معتز خليل
أمد/ مع تواصل الضربات الإسرائيلية ضد قطاع غزة والمرافق الموجودة به باتت هناك الكثير من التساؤلات المهمة والدقيقة في العقل الفلسطيني ، مفادها : ما الذي تحقق من وراء هذه عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر؟
وهل كانت هذه العملية مفيدة وناجحة للشعب الفلسطيني؟
وما هي انعكاساتها على القضية الفلسطينية عموما؟
وهل ربح الفلسطيني عموما من وراء هذه العملية؟
أسئلة عميقة ومهمة ودقيقة لا يمكن وبأي حال من الأحوال تجاهلها الآن في ذروة ما يتردد عن إمكانية نجاح صفقة لتبادل الأسرى قريبا بين حركة حماس وإسرائيل قبيل شهر رمضان المبارك، وهي الصفقة التي لا تزال الكثير من تفاصيلها غير معروفة في ظل دقة المشهد السياسي والأمني المتعلق بها.
غير أن الحديث عن فاتورة هذه العملية لا يزال بالفعل يمثل هاجسا مهما ودقيقا بالنسبة للكثير من الأوساط الفلسطينية خاصة مع :
1- تدمير المرافق الرئيسية من القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي
2- معاناة العديد من أبناء الشعب الفلسطيني جراء ما يتعرضون من أزمات على الصعيد التجويع وضعف الإمكانات (وهذا أمر صادم بالفعل خاصة وأن البيت الفلسطيني ورغم ما نواجههة من أزمات اقتصادية كان دائما مفتوح للجميع ولا يخلو من الخير)
3- توقف مسار الكثير من المنظمات الدولية عن العمل ولعل منها الأونروا .
وعلى الصعيد الخارجي
1- الكثير من الحكومات الغربية أعلنت عن دعمها السخي والمباشر لإسرائيل
2- الكثير من الحكومات الأوروبية تحديدا نجحت في جعل دعم حركة حماس تهمة وجريمة يعاقب عليها من يقوم بها (تم إدانة ٣ سيدات بالإرهاب في بريطانيا بسبب حمل منشورات داعمة للحركة)
3- متابعة وملاحقة عدد من الجمعيات الفلسطينية في أوروبا ومنها جمعيتي PCPA وEUPAC بدعود دعمها لحماس
4- أعلنت دوائر بلجيكية أخيرا أيضا عن رفضها وتجريمها لأي دعم يمكن تقديمه لحركة حماس
5- الكثير من الفلسطينيين البساء في غزة بائسون ويشعرون بالقلق والرعب مما هو قادم ، قلق دفعهم إلى توجيه انتقادات لحركة حماس علانيه على هذه السياسة التي تديرها.
في المقابل كان هناك إنجازات سياسية منها
1- كان هناك دعما واضحا من الشارع الأوروبي والأهم الكثير من الدوائر الشعبية الأوروبية حيال ما يجري في غزة
2- عادت القضية الفلسطينية من جديد للنقاش على طاولة البرلمانات والحكومات السياسية في العالم
لكن السؤال….هل كل هذا وطرح القضية الفلسطينية للنقاش السياسي من جديد في العالم يتطلب كل هذه التكلفة؟
عموما من حق الفلسطيني أن يعرف ، ومن حقة أن يسأل ويستفهم، وكما علمنا الخالد دوما ياسر عرفات بل وبعض من الدوائر الحالية في السلطة أن النقاش مع القيادة ليس عيبا ، وللعلم كان الخالد رحمه الله يشعر باستمتاع مع النقاش مع الأشبال الفلسطينيين في المعسكرات ، من بنات وبنين هذا الشعب الصامد.
أعرف آن أحد القيادات الفلسطينية السياسية خرج على الهواء مثلا وقال أن ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر يمكن أن يكون متسرعا وغير محسوب العواقب ، وقد عاد وأوضح هذا الضيف حقيقة موقفه ، غير إنني أقول لله أن ما قاله ونطق به هو عين الصواب ، وسط شعب يشعر باليأس من اتفاقيات أوسلو ، والحزن من الفصائل ، والغضب من الوضع العام.
الفلسطيني في النهاية يستحق أفضل من كل هذا ، وهذا لن يتحقق إلا بالديمقراطية السياسية والحرية المعلوماتية.