حمادة فراعنة
أمد/ كيف يمكن التصديق أن المستعمرة الإسرائيلية، وحليفتها وولي نعمتها الولايات المتحدة، وقع عليهما الإحساس بالمسؤولية، و النظر بالتعاطف لوجع الفلسطينيين في قطاع غزة، وهما الشركاء العمليين في عمل ونتائج المذابح والقتل والتدمير للمدنيين الفلسطينيين.
تطهير عرقي كامل المواصفات، لمجمل الحياة في قطاع غزة، عبر تدمير كل المؤسسات المدنية بشكل مقصود ومبرمج، وتدمير البيوت فوق رؤوس ساكنيها وأصحابها.
التسليح والقذائف والصواريخ وعبوات المدافع والقنابل أميركية الصنع، تطوع الرئيس بايدن ووصل إلى فلسطين ليلتقي مع نتنياهو بعد عملية 7 تشرين أول أكتوبر ويشد على يده، ويضمن له كل مقومات المساعدة لهجوم المستعمرة على قطاع غزة، وبالتالي وفر للإسرائيليين كافة مطالبهم ، والغطاء السياسي، ومنع مجلس الأمن لأخذ أي موقف لوقف إطلاق النار.
المستعمرة الإسرائيلية وحليفتها الولايات المتحدة، تعملان لفتح ممر بحري آمن بين قبرص وغزة لتزويد القطاع باحتياجاته الضرورية.
يوم الجمعة 9/3/2024 أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وقطاع غزة لنقل مساعدات إنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
أوسولا فون ديرلاين، اكدت بعد زيارتها لميناء لارنكا القبرصي قولها: «نحن قريبون جداً من فتح هذا الممر البحري، ونأمل أن يحدث ذلك» قريباً.
في بيان مشترك للجهات المساهمة في الخطة جاء فيه:
«إن الوضع الإنساني في غزة كارثي، لهذا السبب تعلن المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والمملكة المتحدة والولايات المتحدة عزمها على فتح ممر بحري لتوصيل مساعدات إنسانية، تشتد الحاجة إليها».
وزارة خارجية المستعمرة، رحبت بفتح الممر البحري من قبرص للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعد إجراء عمليات تفتيش أمنية وفقاً للمعايير الإسرائيلية.
كيف يمكن التصديق بدوافع المستعمرة ومن معها، أنهم حريصون على توفير الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهل يتطلب ذلك فتح ممر بين قبرص وغزة؟؟.
ولماذا لا تفتح المعابر مع مصر، لإدخال المساعدات المتكدسة على الحدود المصرية الفلسطينية؟؟.
في 20/12/2023، تم التوصل إلى اتفاق بين وزيري خارجية قبرص كونستانتينوس كومبوس، ومع وزير خارجية المستعمرة إيلي كوهين، يقوم على إقامة ممر مساعدات بحري لغزة في خطوة وصفتها المستعمرة على أنها مهمة، نحو فك الارتباط مع قطاع غزة، قال عنه الوزير القبرصي: «إن المساعدات الدولية التي يتم الإشراف عليها بشكل جيد ستساعد المنطقة على تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار».
وقال كوهين: «إن إنشاء الممر البحري إلى غزة، سيساعد على فك الارتباط الإسرائيلي عن قطاع غزة».
بريطانيا عرضت سفناً برمائية قادرة على الوصول إلى ساحل القطاع دون الحاجة إلى بنية تحتية خاصة.
هذا الحماس والاندفاع الأميركي الأوروبي الإسرائيلي، هل هو يحمل البراءة وحل وجع الفلسطينيين والتخفيف من آلامهم ومتاعبهم، ونتائج سياسات التطهير العرقي وممارسات المستعمرة العدوانية النازية الفاشية ضدهم؟؟.
أم ثمة دوافع أخرى وراء هذا الاهتمام «الإنساني» الذي وقع عليهم، بهذا الاندفاع والحماس والهمة؟؟.