د. محمد الموسوي
أمد/ كهنة ولاية الفقيه والخيار بين العراق وفلسطين؛ رأس الأفعى في إيران؟
هذا هو الحال عندما يكون العراق هو الغاية والوسيلة في نفس الوقت وتكون فلسطين الوسيلة والأزمة المطلوبة على مسرح الصراع؛ فالطريق من إيران إلى فلسطين تستوجب السطو على العراق ومن ثم دول أخرى كسوريا ولبنان واليمن ومن ثم استهداف الجزيرة العربية والأردن في مسيرة الكهنة التوسعية، والعراق هو المدخل وكذلك الوسيلة من أجل البقاء على رأس السلطة في إيران والهيمنة على المنطقة وشيعة العالم.
لا نعني في مقالنا هذا بـ كهنة ولاية الفقيه أولئك الحاكمين في إيران فحسب بل نعني أيضاً عرشهم الأكبر في النجف الأشرف بالعراق الذي يديرون من خلاله شيعة العالم الإسلامي، إذ أن هذا العرش أيضاً قائم على جانبٍ من نظرية ولاية الفقيه ويخدم الجانب الآخر للنظرية الذي ابتدعه وينضوي تحت بدعته بيت الكهنة في إيران، وبالتالي فإن مُلك الكهنة المتهالك اليوم والذي كان قد قام في إيران على البدعة والخديعة ويتوكأ اليوم على عرش الولاية القائم في العراق بالنجف الأشرف بعد أن اهتز عرشهم في طهران وقم.
أسلفنا في مقال سابق بأنه لو صدق كهنة نظام ولاية الفقيه في شعاراتهم المتعلقة بفلسطين والقدس الشريف لحرروها منذ عقدين من الزمن على أقل تقدير، لكن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن هؤلاء الكهنة لا يريدون تحرر فلسطين ولا القدس ولا يرون للقدس قداسة كما يرون أن بقاء فلسطين محتلة وبقاء الاحتلال الإسرائيلي أفضل لهم من قيام دولة فلسطينية معادية لهم، لدرجة أن بعض صعاليك هؤلاء الكهنة يتساءل في فيديو منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا ما هي قدسية القدس وما الفائدة من قيام دولة فلسطينية فائدتها كما الفائدة من بعض الدول التي تعادينا ويضيف بحسب قوله أننا يمكن أن نقدم لهم المساعدة ولكن ليس إلى حد مساعدتهم في إقامة دولة فلسطينية، ويقول الآخر إنه يجب الوقوف حدادا على شهداء إسرائيل.. ومن خلال هذا المنطق من القول الذي تتلمذ عليه الكهنة وصعاليكهم والدمار الحاصل في فلسطين وغزة بسبب الملالي والموقف السياسي الحالي للملالي من القضية الفلسطينية بشكل عام وغزة بشكل خاص يمكن التأكيد على موقف الكهنة من فلسطين التي لا يرون فيها سوى وسيلة لبلوغ الغاية وأزمة تديم لهم حراكاً واسعاً ومبرراً إقليمياً تحت مظلة شعارات القضية الفلسطينية وكذلك وسيلة للمساومة دولياً.
كهنة ولاية الفقيه والخيار بين العراق وفلسطين
عندما يكون مُلك الكهنة في إيران مهدداً بالزوال خاصة في ظل الانتفاضة الإيرانية المتفاعلة من الحين للآخر وتكون الأرض مهتزة تحت أقدامهم في العراق الذي هو هدفاً وغاية من أجل الوجود في حين أن فلسطين ليست سوى شعاراً ووسيلة وإن خضع الأمر للمساومة والخيار فلن يكون سوى العراق خياراً مفضلاً إذ يمكن التنازل عن الشعار قليلاً والمناورة بشأنه والاكتفاء بالحوار والمساومة على غزة لطالما أصبح من الممكن أن يكون لغزة شأناً خاصاً يلبي أطماع الكهنة وجنوده ويتناغم في نفس الوقت مع أطماع المحتل والغرب ويعطل قيام الدولة الفلسطينية.
الرسالة هي أن نعلم جميعا بأن العراق هو المدخل والأساس والوسيلة وأن فلسطين هي الشعار والوسيلة الثانوية للهيمنة على الدول العربية والتحكم في مصائرها، ولا نستبعد أن يساوم الملالي على عزل غزة وصنع مستقبل سياسي جديد لجنودهم في غزة بالتوافق مع أسيادهم في أوروبا وأمريكا.
لدى كهنة ولاية الفقيه المزيد من الخيارات خاصة في ظل تجاوب المجتمع الدولي مع رغباتهم.. أما العرب فلا خيار لهم سوى الاستعداد للمواجهة بدءا من نزع قدرات الملالي وقطع أذرعهم في المنطقة.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.