أمد/ واشنطن: يشعر مسؤولو الإدارة والاستخبارات الأمريكية بالقلق من خطط إسرائيلية لتوغل بري في لبنان يمكن أن يبدأ في أواخر الربيع أو أوائل الصيف، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود الشمالية مع إسرائيل.
الاستخبارات الأمريكية “تدق أجراس الإنذار”
وتشير شبكة “سي إن إن” الأمريكية التي نسبت المعلومات إلى مسؤول كبير في إدارة بايدن، إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار إسرائيلي نهائي بعد، ولكن القلق يتزايد في الإدارة، لدرجة أن التوغل المحتمل يرد في الإحاطات الاستخباراتية لكبار المسؤولين، ويمكن أن تتم العملية في أوائل الصيف.
وأفاد أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: “نحن نعمل على افتراض حدوث عملية عسكرية إسرائيلية خلال الأشهر المقبلة، ليس شرطاً أن تكون خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن ربما في وقت لاحق من هذا الربيع، إن عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان تشكل احتمالاً كبيراً”.
وشهدت الأشهر الماضية هجمات يومية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، مما أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من اللبنانيين والإسرائيليين من منازلهم.
وأطلقت إسرائيل نيران المدفعية وطائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار لضرب أهداف في لبنان، بينما استخدم حزب الله بعض أسلحة ترسانته الهائلة من الصواريخ والقذائف.
منطقة عازلة
وتُعتبر الولايات المتحدة الوسيط الرئيسي في المناقشات الجارية حول وقف القتال في غزة، وهي تقود أيضاً مناقشات موازية مع المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين، والتي في حال نجاحها ستنشئ منطقة عازلة بعرض أميال داخل جنوب لبنان.
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن هذا الاتفاق من شأنه أن يؤجل على الأرجح التوغل الإسرائيلي.
وقال المسؤول الكبير الذي سمع آراء متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية حول ضرورة التوغل في لبنان: “أعتقد أن ما تفعله إسرائيل هو أنها تلوح بهذا التهديد على أمل التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض”.
وأوضح أن بعض المسؤولين الإسرائيليين يشيرون إلى أن هذا مجرد جهد لخلق تهديد يمكنهم الاستفادة منه، فيما يتحدث آخرون عن ذلك باعتباره ضرورة عسكرية حتمية.
وأكد مسؤول كبير آخر في إدارة بايدن أن هناك عناصر داخل الحكومة والجيش الإسرائيليين يؤيدون التوغل، محذراً من أن أي توغل قد يؤدي إلى “تصعيد كبير جداً لا نعرف حتى أبعاده”.
ونزح حوالي 80 ألف إسرائيلي من الشمال منذ أكتوبر (تشرين الأول).
وفي بيان لشبكة “سي أن أن”، كتبت السفارة الإسرائيلية في واشنطن إن “إسرائيل لن تعود إلى الوضع الراهن قبل الحرب، حيث يشكل حزب الله تهديداً عسكرياً مباشراً وفورياً لأمنها على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
تصعيد داخل لبنان
وفي الأيام الأخيرة، صعّدت إسرائيل حملتها الجوية، وقصفت مناطق أعمق في لبنان.
وجاءت الضربات الأسبوع الماضي على بعد 27 ميلاً من العاصمة بيروت، وهو أبعد مسافة داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العنف مباشرة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وقصفت إسرائيل يوم الاثنين معقل حزب الله في شمال شرق البلاد.
وقال شخص آخر مطلع على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية: “هناك مخاوف من أن يتطور الأمر إلى حملة جوية موسعة تصل إلى مناطق أبعد شمالاً في المناطق المأهولة بالسكان في لبنان وتتطور في النهاية إلى توغل بري أيضاً”.
وأضاف المصدر أن مجتمع الاستخبارات الأمريكي “يدق أجراس الإنذار”.
وزار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الحدود الشمالية يوم الثلاثاء وقال إن حزب الله “يجب أن يدفع ثمناً باهظاً”.