د. ناصر اللحام
أمد/ لم يعد هناك كيان سياسي اسمه إسرائيل ،ولا قيمة لرأي المؤسسات العسكرية والأمنية والبرلمانية والحزبية كما لا قيمة للسلطة القضائية . هناك شخص اسمه نتانياهو هو الذي يقرر بناء على مصلحة بقائه .
ويبدو الان ان مصلحته تتعارض بشكل كلي مع حماس ومع السلطة الفلسطينية ومع الفلسطينيين اجمالا . لكن سرعان ما يأتي اليوم الذي تتعارض مصلحة بقاءه السياسي مع الولايات المتحدة الامريكية ومع الغرب ، ولسوف تتعارض بشكل حتمي مع مصالح الولايات المتحدة وحكامها . وقريبا أيضا سوف تتعارض مصلحة نتانياهو مع مصلحة الليكود ومع مصلحة الإسرائيليين والجنود والمستوطنين ، ولكنهم لن يستطيعوا فعل أي شيء ضده فقد قام بتسليح مئات الاف المستوطنين حوله وأنشأ جيشا من الميليشيات العسكرية التي تستطيع كسر إرادة الشرطة في أي وقت .
استحضر نتانياهو جميع الشياطين العنصرية والطائفية والعرقية والطائفية ، ولكنه لن ينجح في صرفها ولسوف تأكله هو شخصيا في الحلقة الأخيرة .
يتحدث العالم عن هدنة هدفها الأول والأخير انقاذ الاسرى الإسرائيليين في غزة وليس انقاذ اهل غزة . لكن لسوء حظ إسرائيل ان هؤلاء الاسرى في غياهب غزة ولم تنجح مخابرات أمريكا ولا بريطانيا ولا تجسس فرنسا ولا امن إسرائيل كله في انقاذهم . فعادوا بعد خمسة اشهر يحاولون مرة أخرى تخليصهم بشرط بقاء نتانياهو قويا وحاكما لإسرائيل .
سوء النوايا موجود عند نتانياهو ، ولدى المؤسسة الأمنية في إسرائيل . فهم يسعون الى التلاعب بأعداد ونوعية الاسرى الفلسطينيين المنوي الافراج عنهم ، وببالهم تنفيذ اغتيالات ضد الصف الأول من حماس حتى لو خلال أيام الهدنة ليتسنى لنتانياهو فوزا قادما في اية انتخابات قد تفرض عليه .
لذلك سوف تبقى اية هدنة قادمة هدنة هشة ، ونتانياهو لا يريد الذهاب لأية انتخابات لان بن غفير سوف يحصل على 15 مقعدا في اية انتخابات قادمة ، ولربما الليكود كله يحصل على 15 مقعدا فقط !!