معاذ خلف
أمد/ في الحقيقة ان اسرائيل في مأزق ، قد لعبت منذ انقلاب حماس في غزة على ثنائية السلطة و حماس ، لتضعف طرف وتقوي الاخر حتى تنهيهما الاثنان ، اما بعد ان انقلبت حماس على المعادلة الاسرائلية ، ووضعت السلطة اسرائيل في مأزق ضرورة اقامة الدولة رغم ضعفها ، فإسرائيل لا تجد طرفا فلسطينيا تسطيع الوثوق به يمثل الفلسطينيين ليكون شريكها في مسرحية الفصل العنصري و اندثار الحقوق و الاستيطان . لذلك هي لا تريد ايقاف الحرب قبل التخلص من حماس بعد ان تمردت عليها ودون ان يمنحوا السلطة الحياة لتبقى السلطة مقتولة ، وتقتل معها القضية الفلسطينية .
سذاجة الإسرائيليين انهم لا يعلموا ان الشعب الفلسطيني جُبل على المقاومة ، و انه لن يعترف بشرعية الاحتلال مهما كلفه الأمر ، و حتى ان دمرت حماس سيكون عليهم مواجهة الأجيال القادمة ، هكذا دواليك حتى تتحرر الأرض ، او نفنى نحن او هم .
ظنت اسرائيل انها بإغلاق الانروا قد تخلصت من كابوس 5 ملايين لاجئ فلسطيني لديهم حقوق معنوية و مادية ووطنية و ان مكاتب الانروا هي التي تضمن هذه الحقوق ، ولكن اسلوب القفز للأمام الذي تنتهجه اسرائيل لن يجدي نفعا ، فاللاجئون لازالوا فلسطينيين في كل اصقاع الأرض ولازالوا ينتظرون زوال الاحتلال .
لم تتخلص اسرائيل من كابوس لاجئي 48 و 67 حتى تقوم بخلق موجة لجوء جديدة في غزة ، اسرائيل حساباتها خيالية فالعالم كله اصبح يعترف ان هناك شعب فلسطيني و دولة فلسطينية وبحق الفلسطينيين في الحياة بكرامة فوق ارضهم ، و اسرائيل لازالت تتقن فن الهروب للأمام متجاوزة حقوق الفلسطينيين و قضية اللاجئين لتقاتل من اجل السلام والتطبيع في محيطها العربي كدولة على كافة حدود فلسطين التاريخية من النهر الى البحر .
ولازالت سارحة في احلام اسرائيل الكبرى التي تتجاوز الحدود رغم انها لم تنجز السلام مع جيرانها الفلسطينيين و لم تتخلص منهم في آن ، تفكير غير واقعي ، رغم محاولة دول العالم في الحرب الاخيرة الدائرة صفعها و تنبيهها واعادتها للواقع .
لن تقضي اسرائيل على غزة ، و لن تقضي على المقاومة ، و لن تقضي على الفلسطينيين و فلسطين و مهما استمرت في مسلسل القفز للامام ستفاجئ بصفعه كالتي تلقتها في السابع من اكتوبر تعيدها الى رشدها .