أمد/
رام الله: أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى يوم الأربعاء، ن الأسرى في سجون الاحتلال البالغ عددهم أكثر من 9 الاف اسير يستقبلون هذا العام شهر رمضان المبارك في ظل ظروف قاهرة وقاسية مع تصاعد جرائم الاحتلال بحقهم والتي فاقت كل التصورات.
وأوضح مركز فلسطين في بيان صدر عنه ووصل "أمد للإعلام" نسخةً منه، أن الاسرى في كل عام ينتظرون بشغف حلول شهر رمضان لما له من خصوصية حيث يستغله الأسرى في قراءة القران، وقيام الليل، والدروس والمواعظ والابتهال والتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء بتفريج كربهم، والتزاور فيما بينهم، وصناعة الحلويات وغيرها، ولكن هذا العام في ظل حكومة الاحتلال الأشد تطرفاً يعيش الاسرى حالة غير مسبوقة من القمع والقهر والجوع والاعتداءات المستمرة والتي تصاعدت بعد السابع من أكتوبر وتجاوزت كافة الخطوط الحمراء وأدت الى ارتقاء 12 شهيداً للحركة الاسيرة خلال خمسة شهور الماضية فقط.
وأشار مركز فلسطين الى ان السجون تحولت الى مراكز للقمع والتنكيل والاعتداء بالضرب المبرح على الاسرى من قبل وحدات القمع إضافة الى ان السجون أصبحت مراكز عزل جماعية منذ السابع من أكتوبر وحرم الاسرى من التواصل مع العالم مع الخارجي بما فيها منع الزيارة عن الاسرى بشكل كامل، وسحب اجهزة الراديو، ووقف كافة المحطات التلفزيونية المحدودة التي كانت متاحة لهم سابقاً، ووصل الامر الى عدم معرفة وقت السحور والافطار والصلوات داخل الزنازين.
وكشف مركز فلسطين ان الاسرى يتعرضون لسياسة تجويع متعمدة بما فيهم المرضى الذين يحتاجون الى طعام خاص، حيث سحبت إدارة السجون كل مستلزمات الحياة الأساسية وأبقت على الحد الأدنى منها، وقلصت بشكل مفرط كميات الطعام التي كانت تقدم للأسرى، وما يقدم لهم من كميات قليلة سيء جداً وفى الكثير من الأحيان لا يصلح للأكل نهائياً، إضافة الى عدم السماح للأسرى بالشراء من كنتين السجن بعد اغلاقها ومصادرة ما تبقى للأسرى من مواد غذائية بشكل كامل.
واكد مركز فلسطين ان السجون بعد السابع من أكتوبر تكتظ بالأسرى بشكل كبير، مع عدم اتساع الزنازين والغرف للأعداد الكبيرة من المعتقلين الذين يتم الزج بهم بشكل مستمر نتيجة حملات الاعتقال اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة والقدس، وقطاع غزة بعد العدوان مما ضاعف من معاناة الاسرى بشكل واضح كما منعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمحامين، من تنفيذ اي زيارة للسجون.
وبين مركز فلسطين ان الاسرى في رمضان ورغم الصيام لساعات طويلة لا يتناولون سوى القليل من الاكل، بحيث يقللون من تناول الطعام على السحور لكي يتبقى ما يتناولونه على الإفطار، كون الطعام الذي تقدمه إدارة السجون بالكاد يكفي لوجبة واحدة في اليوم لكل اسير.
ونوه مركز فلسطين الى ان إدارة السجون تتعمد حرمان الاسرى من كل مظاهر استقبال شهر رمضان الكريم فيما يتعلق بالعبادة وقراءة القرآن ورفع الأذان وصلاة التراويح حيث منعت إقامة الصلاة في الساحات او رفع الصوت في قراءة القرآن كما صادرت في الكثير من السجون بعد السابع من أكتوبر كتب القرآن الكريم، إضافة الى تقليص كميات الماء وقطعه في أوقات الصلاة والوضوء.
كذلك تعمدت تجاهل معاناة الاسرى المرضى والجرحى واستمرت في جريمة الإهمال الطبي بحقهم والمماطلة في تقديم العلاج اللازم لهم، او نقلهم للمستشفيات الامر الذي أدى الى تردي أوضاعهم الصحية الى حد خطير، وارتقاء عدد منهم كان اخرهم الأسير المريض عاصف الرفاعي والذي كان يعاني من مرض السرطان ورفض الاحتلال إطلاق سراحه او تقديم العلاج المناسب له ، وكذلك الأسير المقعد خالد الشاويش.
وطالب مركز فلسطين كافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية الضغط على الاحتلال لوقف الجرائم المستمرة بحق الاسرى والالتزام بنصوص القانون الدولي الانساني ومعاهدات جنيف، وخاصة في شهر رمضان، واحترام الشعائر الدينية للأسرى والتي كفلها القانون الدولي.