محمد أحمد سالم
أمد/ أخر ما تبقى من غزة الحضارة و التاريخ تم تدميره على أيدى الصهاينة البرابرة ، العجيب أن بعض الأماكن قد نجت من حروب إجرامية سابقة. هنا ستبدأ بـفهم دواعى القتل الملتهب والتخريب لكل حضارة انسانية وتحويلها إلى صحراء جدب قاحلة، بفعل هؤلاء القتلة الوثنيين الملوثين، إنه تكرار أبدى للأحداث نفسها.
إن الإشكالية الحقيقة لدى الكيان الصهيوني/مخلفات القرون الوسطى/ ليس أنهم ينجسون حضارة إنسانية لم ولن يصلوا لربع أصالتها… فقط لأنها تُشعرهم بـ ضآلة ذواتهم ولكن لأنهم يريدون محوها لأنها تأخذ حيز من وعيهم الزمانى والمكانى؛ هم مهتمون ليس بأقصاء الآخر ولكن هم مهتمون أكثر بـ فنائه بـ أختفائه بعدم وجوده على ظهر الكوكب، إنها إشكالية ذواتهم مع كل مكتسبات الحضارة الإنسانية.
إنهم مهتمون بحرق الكتب والمخطوطات وطمث الجداريات التاريخية والآثار، وذبح العلماء والأدباء والاطباء والكتاب والصحافيين، حتى الكل .. ذبح وحرق كل المختلفين عنهم حتى لا تكون هناك حضارة سوى أكاذيبهم ، ولا كتب سوى كتبهم، ولا أقوال غير أقوالهم، ولا أنماط غير أنماطهم، إنها حالة من التوحد مع الذات “المنحطة” التى مازالت حبيسة فى عصور الظلام والخراب.
فلا ينبغي النظر إلى الكيان الصهيوني الإرهابي النازى كمعضلة إنسانية معاصرة فقط، بل ينبغى النظر إليه على أنه نتاج الواقع المأزوم، وثقافة الهيمنة والعنف، نتاج عالم لا يقدس القيم الانسانية والحضارية. ونتاج المجتمعات الإجرامية الغربية. بقيمها الحضارية الزائفة، إن الكيان الدموي المتوحش لا ينتسب إلى دين أو حضارة بحد ذاتها. بل هو صورة لكراهية العالم لنفسه ولقيمه السائدة.
هذا هو الوجه المظلم لهذا العالم المتبلد، الكيان الدموي هو الأبن الغير شرعى لهذا العالم… الوحش النازى الجديد جاء ليدمر. جاء ليمحو الحضارة الانسانية من الوجود؛ فى ظل فقر انساني سياسى وأخلاقى مدقع… لايغذى وجوده الا سلوك أحمق يعطيهم مظلومية يتغذون عليها لكى يستمروا عالقين برقابنا يجرونا الى الخلف دائما.