مصطفى منيغ
أمد/ ثقافة شَحنِ العُقولِ بحقائق معكوسة صَحَّحَ الزمان مضامينها لتبدو متذبذبة لا تَقْوَى على الوقوف متصدِّية تلك المبنية على حقائق حقيقية ، تجعل منها ثقافة المرحلة الآنية ، والجزائر وسطها عازمة على بناء تكتُّل إعلامي متمكِّن من حرفة التبليغ المُؤثِّرِ عن حقٍ في الرأي العام الدولي بعد الوطني ، قد يكون على شكل “نقابة” تخاطب الدولة لتحقيق توازن بين المطلوب المادي والتكيُّف مع الإبداع الفكري لتحريك الايجابي المُوجَّه لكسب ثقة المُتَلَقِي الأجنبي ثانياً والوطني أولاً ، نقابة بمفهومٍ جزائري ذي القاعدة التحَرُّرية الرافعة شعار “المهم في الفهم لتتأتَى مصداقية الأحكام ” ، ثم الابتعاد ما أمكن عن تكرار أن “كل شيء على أحسن ما يرام” ، ما دامت العاطفة خصم لإعلام نزيه ، والسباحة فيه عكس التيار ، لمُجرَّدِ إرضاء الآخَر ، يجعل منه غير مناسبٍ لجزائر جديدة رفعت مشعال الصراحة في الأقوال ، والوضوح في الأعمال ، استدراكاً لحُسْنِ مآل .
… هناك اتفاق معنون بما يحتاج لوقفة تأمل في دولة جزائرية استطاعت أن تنال ثقة روسيا الاتحادية وتبرم معها الشراكة الإستراتيجية المعمَّقة ، تفاصيلها مستعصية على العاديين ، مقلقة تكون لمن أجهزتها المخابراتية تستعد بكيفية استثنائية لملاحقة التفاصيل المجزأة ظهورها على ظروف متقاربة أو متباعدة التوقيت لتمنح الدليل أن عصر التقارب الند للند إتباعاً لمواقع جغرافية معيَّنة ، ذات أهمية بالنسبة لمن ستسود مستقبلاً كأداة للتواصل الأسرع من سرعة التخلص من الغلاف الجوِّ الأرضي إلى رحابة الفضاء ، بما يعني أن سلاحاً غير مسبوق سيكون من حق الجزائر امتلاكه لمقارنة تنفيذ برامجها الإصلاحية الكبرى بقوة حريصة على استعدادها المطلق للدفاع عن نفسها مادام الغرب وأمريكا في المقدمة ، لن يغفر للجزائر كسر الحصار التجاري الموجَّه ضد روسيا عقاباً لاجتياحها أوكرانيا ، ولو كان الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية (في عهد جو بيدن) يفهم العقلية الجزائرية لابتعد عمَّا تراه اختياراً تتحدى به العالم لتمسُّكها عن قناعة وليس إتباعا لسياسات ظرفية ، أنها دولة حرة لا تُقاس حريتها بالتنقُّل من موقع إلى آخر ، وذاك سر استمرارها مُهابة الجانب .
… أعمال في مستوى قطع المراحل بسرعة تتخلَّلها ما يفيد تغيير العقلية ليتم التكيف مع المُدْرَك انجازه بسلاسة تؤدي لمسك المواطن الجزائري خيوط مستقبله وهو أحسن بكثير ممَّا كان عليه خلال عقد مرّ والمآسي تتعاظم حياله ولا يستطيع سوى المثول مهما كان المطلوب حتى لا يُحرَق بنار انتقام مسببيها أو يحيا في منأى عن الهوية الجزائرية فاقد الكرامة ومعها كل حقوق المواطنة في بلد من أغنى بلاد الكرة الأرضية . أعمالُ تُصنِّع ما لم يكن مُصنَّعاً ، وتُشيِّد ما يكون به المحتاج قانعا ، وما يرخِّص للمورد الحلال وللحرام منه مانعاً ، وما يجعل مُعوِزَ الأمس لرأسه بما امتلكه اليوم رافعاً . هناك منحة مالية تخص العاطلين ريثما تفسح الدولة المجال لاستيعابهم مادامت مقبلة على إنصاف طبقة محرومة ظلت عن تدبير مشكوك تتقاذفها إجراءات لا يخشى روادها عقاب الدنيا قبل الآخرة .