أحمد إبراهيم
أمد/ في ظل تصاعد التوتر الاستراتيجي الحاصل في غزة وسقوط ما يقرب من ٣٠ ألف قتيل بالقطاع ، تم الإعلان خلال الساعات الماضية عن تدشين خط بحري جديد يربط بين قبرص وغزة ، وهو الخط الذي ستموله دولة الإمارات وتقوم إسرائيل بالتعاون مع جهات إقليميه بإرسال المساعدات والطعام من خلاله إلى قطاع غزة.
وعقب عدوانها على القطاع قررت إسرائيل إرسال بعض الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، غير أن حجم هذه المساعدات كان دوما مدعاة وباعثا على السخرية، خاصة وإنه كان دوما يمثل قدرا غير كاف في ظل احتياجات الفلسطينيين من أبناء غزة والتي تتزايد كل يوم.
وفي ظل التعقيدات التي تواجهها منظومة المساعدات كان لافتا توجه الولايات المتحدة الأميركية ومصر والأردن للقيام بعملية اسقاط للمساعدات من الجو للقطاع المحاصر ، وهو أمر كان لافتا والأهم إنه أتسم بعدد من السمات ومنها:
1- مشاركة العاهل الأردني نفسه في اسقاط هذه المعونات وهو موقف متميز من الملك عبد الله
2- شكوى الكثير من الفلسطينيين من عدم وصول المعونات إليهم بسبب قوة الرياح الشتوية الحالية في غزة وانحراف المساعدات عن مسارها
3- تناقل بعض من مقاطع الفيديوهات التي نسبت لعناصر مسلحة قيامها بسرقة طعام وأدوية من قوافل المعونات الإنسانية
4- لم تعلق مصادر المقاومة على هذه الاتهامات بصورة رسمية حتي الآن.
5- تردد أنباء مصدرها منصات ومواقع تواصل اجتماعي باغتيال سائق أو اثنين مصريين من سائقي الشاحنات العملاقة أثناء دخولهما إلى القطاع لإدخال المعونات الإنسانية
غير أن كل ما سبق ذكره من صعوبات تواجه المواطن الفلسطيني للحصول على المعونات يدفعنا لطرح سؤال هام ودقيق….لماذا هذا الإصرار حاليا على عدم الاعتماد على الطريق البري لدخول المعونات ، والتوجه لإدخالها جوا آو بحرا؟
التقديرات الاقتصادية المتعددة المتعلقة بهذه القضية تشير صراحة إلى أن التكلفة المادية لإنزال المساعدات من الجو أو حتى إدخالها من البحر يمثل أربعة أو خمسة أضعاف القيمة المالية لإدخالها برا ، وهو ما يطرح بعض من التساؤلات مفادها
1- هل مصر وإسرائيل حاليا ليسا على وفاق أو اتفاق لإدخال المساعدات؟ (المفترض أن تعبر شاحنات المساعدات من معبر رفح للجانب الإسرائيلي للتفتيش ثم تعود إلى غزة من جديد)
2- طالما أن إسرائيل موافقه على نقل المساعدات بحرا ومن قبلها موافقتها على اسقاط المساعدات جوا إلى غزة….لماذا لا تساعد مصر والدول العربية والولايات المتحدة على القيام إرسال المساعدات برا ؟
كل هذه الأسئلة تؤكد تعقد المشاكل الناجمة عن عدم الاتفاق على وضع منظومة سلسه وسهلة لوصول المساعدات إلى قطاع غزة ، خاصة وأن هناك تقارير تؤكد ان القطاع حاليا على حافة المجاعة الإنسانية ، فضلا عن نقطة استراتيجية أخرى ، وهي أن طرح طرق جديد لإدخال المساعدات يعني أن الأزمة حالية بالقطاع يمكن أن تطول ، في ظل عناد حركة حماس وعدم اتفاقها السياسي او الاستراتيجي مع جهود الوساطة السياسية التي تقوم بها قطر ومصر والولايات المتحدة مع إسرائيل ، الأمر الذي يزيد من تعقد هذه الأزمة بلا حل حتى الآن.