك لمنع هذا الجيش النازي من مجرد التفكير من الاقتراب من حدودك ، ولم نقل في الدفاع أو القتال عن الشعب الفلسطيني ، كان الأولى ادخال المساعدات دعماً للصمود ومنع التهجير والهجرة الذي تخطط له دولة الكيان ، علما أن الجميع أصبح يعرف هذا المخطط ، ويعرف أن إسرائيل تخطط لعمل عسكري لتنفيذ مخططها ، أن التهجير إن وقع سيكون نتيجة عمل عسكري وحشي على رفح يدفع الناس حفاظاً على سلامة أبنائها وسلامتها لاجتياز الحدود في عمل طبيعي وإنساني تفرضه طبيعية الاشياء ، وقتها حق لنا أن نقول الكل شريك ، المخطط واضح ومكشوف ، وإسرائيل تعلن عنه ليل نهار وتعمل على تنفيذه ، فماذا فعلتم لمنعه ووقفه ، ووقتها لا عذر ولا اعتذار .