رشيد شاهين
أمد/ من المعتقد على نطاق واسع انه من غير الممكن ولا المعقول أن يقف العالم عاجزا عن “اجبار” دولة الإبادة إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة.
وحتى لو فشل العالم في ذلك’ فإن اميركا وهي الشريك الفعلي والأساسي بهذا العدون لن تفشل وستفرض على قادة الكيان إدخال تلك المساعدات.
السؤال هو’ ماذا يعني ألا توافق دولة الإبادة على إدخال المساعدات برا بينما لا تمانع بأن يتم ذلك من خلال الجو بداية “وهي فكرة أردنية اصلا” ثم توافق على السماح بإدخالها عن طريق البحر كما أقترح رئيس اميركا.
باعتقادي أن الرفض الصهيوني أساسا كان يهدف إلى الوصول إلى هذه النقطة’ أي إدخال المساعدات بحرا’ ولا يمكن استبعاد ان تكون فكرة ادخالها عن طريق البحر فكرة صهيونية اصلا تبنتها اميركا بناء على طلب من قادة دولة الإبادة.
الجسر البحري المزمع إقامته بين قبرص وغزة بحسب الخبراء يلزمها أسابيع وربما أشهر من أجل إعادة بناء ميناء غزة الذي دمرته دولة العصابات.
في تلك الحالة هذا يعني منح المزيد من الوقت لقتل الأبرياء في غزة ومن لن تقتله القذائف والصواريخ سيقتله الجوع.
اذا نجح الميناء بالقيام بالمهمة فهذا يعني عمليا إلغاء معبر رفح ويعني بالتالي إبقاء السيطرة على غزة دون حاجة إلى السيطرة على معبر فيلادلفيا والوقوع في حرج مع الجانب المصري.
تشغيل خط قبرص غزة سيجعل يد دولة الاحتلال طليقة فيما تشاء فعله في رفح وسواها من المناطق لانها ستكون قد تخلصت “وبمساعدة اميركا كما هي العادة” من الحرج ومن أنها تمارس سياسة الإبادة من خلال التجويع.
اذا ما تم تشغيل هذا الجسر في ظل غياب عدم وجود جهة ناظمة لتوزيع المساعدات يعني خلق حالة من الفوضى وربما الفلتان الذي تتوق اليه دولة الاحتلال.
الأمر الاكثر أهمية في هذا الموضوع هو أن يكون هذا الجسر المخرج الذي تبحث عنه دولة الإبادة من أجل تهجير الفلسطينيين عبر البحر ‘ لان لا أحد سيمنع الناس من التجمهر و”الهجوم ” على القوارب من أجل ركوبها خاصة اذا ما تم ذلك من خلال جماعات مرتبطة بهذه الجهة او تلك ممن يشجعون الهجرة وفي المقدمة دولة الاحتلال.
فكرة التهجير التي تسيطر على العقل الصهيوني لا زالت ذات أولوية قصوى خاصة في ظل ما يتردد عن جاهزية بعض دول أوروبا لاستقبال آلاف وربما عشرات آلاف الغزيين.