وفاء حميد
أمد/ في حرب ابادة نالت كل ما يعترض طريقها باستخدام اقوى سلاحين ، الاول هو الاسلحة الثقيلة بإزالة كل معالم للحياة والبنى التحتية ، والاخر هو سلاح التجويع بقطع كل انواع المساعدات الإنسانية ، فبات كل من يعيش في غزة على هاوية الموت ، فيتدافعون بأرواحهم للحصول على المساعدات الإنسانية ” شارع الرشيد “، ليترصد الاحتلال لعشرات ضحايا الجوع والإبادة فينهال عليهم بوابل من الرصاص ليرتقوا ضحية التآمر والحقد النازي والأنظمة المتصهينة ، والتغطية الوقحة على الجرائم الكبرى على مرأى من البشرية جمعاء…
فرغم العجز الإسرائيلي والأميركي عن تحقيق الأهداف التي وضعت في حرب الإبادة على غزة عسكرياً، فإن صفرية الحرب تدفعهما إلى استخدام سلاح التجويع والضغط على مدنيّي غزة بالدرجة الأولى، لدفع المقاومة للاستسلام وقبول تحقيق الأهداف المطلوبة مقابل لا شيء بما يحقّق الانتصار للكيان ، وليس هذا فحسب انما يترافق بتبلور نظام إقليمي عربي محيط بالكيان بدأت ملامحه تظهر، من بعض الأنظمة العميلة ، وهو يحمل ثقلاً مالياً وعسكرياً بغطاء أميركي يستطيع أن يفرض شروطه على المحور المقاوم المناهض للمشروع الأميركي في المنطقة ،فقد وصلت المواجهات العسكرية إلى حد الاختناق بعدم القدرة على حسم الحرب ، ولا يوجد أفق زمني قريب سوى هدنة مؤقتة ، وهو خيار إذا ما نجحت فيه سيؤدي إلى الهزيمة، وقد يكون خيار انفجار الحرب وتوسّعها إقليمياً هو الخيار الأخير لدى الكيان للخروج من مأزقه بعدم تحقيق الأهداف المرجوة في غزة، وبهذا تتدخل الولايات المتحدة ومعها حلفائها ، وبالمقابل فإن قوى محور المقاومة قد تجد نفسها مرغمة على كسر قواعد الحرب الحالية المستمرة بوتيرة منخفضة، فالاستنزاف المستمر ومخاطر تجويع أهل غزة وحصارهم عاملان مهمان في الذهاب نحو خيار الحرب الواسعة ، و مدى قرب المنطقة من حافة الهاوية وربما التوسع إلى حرب عالمية …