محمود جودت محمود قبها
أمد/ نعلم جيداً أن حريتنا منقوصة من دون الحرية للفلسطينيين هذه الكلمات قالها يوماً نيلسون مانديلا والتي تعكس تبنيه الواضح لقضية الشعب الفلسطيني لم يتوانَ مانديلا أيضاً عن الإشادة بزعيم الفلسطينيين ياسر عرفات، يكتب مانديلا في مقدمة لكتاب عنوانه (عرفات متى لم يكن هنا) كنت أتابع نشاطات الرئيس ياسر عرفات من غياب سجني وكم أثار اهتمامي بثباته ومثابرته لقد آمن به شعبه وسار معه خطوة بخطوة، في السراء كما في الضراء فهو الذي وضع المسألة الفلسطينية على جدول أعمال المجتمع الدولي، ونقل قضية شعبه من قضية لاجئين إلى قضية أمة بكامل المعنى سوف يبقى الرئيس ياسر عرفات إلى الأبد رمزاً للبطولة بالنسبة إلى كل شعوب العالم التي تكافح من أجل العدالة والحرية.
وقال عن أبو عمار : ياسر عرفات المقاتل من أجل الحرية، عرفات رجل الدولة، وعرفات الحائز على جائزة نوبل، ومع ذلك، فإن ضلوعه تحتضن قلب إنسان بسيط يحمل بإخلاص عميق تطلعات الشعب الفلسطيني وآماله” وأضاف: “أبدى ياسر عرفات شجاعة نادرة في مواجهة أدق ظروف الاختبار التي يمكن لمناضل من أجل الحرية أن يواجهها، ولا يأتي هذا الاختبار في ساحة المعركة بقدر ما يأتي حين يواجه المرء بتحدي التنازل من أجل السلام، ومن أجل وجود شعبه، ورفاهيته بعيدة المدى وهنا أيضا، نستطيع أن نقول إن ياسر عرفات قد أثبت نفسه، ليس فقط كمحارب عظيم في ساحة المعركة، إنما أيضا، وبالقدر نفسه، كرجل دولة عظيم في البحث عن السلام .
التزم مانديلا منذ وصوله إلى سدة الرئاسة عام 1994 بالوقوف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني ياسر عرفات في تشرين الأول عام 1999، زار مانديلا قطاع غزة واستقبله الفلسطينيون كما لو أنه بطلهم. كما حافظ مانديلا على زخم علاقته هذه مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 بالرغم من كافة الضغوط الدولية التي مورست عليه لم يكتفِ مانديلا بتبني موقف شخصي متضامن مع الفلسطينيين بل رسخ ذلك في وعي الشعب الجنوب إفريقي، ففي نظر الجنوب إفريقيين هناك تماثل جيلي بين الأوضاع المفروضة على الفلسطينيين اليوم وتلك التي عايشوها على مدار سنوات التمييز العنصري. وفي أكثر من مناسبة أظهر الجنوب افريقيون تضامنهم مع الفلسطينيين.
نيلسون مانديلا اسم بحجم الكون فهو أيقونة الحرية ومكافحة العنصرية في العالم ..قدوة في النضال والثورة على الاستعباد كان وما زال يتمتع بمكانة خاصة في فلسطين لما يمثله من رمزية تتوق لها فلسطين أرضاً وشعباً و يمثل تشييد نصب مانديلا اليوم في رام الله خطوة مهمة على طريق دعم نضال الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة إن اسم نيلسون مانديلا ليس بالغريب عن الشعب الفلسطيني، في عام 1989 كان تأسيس مؤسسة مانديلا لحقوق الإنسان ورعاية شؤون الأسرى والمعتقلين، حيث اتخذت المؤسسة اسم “مانديلا ” رمزيته وحتى لا يكون للمؤسسة صيغة سياسية محددة وعلى الرغم من أنها أخذت هذا الإسم والرمز العالمي تعرضت مؤسسة مانديلا إلى مضايقات ومعيقات من قبل سلطات الاحتلال ، سواء بإعاقة العاملين في المؤسسة من الزيارات او منع بعضهم احياناً حتى وصل الحد إلى تدمير مقر المؤسسة خلال الانتفاضة الثانية ( انتفاضة الأقصى)، وهذه السياسة تأتي في السياق الإسرائيلي المعتاد في محاولة طمس وصهر كل القيم والرموز العالمية التي تنادي بالحرية والعدالة الإنسانية إلا أن المؤسسة ما زالت حتى اليوم مستمرة في عملها وتقديم خدماتها للأسرى.
في عام 1999 زار مانديلا غزة واستقبله الشهيد القائد ياسر عرفات استقبال الأبطال، استقبال ترجمته كانت أن منديلا أصبح من أهل البيت الفلسطيني. ومن هنا فإن منديلا اليوم ليس بحاجة إلى استقبال في فلسطين لأن فلسطين بيت لكل مناضلي وأحرار العالم، فكيف يمكن استقبال أحد في بيت هو من أهله من أشهر مقولات جولدا مائير الصهيونازية كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلًا فلسطينيًا واحدًا على قيد الحياة إلا أن كل يوم يخرج علينا طفل فلسطيني مبدع، متميز ، فنان، مثقف، مقاتل، ومزارع وأهم من ذلك مبتسم ليقهر جولدا مائير في قبرها ويقلق قادة اسرائيل ويهز عرشهم .
كيف يهزم شعب فيه هذه الروح إن الروح هي ركن أساسي في أي معركة فهي تعني المعنويات والتصميم والوعي بعدالة النهج والإحساس بعدم وجود خيار آخر سوى الانتصار فالروح هي التي تنتصر في أي معركة، ومجسم مانديلا الذي يقف في رام الله اليوم يمثل دعماً روحياً للفلسطينيين حتى ينتصروا في معاركهم مع الاحتلال الأطول في العالم منديلا وطأ أرض غزة بجسده وأرض رام الله بروحه وغداً بعد التحرر وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية سيكون له بيت ثالث في القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وذلك تخليداً لكل رمز ساهم في دعم الروح والإرادة الفلسطينية دعم جنوب إفريقيا الطويل الأمد للشعب الفلسطيني إلى زمن نيلسون مانديلا وياسر عرفات ويؤمن الزعيمان أن النضال من أجل الحرية الذي خاضه السود في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والفلسطينيين في غزة والضفة الغربية هو نفسه. لقد استمر هذا التضامن لأكثر من 30 عامًا وربما يفسر ذلك السبب الذي دفع جنوب إفريقيا إلى اتخاذ خطوة غير عادية بفتح قضية أمام المحكمة العليا للأمم المتحدة تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في الحرب في غزة ولا تتمتع جنوب إفريقيا بثقل دبلوماسي، لكن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، الذي كان يرأسه مانديلا ذات يوم، لا يزال حليفا قويا للفلسطينيين منتقدا شرسا لإسرائيل.
المناضل الأممي الكبير نيلسون مانديلا يتم من خلال مواصلة العمل على نهجه ضد الظلم والاحتلال والفصل العنصري في كل بقاع الأرض وأن النضال من أجل الوصول إلى العدالة والحرية ومحاربة الفصل العنصري ومكافحة الفقر ورصد انتهاكات حقوق الإنسان وبناء السلام والمصالحة في أنحاء العالم بحاجة إلى إرادة سياسية دولية صلبة وقوية في التعامل مع أنظمة الفصل العنصري القائمة في العالم وأهمها الاحتلال الإسرائيلي الذي يمارس شتى أنواع وأصناف وممارسات الظلم والقهر والقمع والاضطهاد والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني أن النضال والكفاح ضد الفصل العنصري هو نضال أممي لا يتجزأ وأن الشعب الفلسطيني مستمر في الكفاح بشتى الوسائل التي كفلها القانون الدولي للشعوب التي ما زالت تئن تحت الاحتلال ويذكر بمقولة الزعيم الأممي الخالد نيلسون مانديلا ” حريتنا لا تكتمل بدون حرية فلسطين” فالشعب الفلسطيني لا زال مستمر في مسيرة الكفاح والنضال حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير واستعادة حقوقه الوطنية المسلوبة من هذا الاحتلال المجرم.
**من أجمل ما قاله عن فلسطين خصوصًا
* نحن نعلم تمام المعرفة أنّ الحرية لا يُمكن أن تكتمل دون تحرير فلسطين.
* من الأخطاء التي يرتكبها بعض المحللين السياسيين هو اعتقادهم أنّ أعداءهم يجب أن يكونوا أعداءنا.
* الحرية لا يًمكن أن تًعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أو لا يكون.
* أن تكون حرًا ليس مجرد التخلص من القيود، بل هو أن نعيش بطريقة تحترم وتُعزز حرية الآخرين.
* ليس حرًا من يُهان أمامه إنسان ولا يشعر بإهانة.
* إنّ الحرية لا تقبل التجزئة ؛ لأنّ القيود التي تُكبل شخصاً واحداً في بلادي، إنّما هي قيود تُكبل أبناء وطني أجمعين.
المناضل نيلسون مانديلا ونضاله الخالد والتضحية من اجل الحرية وحق تقرير المصير والذي طبع وعمد على صفحات التاريخ ، وأصبح منارة خالدة وملهماً يتم التعلم منها معاني الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان أن النضال والكفاح ضد الفصل العنصري هو نضال أممي لا يتجزأ وأن الشعب الفلسطيني مستمر في الكفاح بشتى الوسائل التي كفلها القانون الدولي للشعوب التي ما زالت تئن تحت الاحتلال ويذكر بمقولة الزعيم الأممي الخالد نيلسون مانديلا ” حريتنا لا تكتمل بدون حرية فلسطين” فالشعب الفلسطيني لا زال مستمر في مسيرة الكفاح والنضال حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير واستعادة حقوقه الوطنية المسلوبة من هذا الاحتلال المجرم.
وختم إنه لشرف لي أن أحيي أخا، ورفيقا في النضال من أجل الحرية، و وطنيا عظيما محبا لوطنه ودعونا نأمل في أن يكون يوم إقامة الدولة الفلسطينية، وانعتاق الشعب الفلسطيني، قد صار في متناول اليد، موشكا على التحقق .