أمد/لندن: قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن الإنزالات الجوية للمساعدات على قطاع غزة التي جرت خلال الأيام الماضية، لن تكون ضرورية إذا مورس المزيد من الضغوط على إسرائيل لإدخالها عبر المعابر البرية.
وأضافت الصحيفة في تقرير أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، أدان مقتل أكثر من 100 فلسطيني أثناء تجمّعهم حول إحدى قوافل المساعدات في غزة، واصفًا ما حدث بالشيء المروّع الذي يستدعي إجراء تحقيق ومحاسبة الجهة المسؤولة.
وانتقد كاميرون الانخفاض الكبير في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وسلط الضوء على العقبات البيروقراطية التي تعيق إيصالها.
إلا أن الشكاوى المستمرة من وزير الخارجية البريطاني ومسؤوليه إلى السلطات الإسرائيلية بشأن العقبات البيروقراطية لم تسفر عن نتائج ملموسة تذكر، بحسب الصحيفة.
وذكرت أن بيان كاميرون أغفل أي ذكر لعمليات الإنزال الجوي للمساعدات، وهو الحل الذي يفضله البيت الأبيض.
وأشارت إلى أنه بدلًا من ذلك، دعا الوزير البريطاني إلى فتح المزيد من المعابر البرية، بما يتماشى مع مطالب وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أنه “برغم جهود الإنزال الجوي السابقة التي بذلتها المملكة المتحدة بالتعاون مع الأردن، فإن المسؤولين البريطانيين ينظرون إلى هذه الطريقة باعتبارها الملاذ الأخير بسبب تحدياتها اللوجستية وتكاليفها المرتفعة جدًّا”.
ولفتت إلى أن الجدل الدائر حول طرق توصيل المساعدات، يسلط الضوء على التحديات الدبلوماسية الأوسع التي تواجهها الدول الغربية في معالجة الأزمة الإنسانية في غزة.
من جانبها، قالت ميلاني وارد، الرئيسة التنفيذية لمنظمة المساعدات الطبية للفلسطينيين، إنه بدلًا من الاعتماد على عمليات الإنزال الجوي، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان المساعدات أو عدم وصولها إلى مستحقيها، ينبغي أن تركز الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول، على ضمان قيام إسرائيل بفتح جميع المعابر إلى غزة من أجل إيصال كميات كبيرة من المعونات”.
ووفق وارد، يشمل ذلك معبري كارني وإيريز، اللذين يوفران الوصول المباشر إلى شمال غزة، مبينة أن الوصول الآمن وغير المقيّد لعمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، إلى جانب رفع الحصار والوقف الفوري لإطلاق النار، هي عوامل كفيلة بمعالجة الوضع الإنساني المتردي وإنهاء المجاعة الآخذة بالتفاقم في غزة.
وقالت “الغارديان” إن علاوة على ذلك، ثمة مخاوف قائمة بشأن توزيع المساعدات على الأرض، إذ أعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن انهيار النظام المدني في شمال غزة.
“هذا إلى جانب الخطر المتمثل في سيطرة حماس على توزيع المساعدات، وبالتالي معاودة الحركة ترسيخ سلطتها في غزة؛ ما قد يؤثر على الديناميكيات السياسية والجهود الإنسانية في القطاع”، بحسب المصدر ذاته.
ونقل التقرير عن كريس دويل، مدير مجلس تعزيز التفاهم العربي- البريطاني، تفسيره لقرار البيت الأبيض باللجوء إلى خيار الإسقاط الجوي للمساعدات، بأنه يحمل رسالة سياسية مهمة.
وذكر دويل أن اضطرار الولايات المتحدة، القوة العسكرية الأولى في العالم والحليف القوي لإسرائيل، إلى استخدام مثل هذه التدابير، يعكس عجز واشنطن وعدم مقدرتها على إقناع إسرائيل بالسماح للمساعدات بالدخول عبر الطرق البرية.
وأشار إلى أن هذا بحد ذاته مؤشر ضعف كبير يُظهر عدم استعداد الولايات المتحدة للوقوف في وجه إسرائيل.
في السياق ذاته، وصف وزير الخارجية البريطاني السابق من حزب العمال ديفيد ميليباند، عمليات الإنزال الجوي بأنها إجراء ينم عن اليأس والضعف.
وأكد ميليباند الحاجة الملحة لبذل جهود دبلوماسية لفتح المعابر، والحد من البيروقراطية، والدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وقالت الصحيفة البريطانية إنه “في حين أن عمليات الإنزال الجوي ليست بالجديدة في عمليات الإغاثة الإنسانية، إلا أنها تشكل تحديات كبيرة في المناطق المكتظة بالسكان، مثل: غزة”.
وتقول الولايات المتحدة بدورها، إنها تتفهم المخاطر الكامنة التي تنطوي عليها عمليات الإنزال الجوي، إذ أكد المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي بأنها من بين العمليات العسكرية الأكثر تعقيدًا وصعوبة في التنفيذ.
وأعرب كيربي عن التزام واشنطن بالتعلّم من عمليات الإنزال الجوي الأولية لا سيّما في ظل استمرار مثل هذه العمليات في إيصال المساعدات لمحتاجيها.